علماء الشام: إعانة نظام الأسد حرام

alarab
محليات 10 أغسطس 2012 , 12:00ص
الدوحة - محمد الشياظمي
حرمت ندوة علماء الشام، في ختام أعمالها بشيراتون الدوحة أمس، إعانة العصابة الإجرامية المغتصبة للسلطة في سوريا بأي عمل من الأعمال العسكرية أو المدنية أو الدبلوماسية» ودعت إلى الانشقاق عن نظام الإجرام وتحريم الفتاوى الباطلة المبررة لقتل الشعب أو ظلمه. وحرم البيان الختامي لندوة «دعم الشعب السوري.. الواجب الديني الوطني» التي نظمتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان على مدى يومين، توجيه السلاح إلى أفراد الشعب السوري من الثائرين والمدنيين السلميين وتحريم الاعتداء على الأنفس والأعراض والأموال، والتأييد الفعلي والمستمر معنويا وماديا لجميع الصامدين في جميع المحافظات والمدن والقرى والأرياف السورية. وأوصت الندوة باستقبال الهيئات الإغاثية القطرية لمئة عائلة من ذوي الاحتياجات الخاصة من المصابين السوريين، واستقبال ما أمكن من الحالات الحرجة للجرحى السوريين في المشافي القطرية والعربية، إلى جانب تشكيل اللجنة الوطنية القانونية السورية لحقوق الإنسان بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، برئاسة المستشار خالد شبيب مقرها المؤقت في قطر لتنسيق الدعم الحقوقي والإنساني. وحرمت التوصيات إعانة العصابة الإجرامية المغتصبة للسلطة في سوريا بأي عمل من الأعمال العسكرية أو المدنية أو الدبلوماسية» ودعت إلى الانشقاق عن نظام الإجرام وتحريم الفتاوى الباطلة المبررة لقتل الشعب أو ظلمه. وحرم البيان الختامي للندوة توجيه السلاح إلى أفراد الشعب السوري من الثائرين والمدنيين السلميين وتحريم الاعتداء على الأنفس والأعراض والأموال، والتأييد الفعلي والمستمر معنويا وماديا لجميع الصامدين في جميع المحافظات والمدن والقرى والأرياف السورية. وتوجه البيان إلى جميع المجاهدين والثوار في ساحات الشرف المدافعين عن أعراض الوطن ومقدساته بكل الاحترام والتقدير وذلك لنضالهم الشريف القائم على الحق والعدل، وناشدهم المحافظة على البنية التحتية للمؤسسات السورية والعائدة لملكية الشعب أصلا خاصة الوثائق والسجلات. كما دعا البيان أبناء الوطن في الداخل والخارج إلى الاستمرار في دعم الشعب السوري بمختلف الطرق والوسائل ورص الصفوف وراء هذه الثورة المباركة. ومن بين التوصيات التي أصدرتها ندوة علماء الشام، العمل على زيادة الدعم المالي والعيني المشكور الذي تقدمه المؤسسات الإنسانية للمنكوبين داخل سوريا وخارجها، وتسيير قوافل الإغاثة إلى الأهالي من اللاجئين والمهجرين السوريين في بلدان الجوار، وإقامة وتشغيل 24 مشفى ميداني داخل الأراضي السورية وفي المناطق الحدودية. ورفضت التوصيات بشكل تام ما يقوم به النظام من نشر المخاوف بين الأقليات والتأكيد على أخوة الشعب السوري وتشاركه في بناء سوريا الحديثة والدعوة إلى بناء علاقات ثقة وتكامل وإخاء بين أبناء المجتمع السوري الواحد. إضافة إلى هذا تشكيل لجنة متابعة لتنفيذ توصيات المؤتمر والتنسيق مع الجهات المختلفة لصالح ثورة الشعب السوري، مكونة من الدكتور أبوالنور قرة علي، والشيخ زاهر بعدراني، والمهندس وليد الزعبي والدكتور محمد حبش والمستشار خالد عبدالله الواوي، والشيخ أنس سويد. والعمل على إطلاق قناة فضائية متخصصة لبناء الوحدة والإخاء بين أبناء البلد الواحد وتصحيح ما أفسده من نشر ثقافة التخوين والكراهية والثأر والحقد بين أبناء الوطن، وبذل مزيد من الجهود لتأكيد التواصل بين الثوار في الداخل والخارج لضمان استقرار البلاد وعدم انهيار الدولة عند رحيل النظام الذي بات أمرا محتوما. وخلال مؤتمر صحافي توجه الشيخ محمد الزحيلي عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق بالشكر إلى دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا على ما بذلوه تجاه الثورة السورية، وما قامت به على أكثر من مستوى في سبيل إجلاء الحقيقة للعالم الذي يرى ما تقترفه أيادي النظام المجرم بحق شعبه. واعتبر الشيخ الزحيلي أن النظام إلى زوال، ودعا الجميع إلى توحيد الكلمة إلى جانب دعم الإخوة في قطر وباقي الدول العربية من أجل دعم الثورة حتى تحقق أهدافها النبيلة في الحرية والكرامة، وتمنى أن يكون اجتماع مشايخ الشام في الدوحة بادرة من أجل توحيد الكلمة وقول الموقف الشرعي من النظام المغتصب للسلطة. بدوره قال الشيخ أحمد الصياصنة خطيب المسجد العمري بمدينة درعا، وهو أول من أطلق صيحة الثورة في سوريا: إن المشايخ الذين يزورون