«قطر للسياحة».. مســــيرة ممـــــيزة لتعزيز مكانة قطر على خريطة السياحة العالمية

alarab
اقتصاد 10 سبتمبر 2024 , 01:10ص
محمد طلبة

الســياحــة فـــي قـطـــر تحــظــــى بمـســتويات خـــدمــــة اســـتثنائيــة يتـمــتع بـهـا الـزوار

قطر روجت للمرافـق العصـــرية المتمـيزة التي تزخــر بهـا

معرض إكسبو 2023 الدوحة استمرت فعالياته 6 شهور بمشاركة 70 دولة

 

حققت قطر للسياحة إنجازات مميزة خلال مسيرتها، بفضل الجهود التي تبذلها الدولة للارتقاء بالمنتج السياحي وتشجيع السياحة الداخلية للمواطنين والمقيمين، إضافة إلى جذب السياحة من الخارج وزيادة أعداد السائحين. وأطلقت دولة قطر مؤخراً استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 - 2030 التي أُعدت وفق توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدّى حفظه الله والتي تُعتبر المرحلة الأخيرة في طريق تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030. وقد حددت الاستراتيجية قطاع السياحة كقطاع رئيسي ضمن تجمعات التنويع الاقتصادي المنوط بها المساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام. كما اهتمت الاستراتيجية بتحديد المبادرات الخاصة لدعم قطاع السياحة، بما في ذلك تفعيل السياسات السياحية لتعزيز جاذبية قطاع السياحة، وتعظيم الاستفادة من شبكة الربط التي توفرها الخطوط الجوية القطرية.

وتركز جهود قطر للسياحة برئاسة سعادة السيد سعد بن علي الخرجي -في إطار التزامها بتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 - على تعزيز البنية التحتية السياحية في البلاد ودعم مسيرة التنمية المستدامة وإثراء عملية التبادل الثقافي، من أجل تحقيق استراتيجيتها التي تهدف إلى جعل قطر واحدة من الوجهات السياحية الأسرع نمواً في الشرق الأوسط، وزيادة مساهمة القطاع السياحي 12٪ من إجمالي الناتج المحلي، وزيادة الإنفاق الداخلي، واستقبال 6 ملايين زائر سنوياً، بحلول العام 2030.

أكثر من 50 فندقاً ومنتجعاً
لقد شهدت قطر نمواً كبيراً في قطاع الضيافة في السنوات الأخيرة، حيث دشنت أكثر من 50 فندقاً ومنتجعاً منذ عام 2022. ويجرى حالياً التوسع في المنشآت السياحية وافتتاح المزيد منها، نذكر منتجع هبيتاس رأس بروق الذي تم افتتاحه مؤخراً، وجزيرة قطيفان التي تضم ستة شواطئ، وهي جزيرة ترفيهية سياحية جديدة تعد جزءا من مدينة لوسيل، ومشروع «سميسمة المستدام» الذي سيقام على مساحة 8 ملايين متر مربع وامتدادا للواجهة البحرية بطول 7 كيلومترات على الساحل الشرقي لدولة قطر.

وجهة سياحية رائدة
تتميز التجارب السياحية في قطر بمستويات الخدمة الاستثنائية التي يحظى بها الزوار وكذلك العروض المتنوعة والأنشطة الترفيهية الغامرة. تلبي قطر جميع تطلعات زوارها بداية من أجواء الاستجمام بجوار حمامات السباحة وحتى المغامرات المفعمة بأجواء التشويق من خلال رحلات السفاري، بالإضافة إلى التجارب الفنية، بفضل أفق الدوحة الساحر والمعالم ذات التصاميم المعمارية المميزة التي تعكس تراث قطر الوطني وثقافتها وفنادقها الفاخرة وشواطئها على امتداد الخليج العربي.
ويستمتع الزوار بالتوازن الرائع الذي تقدمه قطر حيث تتعانق فيها الثقافة العالمية العصرية مع ثقافتها الوطنية الغنية. كما تُدهش قطر دائماً زوارها بالجديد والعديد من التجارب التي لا مثيل لها. ولذلك يُفاجأ الزوار حين يعرفون أن قطر لديها مشاهد تتميز بجمالها الطبيعي في قلب الصحراء، أو أنها تضم موقعاً مدرجاً على لائحة اليونسكو للتراث (موقع الزبارة الأثري) وأول منتجع صحي عصري في العالم يمزج بين مبادئ الطب العربي والإسلامي التقليدي (منتجع زلال الصحي).

