منذ خروجه من الريان وكثر الكلام عن المهاجم سبستيان سوريا، فهناك من يتهمه بالخروج لكبر سنه، وهناك من يردد أن هناك أزمات وخلافات مع أجيري مدرب الرهيب، وآخرون يرددون أن خلافات نشبت بينه وبين ياسين براهيمي نجم الفريق، وادعى البعض مبالغته في طلباته، ولذا كان علينا أن نلتقي في حوار حصري مع المهاجم الخطير سبستيان سوريا، ليضع النقاط فوق الحروف، ويحسم الموقف من القيل والقال، لا سيما أن سوريا من اللاعبين قليلي الكلام، ونادراً ما نجده يتحدث، لكنه خصّ "العرب" بهذا الحوار الصريح، وفتح قلبه بكل صراحة دون لف أو دوران، خاصة أن انتقاله لقلعة الأحلام قادماً من الرهيب، جاء برغبة شخصية من المدرب العرباوي، والذي يؤكد قدرة سوريا على تحقيق إضافة جيدة للفريق.

*لماذا تركت الريان؟
- بعد توقيعي على عقد استكمال مباريات الموسم الماضي لم يفاتحني أحد في تجديد العقد، وهي إشارة إلى أن النادي لم تكن له رغبة في استمراري، وبالتالي كنت مضطراً للبحث عن وجهة ثانية، وجاء العربي وفتح لي أبوابه، واخترت الانضمام لقلعة الأحلام.

* هل رحيل تاباتا مرتبط برحيلك؟
- ليس لدي أي تعليق، ولا أدري سبب رحيله، والمفترض أن يوجّه له هذا السؤال، أو إدارة الريان، فهي صاحبة القرار، ومعها تفسير رحيل تاباتا.

*ألا تعتقد أن نجومية براهيمي سارعت في تركك الرهيب؟
- لا أحد يختلف على أن براهيمي لاعب مميز، وفرض نفسه في الفريق، لكنه ليس الفريق كله. وليس النجم الأوحد، هناك أيضاً فرانك كوم، وميركادو، وفهد يونس حارس المرمى، وعبد العزيز حاتم، وغيرهم من اللاعبين المميزين. ومن غير الطبيعي تجاهل دور باقي اللاعبين.

* نريد أن نعرف مَن سبب رحيلك؟
- بكل تأكيد أجيري، إنه المسؤول الأول عن الأمور الفنية، وهو سبب رحيلي من الريان، فالمدرب هو من يختار اللاعبين، وواضح أن أجيري لم يكن يرغب في استمراري، ولا أريد الحديث أكثر عن الماضي، تركيزي الحالي كلّه منصب على العربي، ويبقى المستقبل هو الأهم.

* ألا تعتقد أن تقدّمك في السن سبب انتقالك للعربي؟
- السن ليس له علاقة برحيلي، فاللاعب عندما يبلغ سن الثلاثين تكون تلك الفترة المثالية التي يبرز فيها، ويقدم كل خبراته وموهبته، فأنا أعتبره بداية مرحلة النضج الكروي والعطاء وليس بداية النهاية للمسيرة الكروية.
ولو أنني أشعر بعدم قدرتي على العطاء، فلن أنتظر أن يطردني أحد من النادي والخروج من الباب الضيق، وما زلت أشعر بأن لدي الكثير لأقدمه، وأعتقد أن هالجريمسون مدرب العربي هو من طلبني شخصياً، وهي رسالة غير مباشرة للذين يعتقدون العكس.

*هل تلقيت عرضاً من نادي قطر؟
نعم.. ولكن عرض نادي قطر جاء متأخراً نوعاً ما، فقد أبديت موافقتي المبدئية للعب للعربي، وأشكر القطراوية على ثقتهم.