قطر قد سمعوا كلاما طيبا ومفرحا من المسؤولين في قطر، وهذا ما زاد من تحفيز المشايخ على تبني توصيات ستجد طريقها إلى التطبيق بإذن الله. ودعا الشيخ الصياصنة العالم إلى التحرك من أجل إغاثة الشعب السوري، وقال إن سوريا فيها جيش حر يدافع عن الدين والمال والعرض، وتوجه إلى المسلمين في العالم بأن يدعوا لإخوانهم في هذه الأيام المباركات من أجل أن ينصرهم ويشفي صدور قوم مؤمنين ويتحقق ما يريده الشعب السوري في الحرية والكرامة. من جانبه قال الشيخ أنس سويد أحد المشاركين في الثورة من حمص إن حمص محاصرة كما باقي المدن السورية، وتدك بكل أنواع الأسلحة، في ظل غياب المستشفيات وأبسط وسائل الإغاثة، وإن النظام اليوم يهدد باستخدام السلاح الكيماوي، ويقول إنه لن يتخلى عن السلطة. وتقدم سويد بالشكر إلى قطر وشعبها المعطاء، وباقي الدول التي دعمت الثورة، وقال إن الثوار ينتظرون الأسلحة النوعية التي وعدوا بها من أجل حسم المعركة، وتعجيل النصر، في ظل استمرار الدعم المقدم من إيران وروسيا إلى النظام، وتمنى الشيخ سويد أن لا يطول الانتظار لأن ضريبة الدم غالية، وعدد الضحايا في ارتفاع. وأشار إلى أن أيام النظام باتت معدودة، والدليل هو الانشقاقات التي حدثت في الآونة الأخيرة التي أنهكت النظام. وشكر المهندس وليد الزعبي، أحد النخب الثقافية والاقتصادية السورية دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا لوقوفها إلى جانب الثورة ومساعدتها للمظلومين في كل الثورات العربية، مؤكدا «تاريخنا ومصيرنا واحد». وتطرق الزعبي إلى الكوارث والمآسي التي تعرض لها الشعب على يد النظام؛ حيث استشهد المئات وهجر الملايين منه ودمرت آلاف المنازل وسقط آلاف الجرحى في ساحات الدفاع عن الوطن. وقال إن النظام لم يترك شيئا إلا ودمره ولا شيء محرم عنده من حيث القتل والإجرام. ورأى أن ما يجري في سوريا هو جريمة العصر التي يرتكبها النظام، بينما يقف العالم للأسف متفرجا دون أن يتحرك بما فيه الكفاية لوقف البطش والحصار والتشريد بحق الشعب السوري. عميد الشريعة بجامعة دمشق لـ «العرب»: دعم قطر فخر للشعب السوري قال الدكتور الشيخ محمد الزحيلي عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق إن الدعم القطري على أكثر من مستوى يبقى محط فخر للشعب السوري وللأمة العربية، حيث إن هذا التعاون والدعم لم يكن وليد الثورة في سوريا، بل حتى أيام العلاقات الرسمية التي كانت تجمع بين سوريا وقطر، وكانت الصلات ممتازة، لكن بانحراف النظام إلى قتل الشعب وإبادة أهله، فإن قطر اتخذت موقفا مشرفا ورائدا وساندت الجماهير في سبيل الحرية والكرامة مثلما وقفت مع جميع دول الربيع العربي. وانتقد الشيخ الزحيلي في تصريح لـ«العرب» من ينتقد قطر على مواقفها، وقال إن هذا ليس عجيبا، لأن كل من يقف مع الحق فهو معاد، ونصف الناس أعداء لمن عدل، وموقف قطر مبني على الحق والعدالة، ونحن نشد على أيديهم، وندعو لهم بالتوفيق والاستمرار في الوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي يخوض معركة الكرامة والعزة من أجل انتزاع السلطة من هذا النظام الغاصب. ودعا الشيخ الزحيلي جميع أبناء الأمة إلى الوقوف مع الشعب السوري الذي يسطر ملحمة من أعظم ملاحم الحرية، وقال إن الشعب السوري لن ينسى كل من وقف إلى جانبه، ودعمه بكل الوسائل، على أمل أن تعيش سوريا حرة أبية، تملك سلطتها بأيديها وليس بأيدي نظام قاتل لشعبه. الشيخ سويد لـ «العرب»: قطر تسعى لنصرة الحق في سوريا قال الشيخ أنس سويد: إن قطر تسطر بدعمها للثورة السورية أسمى صور التضحية في سبيل إظهار الحق ونصرة أهله. وقال في تصريح لـ «العرب»: إن الشعب السوري يعاني اليوم من سلطة غاصبة تدعي كل الباطل في سبيل أن تبقى في سلطة غير شرعية. واعتبر الشيخ سويد أن قطر دعمت الشعب السوري سياسيا وإغاثيا، ودعا بقية الدول العربية والخليجية إلى مواصلة الدعم حتى يتحقق المطلوب؛ لأن حرية سوريا من هذا النظام هي حرية المنطقة أيضا من نظام متسلط ومتجبر. واعتبر الشيخ سويد أن قطر كانت وستبقى من أبرز من دعم الثورة السورية وقدم إليها كل غال، والشعب السوري سيذكر هذا بالتأكيد. وانتقد ما يقابل به النظام السوري المجرم شعبه بالتهديد باستخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب، واعتبر أن النظام معروف عنه الإجرام والجنون، وهو بالتأكيد يخوض معركة حياة أو موت؛ لأن الثوار على الأرض يذيقونه كل يوم الهوان، وإن النصر قادم بإذن الله وبفضل الدعم والمساندة القوية للثوار على الأرض.