المبادرة تعكس اهتمام الدولة بإحياء التراث الثقافي.. نائب رئيس الوزراء يكرم الفائزين بـ «جائزة الأخلاق»

alarab
محليات 10 سبتمبر 2025 , 01:26ص
الدوحة - العرب

كرَّم سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع، الفائزين بالمسابقة الدولية لفن الخط العربي «جائزة الأخلاق»، بمشاركة سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، والتي نظمتها وزارة الثقافة، على مدى عدة أيام، في مبادرة تعكس اهتمام دولة قطر بإحياء التراث الثقافي وتعزيزه.
جاء ذلك بحضور سعادة السيد أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود، رئيس مجلس الشورى السابق، وسعادة السيد غانم بن شاهين الغانم، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسعادة السيد محمد بن علي بن محمد المناعي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وسعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وسعادة الدكتور غانم بن مبارك العلي، وكيل وزارة الثقافة، وعدد من كبار الشخصيات وجمع من المهتمين بالخط العربي.
تُعد «جائزة الأخلاق» منصة فريدة تهدف إلى إبراز مكانة الخط العربي كفن عالمي، وتؤكد دور دولة قطر الرائد في دعم الفنون والثقافة، وتشجع جيلاً جديداً من الخطاطين، كما تسلط الضوء على جماليات الخط العربي وربطه بالقيم الأخلاقية السامية. وشهدت المسابقة مشاركات لافتة من خطاطين موهوبين من مختلف أنحاء العالم، قدموا أعمالاً فنية إبداعية أثرت المنافسة بشكل كبير.
وأكد السيد عبد الرحمن الدليمي، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، نجاح النسخة الأولى من «جائزة الأخلاق» التي لاقت صدى عالمياً واسعاً في مجتمع الخطاطين والمهتمين بالفنون. وعبر عن فخر الوزارة بالأعمال المنجزة التي تجسد قيماً أخلاقية سامية، وتسهم في تعزيز مفهوم السمو الذاتي من خلال الفن، كما تؤكد على أهمية الفن كأداة لنشر القيم.
وأوضح أن منهجية وزارة الثقافة تقوم على إشراك القيم الصحيحة وإدخال المضامين السامية في فعالياتها الثقافية والفنية، مشيراً إلى أن هذه المسابقة تأتي في هذا الإطار لترسخ القيم الأخلاقية. ووصف رحلة المتأهلين خلال الأسبوع المخصص لتنفيذ أعمال المرحلة الأخيرة بأنها كانت «ثرية جداً»، وصاحبها العديد من الفعاليات الثقافية.
واختتم مدير إدارة الثقافة والفنون حديثه بشكر جميع القطاعات في الوزارة والمساهمين في إنجاح الفعالية، معرباً عن تمنياته بأن تشهد النسخ القادمة تطوراً أكبر، وذكر أن المسابقة الدولية لفن الخط العربي «جائزة الأخلاق» ستحتل مكانة رفيعة في ذاكرة الفن العربي الأصيل، كما عودت الوزارة الجميع بأن تكون كل نسخة أضخم من سابقتها.