نمو أعداد الزوار الدوليين
حتى نهاية شهر يوليو 2024، استقبلت قطر حوالي 3 ملايين زائر بزيادة نسبتها 26.2% عن الفترة نفسها من العام السابق. وفي يناير 2024 وحده، رحبت بأكثر من 700 ألف زائر - وهو رقم قياسي جديد والعدد الأكبر على الإطلاق خلال شهر واحد. وقد سجل يوم 25 يناير 2024 دخول أكبر عدد من الزوار خلال يوم واحد بلغ عددهم الزوار 42,500 زائر، مع نسبة إشغال فندقي وصلت إلى 95%.
ويمثل هذا النمو في أعداد الزوار الدوليين القادمين إلى قطر ثمرة للاستراتيجية التي وضعتها قطر للسياحة . وبفضل التركيز على الأسواق السياحية ذات الأولوية والنهج متعدد الجوانب والجهود الحثيثة والمبادرات الرائدة التي أطلقتها قطر للسياحة بالتعاون مع شركائها في القطاعين العام والخاص، تم استقطاب زوار قطر القادمين من جميع أنحاء العالم وتسليط الضوء على المزيج الفريد الذي توفره دولة قطر لزوارها والذي يجمع بين التطور والحداثة من ناحية وأصالة التراث الثقافي من ناحية أخرى. وكانت قطر للسياحة قد أطلقت على مدار الأشهر الماضية، حملات ترويجية ومبادرات متعددة استهدفت تعزيز أداء القطاع السياحي والتعريف بعروض الضيافة المتنامية التي يوفرها القطاع لزوار قطر.
بالإضافة إلى ذلك، عززت قطر للسياحة من حضورها في قطاع السياحة وفعاليات الأعمال، حيث روجت للمرافق العصرية المتميزة التي تزخر بها البلاد، والتي تشمل الخطوط الجوية القطرية ومطار حمد الدولي الحائز على أرفع الجوائز العالمية، وشبكة النقل والمواصلات المتكاملة التي تمتلكها، ومجموعة رائدة من مراكز المؤتمرات والمعارض، فضلا عن حرصها على المشاركة في أكبر معارض السفر والسياحة التي تستضيفها دول المنطقة والعالم.

نجاح موسم السياحة البحرية
كما يعزى هذا النمو في أعداد الزوار إلى الاهتمام المتزايد الذي توليه قطر للسياحة لقطاع الرحلات البحرية، حيث يتيح ميناء الدوحة الذي يتميز بموقعه الاستراتيجي في قلب مدينة الدوحة والذي خضع لعملية تطوير وتجديد شاملة، للزوار تحقيق أقصى استفادة ممكنة من زيارتهم القصيرة إلى الدوحة.
وخلال موسم الرحلات البحرية 2023-2024 رحبت قطر للسياحة بمجموعة من السفن والبواخر السياحية العالمية التي دشّنت رحلاتها إلى قطر لأول مرة مثل «كريستال سيمفوني» و»ماين شيف2» و «أزامارا جيرني» و «أم أس ريفيرا» و «أم أس هامبورج» والباخرة النرويجية «نرويجن داون» الحائزة على الجوائز دشنت خلال الموسم أولى رحلاتها على الإطلاق في منطقة الخليج العربي.
وقد استقبلت قطر خلال هذا الموسم 73 سفينة بحرية وأكثر من 378,000 ألف زائر، حيث شهد الموسم زيادة بنسبة 33٪ في إجمالي عدد البواخر وزيادة نسبة 38٪ في عدد الزوار مقارنة بالموسم السابق 2022-2023.

