تُمكِّن مؤسسة قطر طلابها من تعزيز شغفهم بالرياضة دون إغفال الجانب الأكاديمي والشخصي والمهني. فمن خلال نهجها الشامل، الذي يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة ويستمر حتى التخرّج، تُساعد مدارس مؤسسة قطر طلابها ليسيروا بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافهم الرياضية، ولإعدادهم لِما ينتظرهم بعد ذلك من دروب ومسارات ذات الصلة بحياتهم الشخصية والأكاديمية. فهل تتعارض الاهتمامات الشخصية مع الحياة الأكاديمية؟ إليكم بعض الأمثلة الحيّة من منظومة مؤسسة قطر.
مؤخّرا، تخرّج جاسم الحسيني، البالغ من العمر 18 ربيعًا، من أكاديمية قطر – الخور، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر؛ شغفه بالرياضة قاده ليصبح عضوًا في كلٍّ من الاتحاد القطري للدراجات، والاتحاد القطري للترايثلون، وأتاح له تمثيل بلاده محليًا ودوليًا في عدة فعاليات رياضية.
وفي هذا السياق، قال الحسيني: «تملّكتني رغبة عارمة في ممارسة الرياضة وتمثيل بلدي وأنا على مشارف ربيعي الخامس عشر. في تلك الفترة من العمر، منحتني الرياضة هدفًا حرصت على تحقيقه، وأظهرت لي ما أنا قادر عليه. حينها بدأتُ أبني أحلامًا حول الرياضة والتحصيل العلمي، واستطعت تحقيق التوازن بينهما؛ في خضم ذلك، تعلمت أيضًا التخطيط والانضباط».
وأضاف: «كنت أتدرب ستة أيام في الأسبوع - عادةً في الصباح الباكر أو في المساء. لذا كان عليّ إدارة وقتي بعناية كبيرة. كنت أستغل أوقات الفراغ خلال اليوم في التحصيل المعرفي أو إنجاز الفروض المدرسية. كما كنت أحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة، لأن الراحة لا تقل أهمية عن التدريب».
وتابع: «كان معلمو مؤسسة قطر يقدمون لنا كل أشكال الدعم؛ لقد تفهّموا اهتمامي بالرياضة، وأظهروا مرونتهم خلال المنافسات والتدريبات المكثفة. وساعدوني في استدراك الدروس التي فوّتها، واعتادوا على تشجيعي - الأمر الذي سمح لي بالبقاء على المسار الصحيح أكاديميًا، مع الالتزام بمتابعة شغفي في ذات الوقت».
وأشاد الحسيني بدور مؤسسة قطر في صقل شخصيته ليبدع في المجال الأكاديمي والرياضي. وعلى سبيل المثال، فقد شارك في تنظيم سباق جري خيري بالتعاون مع أكاديمية قطر – الخور ومجموعة «شاطىء البحر» (سي شور) في وقتٍ سابق من هذا العام. وأكد الحسيني أن هذه الفرص شحذت مهاراته القيادية، وعزّزت قدراته على التكيّف مع كل الظروف، وعمّقت فهمه للعمل الجماعي، الأمر الذي ساعده على النجاح داخل الجدران الصفيّة وعلى أرضية الملعب. ويتطلع الحسيني إلى مواصلة تطوير مهاراته في ركوب الدراجات، والمنافسة دوليّا، وإلهام الجيل القادم من المواهب الصاعدة.
النجاح الرياضي
من جانبها، تُعتبر مريم حمد القحطاني مثالًا آخر على النجاح الرياضي والأكاديمي ضمن منظومة مؤسسة قطر. فهي تدرس في الصف الرابع الابتدائي بمدرسة طارق بن زياد التابعة للتعليم ما قبل الجامعي للمؤسسة، وهي أيضًا لاعبة كرة سلة صاعدة انضمت إلى الاتحاد القطري لكرة السلة في أكتوبر 2024، بعد أن لاحظ معلمو التربية البدنية موهبتها وشجعوها على ملاحقة شغفها.
تتدرب مريم حوالي ثماني ساعات أسبوعيًا مع الاتحاد، كما تُشارك في أنشطة كرة السلة التي تُنظمها المدرسة، لذلك يتعين عليها التخطيط لوقتها بعناية، وبمساندة والديها.
وفي هذا الشأن، قالت مريم: «يُقدّم لي والداي الدعم باستمرار، ويساعدانني على تنظيم وقتي لأتمكن من الموازنة بين فروضي المدرسية وأوقات التدريب، مع توفير وقت للراحة واستعادة نشاطي. وفي ذات الوقت، يُشجّعني أساتذتي دائمًا على بذل قصارى جهدي، فهم عندما يُقدّرون جهودي ويحتفلون بها أمام زملائي في الفصل، فإن ذلك يُلهمني حقًا ويُشعرني بالفخر».
وتؤكد مريم على الفرص الرائعة التي منحتها إياها مؤسسة قطر، وتستحضر إحدى أكثر اللحظات الخالدة بالنسبة لها، والمتمثلة في مشاركتها في الفعاليات التي تُنظمها مؤسسة قطر في المدينة التعليمية احتفالًا باليوم الرياضي للدولة، والتي وصفتها بأنها نقطة تحوّل وانطلاق تجاه أحلامها في لعب كرة السلة.
وأشارت إلى أن ممارسة كرة السلة علّمتها قيمة العمل الجاد والمثابرة، وهو ما عبرت عنه بقولها: «إذا تعثرت فإني أنهض وأحاول مجددًا. هذه العقلية تُساعدني على تجاوز التحديات في المدرسة وفي الحياة عمومًا. لقد أدركت أن الجهد والإيجابية كفيلان بإيصالي إلى أبعد مدى». مع أحلامها الكبيرة التي تلوح في الأفق، تطمح لاعبة كرة السلة الشابة إلى قيادة فريقها يومًا ما وتمثيل قطر على الساحة الدوليّة، فهي تقول: «أتمنى أن أرفع علم قطر عاليًا، وأن أثبت أنه بالعزيمة والعمل الجماعي، يصبح الحلمُ واقعًا».