إندونيسيان في الصدارة .. والأجواء «رائعة»
وجاء ترتيب الفائزين بالمراكز الخمسة الأولى للمسابقة الدولية لفن الخط العربي «جائزة الأخلاق»، على النحو التالي: المركز الأول هدى بورناوادي من إندونيسيا، والمركز الثاني تيجو براستيو من إندونيسيا، والمركز الثالث أحمد حسن الهواري من مصر، والمركز الرابع أحمد علي نمازي من أذربيجان، والمركز الخامس عبد الوهاب سيف من اليمن.
وعبر الفنان الإندونيسي هدى بورناوادي، الفائز بـ «جائزة الأخلاق» في نسختها الأولى، عن خالص امتنانه وشكره لوزارة الثقافة على تنظيم هذه المسابقة الثقافية المميزة التي مثلت بلاده فيها بشكل لافت. كما أعرب عن سعادته الكبيرة بالمشاركة والفوز، قائلاً: «أنا سعيد جداً بهذه التجربة، كان حلمي أن أحصل على المركز الأول، وقد وفقني الله في ذلك».
ووجه بورناوادي الشكر لوالديه وزوجته وزملائه وجميع الداعمين، مثنياً على التفاعل المجتمعي الكبير الذي حظيت به المسابقة، وأضاف: «التفاعل المجتمعي كان رائعاً. شكراً من القلب على دعواتكم، وأتقدم بخالص امتناني لمنظمي هذه المسابقة التي تعزز الثقافة والفنون».
كما عبَّر الفنان المصري أحمد الهواري، الفائز بالمركز الثالث، عن سعادته البالغة بالمشاركة والفوز، واصفاً النتيجة بالممتازة، وذلك بعد رحلة تنافسية استثنائية قادته من القاهرة إلى منصة التتويج في الدوحة. وكشف عن كواليس مشاركته، حيث قدم من مصر خصيصاً للمسابقة بعد أن تأهل للمرحلة النهائية.
وأشاد بأجواء المسابقة، واصفاً إياها بـ «الرائعة جداً»، كما وجه الشكر لفريق العمل المنظم على حسن الاستقبال والتنظيم. ولفت الهواري إلى أن فكرة المسابقة كانت «مبتكرة» للغاية، سواء في موضوعها المعني بالأخلاق أو في أسلوبها التنفيذي الذي جمع الخطاطين في مكان واحد، مما شكَّل تجربة فريدة عن أي مسابقة أخرى. وهنأ الفنان المصري جميع الفائزين، مثمناً روح الزمالة والتعاون بين المشاركين التي غلبت على روح المنافسة، واعتبر مشاركته بمثابة نجاح بحد ذاته، قبل أن يتوج بالمركز الثالث في النسخة الأولى من المسابقة.

مستوى متميز 
من جانبه، أشاد راشد المهندي، عضو لجنة تحكيم المسابقة الدولية لفن الخط العربي «جائزة الأخلاق»، بالمستوى المتميز للمسابقة، مشيراً إلى أنها تميزت بخرقها للقالب الكلاسيكي المعتاد في مسابقات الخط، وبتقديمها مفهوماً جديداً يجمع بين الإبداع الفني والقيم الأخلاقية السامية.
وأوضح المهندي أن أبرز ملامح المسابقة تمثَّل في خروج الخطاطين من «الصرامة» المعتادة في قواعد خط الثلث والجلي إلى فضاء أرحب للتعبير عن المعنى من خلال التكوين الخطي، مما منح العمل الفني بُعداً جمالياً وتعبيرياً. ولفت إلى أن اختيار موضوع «الأخلاق» كشعار للمسابقة شكّل تحدياً وإضافة نوعية، حيث استُحضرَت هذه القيمة العالية وحوّلها المشاركون إلى لوحات تشكيلية خطية، في وقت يغيب فيه مثل هذا البعد القيمي في العديد من المسابقات الفنية.
وسلط الضوء على عنصر تميز فريد في المسابقة، تمثل في جمع جميع المتسابقين في قاعة واحدة للكتابة ليلاً ونهاراً ضمن وقت قصير وتحت ضغط نفسي، وهي تجربة غير مألوفة في عالم الخط الذي قد تستغرق اللوحة الواحدة فيه شهوراً لإنجازها. وأكد أن هذه الأجواء غيَّرت نظرة المشاركين لبعضهم البعض، حيث تحولت العلاقة من المنافسة إلى زمالة فنية وتبادل معرفي.
وختم عضو لجنة التحكيم حديثه بالتأكيد على أن التميز في مثل هذه المسابقات المحكمة يحدده عناصر دقيقة للغاية، كحسن توزيع النص، وتوازن الجماليات، ونظافة الحروف، وهي فروق بسيطة تجتمع لمنح الأفضلية للعمل الفائز بالمركز الأول.