رزنامة غنية بالفعاليات
منذ بداية العام 2024، أعلنت قطر عن رزنامة غنية تضم أكثر من 80 فعالية مميزة ومنوعة تلبي جميع الأذواق والتطلعات. فقد أقامت قطر للسياحة هذا العام النسخة العشرين من معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، والنسخة الثالثة عشرة من مهرجان قطر الدولي للأغذية، والنسخة الثامنة من مهرجان قطر للتسوّق والعديد من الفعاليات والعروض والحفلات الموسيقية التي أقيمت بالتوازي مع مباريات بطولة كأس آسيا لكرة القدم. كما استضافت قطر أيضاً معرض إكسبو 2023 الدوحة الذي استمرت فعالياته لمدة 6 أشهر شاركت فيه أكثر من 70 دولة. بالإضافة إلى مؤتمر «قمة الويب» وهو أضخم ملتقى للتكنولوجيا في العالم، وقد استضافته قطر بنجاح في نهاية فبراير 2024، وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن أبرز الفعاليات التي نظمتها قطر للسياحة مؤخراً النسخة الثانية من مهرجان قطر للألعاب، والذي اختتمت فعالياته في 14 أغسطس 2024، وذلك بعد 31 يوماً من الأنشطة الترفيهية تخللها 42 فعالية متنوعة و26 عرضا مسرحيا كانت جميعها ملائمة لتطلعات وأذواق كافة أفراد العائلة. وسجَّلت نسخة هذا العام من المهرجان رقماً قياسياً جديداً في عدد الحضور الجماهيري الذي وصل إلى 109,654 زائرا، مما يعني زيادة بنسبة 33% مقارنة بنسخته الافتتاحية في العام الماضي. وقد شارك في المهرجان، الذي أقيم على مساحة 17,896 مترا مربعا، أكثر من 50 علامة تجارية عالمية.
وتضمَّن مهرجان قطر للألعاب الذي أقيم بالتعاون مع قناة سبيس تون الشهيرة، 10 مناطق ذات طابع خاص ومجموعة يومية من العروض الحية والمسابقات والحفلات الغنائية والموسيقية. كما استقطب المهرجان مجموعة من أبرز المطربين والفنانين العرب مثل المطرب الكويتي الشهير حمود الخضر والفنان السوري طارق العربي طرقان والفنانة السورية رشا رزق والفنانة القطرية دانة المير والفنان عاصم سكر، مما أضفى على فعاليات المهرجان أجواء احتفالية ونابضة بالحيوية.
وتميزت نسخة هذا العام بزيادة عدد المناطق التي شملت مرحلة ما قبل المدرسة وفن الأنيمي والعائلة وأرض الأفلام والمسرح ومنطقة الأطعمة والمشروبات ومنطقة الجلسات ومنطقة التسوق. وتضمن مهرجان قطر للألعاب 76 تميمة وأكثر من 50 لعبة من أشهر العلامات في عالم الألعاب، والتي جاءت ملائمة لأذواق وتطلعات الزوار من جميع الأعمار. وكان من أبرز العلامات المشاركة «باربي» و «مارفل» و«ناروتو»، بالإضافة إلى علامات عالمية جديدة مثل «مستر بين» و«بارني».

عوامل نجاح أخرى
ويدعم النمو السياحي في الدولة العديد من العوامل في مقدمتها وجود أكثر من 100 جنسية تمثل دولة قطر موطنًا لهم، وسهولة الدخول إلى الدولة حيث يحق لمواطني 102 دولة الدخول من دون تأشيرة إلى دولة قطر أو الحصول على تأشيرة عند الوصول.
وتتميز قطر بموقع استراتيجي يتوسط العام وتمتلك ناقلة وطنية حائزة على أرفع الجوائز العالمية وهي الخطوط الجوية القطرية والتي تربط الدوحة بأكثر من 177 وجهة من أبرز وجهات الأعمال والترفيه عبر قارات العالم الست. وفازت الناقلة الوطنية عدة مرات بجائزة «أفضل شركة طيران» في العالم ضمن جوائز سكاي. هذا وأصبح مطار حمد الدولي أيضاً يحظى بمكانة رائدة بين أفضل مطارات العالم حيث فاز بلقب «أفضل مطار بالعالم» للعام 2024 خلال حفل توزيع جوائز سكاي تراكس العالمية للمطارات، وهي المرة الثالثة التي يفوز فيها بهذا اللقب. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك قطر مرافق ومنشآت عالمية المستوى، حيث تضم 128 موقعاً توفر معاً سعة عرض إجمالية تصل إلى 70 ألف متر مربع تمكنها من استقبال فعاليات ترتبط بسياحة الاجتماعات والحوافز والمعارض والمؤتمرات.
وتتمتع قطر بسجل حافل في مجال الأمن والأمان حيث تحافظ على مكانة متقدمة ضمن قائمة الدول الأكثر أماناً في العالم بحسب تصنيف قاعدة بيانات «نمبيو» Numbeo للعام الخامس على التوالي.