عقد مركز مناظرات قطر الأحد حلقة نقاشية تحت عنوان «هوية أرض فلسطين: بين إنسانها وعمرانها»، بالتعاون مع «قطر تقرأ» في مشيرب – 7M - غاليري 2 - على هامش معرض الحكايات والموضة.
واستهدفت الحلقة تسليط الضوء على قوة التصميم العمراني في خضم المواجهة الشرسة ما بين الاستعمار ومشروع التحرر، وكيف كانت العمارة الفلسطينية جزءاً رئيسياً وأداة فاعلة في مواجهة الاستعمار والتحديات من حيث طبيعتها الجغرافيّة وقوة التصميم والإبداع.
جرى خلال الورشة استعراض تجارب واقعية وذكريات مرتبطة بأشخاص ومدن وروايات جسدت تمسك الشعب بأرضه، وتحليل أسباب انتهاج العمليات العسكريّة كأداةٍ لإعادة رسم وتخطيط المدينة العربيّة، كوسيلة لتفتيت وتشريد الشعب الفلسطيني من خلال السيطرة على المشاريع الوطنيّة وإقامة المستعمرات والمدن التي كانت من دعائم قيام الدولة اليهودية، ولكن كل الخطط لم تمضِ كما يريد المستعمر، مع كل هذا كانت مبانٍ أخرى تُقام وتتوسع، ليجد فيها الاحتلال عدواً يصعب قهره.
وتناولت الحلقة محاور منها رسم ملامح الهوية والوعي البشري والتشبث الإنساني بالأرض وأشكال التقسيمات العمرانية من قبل الاحتلال وتوسعهم الاستيطاني، والدور الدولي في التشريعات القانونية.
وقالت فاطمة المالكي – مدير قطر تقرأ من مكتبة قطر الوطنية:»هناك نقطة انطلاق مع المركز ورؤى تشاركية تجمعنا في مختلف الفعاليات القادمة».
أدارات الجلسة الحوارية نجلة مال الله الجابر- ماجستير في السياسات العامة من معهد الدوحة للدراسات العليا والبكالوريوس في الجغرافية والتخطيط العمراني من جامعة قطر.
وقالت: « إن تشبث الإنسان بالأرض رغم الضغوطات بطريقة ممنهجة ومحاولة تغيير الهوية إلا أن العمران شكل الملامح البشرية على الأرض ومنح الشعب القدرة على مواجهة التحديات.
وأكد الدكتور علي عبد الرؤوف أن علاقة الإنسان في المكان تفسر بأن الحالة الفلسطينية حالة خاصة وما يحدث اليوم من حصار وقتل ودمار أعطى إيحاء بفقدان الأمل، ولكن في الحقيقة ما يقدمه أبطال فلسطين من إصرار وتضحيات تجاوز فكرة الصمود التي فقدت معناها ووجهت الأنظار إلى حالة العجز لدى المحتل الإسرائيلي الذي لا يعرف كيف يهزم هؤلاء الأبطال الصامدين.
وأشار الدكتور إسماعيل ناشف أستاذ مشارك في برنامج علم الاجتماع وعلم الإنسان في معهد الدوحة للدراسات العليا إلى أن الاستعمار استخدم الحرب كأداة لهندسة المجتمع العمراني الفلسطيني وعلينا أن ننظر إلى فلسطين التاريخية كبنية واحدة من النهر إلى البحر تواجه نظاما استعماريا واحدا يمارس عليها أنواع مختلفة للسيطرة على أرضها، وأن هناك استخداما مزدوجا للبيوت الفلسطينية التي تستخدم بعدة أشكال وجدت بسبب الوعي وطبيعة المواجهة مع الاستعمار كحدث عمراني هو نوع من المقاومة العمرانية ومنها الأنفاق.
وقالت الصحفية شدى سلهب:» خلال حرب الإبادة الخامسة الأشد إيلاما التقيت بالعديد من الزملاء الصحفيين وكيف ساعدتهم المعرفة وتراكم الخبرات على إيصال رسائل عن الإبادة التي تحدث في فلسطين، ومنذ النكبة للآن وإسرائيل لم تتوقف في جميع المناطق لإلغاء البشر ومسح الحجر والتطهير العرقي بحق السكان الأصليين.