* ما شعورك بعد الانضمام لقلعة الأحلام؟
- أشعر بسعادة كبيرة للانضمام للعربي، واللعب لهذا الصرح الكبير، وقبل توقيع العقد تحدثت مع المدرب هالجريمسون قبل الموافقة على الانضمام لأي فريق، وحدثني عن مشروع النادي، كما شرح لي طريقة اللعب وفلسفته الكروية، وبالتالي قبلت التحدي، لقد مضى تقريباً شهر واحد على وجودي مع العربي، ولم أشعر لحظة بأنني غريب، وحظيت بترحاب كبير، وأجد نفسي بصورة ممتازة مع الفريق، فكل الأمور تسير على ما يرام، ونمتلك مجموعة جيدة من اللاعبين، الصعود على منصة التتويج مرتبط بالإيمان بقدراتنا، وتقديم كل ما لدينا حتى نضمن مكاناً داخل المربع الذهبي، والمشاركة في دوري أبطال آسيا، أو الفوز بأي بطولة، الآن أمامنا فرصة للفوز ببطولة كأس سمو الأمير المفدى، وإذا تحقق هذا الحلم فسأكون متفائلاً بالموسم الجديد..

* هل الجلوس على الدكة يقلقك؟
- لا يقلقني على الإطلاق، لقد قبلت التحدي، وأحترم قرارات المدرب، فنحن فريق واحد، وندافع عن شعار واحد، وأحترم خيارات المدرب، والأهم من هذا كله أنني أسعى لأكون إضافة للفريق، سواء لعبت أساسياً أم بديلاً.

*ما تفسيرك للانطلاقة غير المتوقعة للعربي؟
- أعتقد أن الحظ لم يحالفنا، والنتائج لم تعكس الأداء الجيد الذي قدّمه الفريق، ففي المباراة الأولى كانت لنا الأفضلية المطلقة، ونجحنا في فرض أسلوبنا منذ البداية، وكنا الأقرب للفوز بعد التقدم بهدفين، ولكن الشيء المؤلم هو خسارة نقطتين في الوقت بدل الضائع "الدقيقة 94"، وفي المباراة الثانية أمام الأهلي لم نكن محظوظين بشكل كبير، في الوقت نفسه ارتكبنا أخطاء بسيطة كلفتنا دفع الثمن باهظاً، وأعتقد أنه بمواصلة العمل سنتمكّن من إصلاح هذه الأخطاء وتحسين الوضع.

* العربي جمع نقطة واحدة من 3 مباريات.. بمَ تفسر ذلك؟
هذا الموقف يشكّل لنا ضغطاً كبيراً، ولكنه ضغط إيجابي من أجل مواصلة العمل بجدية وتحسين أدائنا، وإتلاف الأخطاء، فما زلنا في بداية المشوار، ومتأكد أن الوضع سيتحسن بشكل كبير بعد استئناف الدوري، فجميع اللاعبين يشعرون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم. شخصياً لست قلقاً على مستقبل الفريق، لا سيما أننا نمتلك الأدوات الكافية.
*هل توقيعك عقداً لمدة سنة واحدة يعني أن العربي سيكون آخر محطة في مشوارك الكروي؟

يمكن أن يكون كذلك، ولكن كل شيء مرتبط بما سأحققه مع العربي، ومدى جاهزيتي البدنية، بحيث إذا شعرت بأنني ما زلت قادراً على العطاء فربما سأستمر، ولكن إن شعرت بالعكس فبلا شك أنني سأعلن اعتزالي نهائياً، ويكون العربي آخر محطة في مشواري الكروي. وأتمنى أن يكون ختامه مسك بالتتويج بأي لقب.

*ما الذي ندمت عليه؟
- عدم الاحتراف في أوروبا، فقد كانت أمامي فرصة كبيرة عام 2009 للانتقال لأحد الأندية الأوروبية، لكن للأسف لم تتم الصفقة لأسباب خاصة.

*ما انطباعك عن الجيل الحالي للعنابي؟
أعتقد أن الجيل الحالي يمتاز بقدرات فنية جيدة، وهذا ما شهدناه خلال مشواره بكأس آسيا التي توّج بلقبها عن جدارة، وأعتقد أن هذا الجيل يمكنه تحقيق مفاجأة في المونديال القادم.