أكد طالبان في الدراسات العليا بجامعة حمد بن خليفة أن الجامعة تكرس جهودها لبناء وتنمية القدرات البشرية، وقالا في تصريحات خاصة لـ «العرب»، إن الجامعة تحرص على إقامة علاقات وثيقة مع خريجيها أكاديمياً والعملي تعزيزاً لجهود النهوض بالمنظومة التعليمية الجامعية والمجتمع بشكل عام عبر نقل المعرفة إلى خارج قاعات المحاضرات.
وأشاد الطالبان بتنوع التخصصات الأكاديمية بالجامعة وأكدا على أنها تنسجم مع رؤية مؤسسة قطر الداعمة لإطلاق الإمكانات البشرية، وفرص للتعليم والتعلُم تشجع على البحث والاكتشاف، ونوها بالتجارب الأكاديمية الفريدة بالجامعة.
نوف آل ثاني: تجربة استثنائية تلبي حاجتي للاستكشاف الأكاديمي
أكدت نوف فهد آل ثاني طالبة الدراسات العليا في جامعة حمد بن خليفة على استثنائية تجربة الدراسة في الجامعة، فضلًا عن التزام الجامعة بتوثيق علاقاتها مع طلابها وخريجيها في الجانبيْن الأكاديمي والعملي، لافتة إلى أن كل من في جامعة حمد بن خليفة يشترك في اعتقادٍ ثابتٍ بقدرة التعليم العالي والبحث العلمي على إحداث تأثير إيجابي يُسهم في رِفعة الأمم، ولتحقيق هذه الغاية، وأنه لا بد من تنشئة ورعاية العقول النيّرة، وإكسابها الثقة اللازمة لنقل الخبرة والمعرفة خارج حدود الفصول الدراسية.
وقالت نوف آل ثاني لـ «العرب»: بدأت رحلتي الأكاديمية في جامعة نورثويسترن في قطر، حيث حصلت على بكالوريوس العلوم في الاتصال، مع تخصص فرعي في دراسات الشرق الأوسط، ولم أكتفِ بذلك، فقد تلقّيت تدريبًا في بنك قطر الوطني، ثم عملت مدرّسةً للغة الإنجليزية مع مؤسسة «أيادي الخير نحو آسيا»، ومع اقتراب مشواري الدراسي في جامعة نورثويسترن من نهايته، وجدت نفسي أتوق إلى مزيدٍ من الاستكشاف الأكاديمي، فكانت جامعة حمد بن خليفة وجهتها التالية، مدفوعةً بتوصيات الأصدقاء والمعارف، وبإعجابي بالتزام مؤسسة قطر الدؤوب بالسّعي نحو التميز.
وأشارت إلى أن الدراسة في جامعة حمد بن خليفة ستكون أكثر من مجرد الانتقال إلى المرحلة الثانية من مسيرتها المهنية، بل ستكون فرصة لتقديم مساهمات قيّمة وملموسة لبلدها، والمشاركة في نشر مبادئ وقيم جامعة حمد بن خليفة حيثما حلّت.
ونوهت إلى أنها لم تتوقف أبدًا عن طرح الأسئلة أو تقديم الاقتراحات على مدار فترة دراستها في جامعة حمد بن خليفة، فمن بين المبادرات التي تتذكرها باعتزاز اقتراحُها بتوفير خدمات صحة نفسية لطلاب الجامعة الذين يواجهون صعوبات في الدراسة أو في الحياة داخل الحرم الجامعي بشكلٍ عام، وهي مخاوف قوبلت بتفهمٍ وردودٍ إيجابية من أعضاء هيئة التدريس والموظفين، ولم تأتِ ثقة نوف في طرح هذه القضية من فراغ، بل جاءت من الاهتمام النابع من الانتماء الذي شعرت به فور انضمامها إلى جامعة حمد بن خليفة، إلى جانب ما لمستْهُ من استعداد الجميع لدعم الطلاب في كل مرحلة من مراحل مسارهم الأكاديمي.
ولفتت إلى أن الدكتور مارك أوين جونز، الأستاذ في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، كان أحد الأشخاص الذين ساعدوها بشكل خاص في التغلب على الشكوك المتعلقة بدراستها، فبعد أن التحقت باثنين من المساقات التي يدرّسها بالجامعة، أدركت نوف أن توجهاتها البحثية تتوافق بشكل وثيق مع مجالات اختصاصه، ليصبح بعدها مستشارها الأكاديمي، ومن خلال سلسلةٍ من الاجتماعات الأسبوعية.
وأكدت نوف أنها استقرت في نهاية المطاف على مشروع بحثي يركز على تصورات النساء القطريات للقضايا الاجتماعية والسياسية، التي تتم مناقشتها على منصة تويتر (المعروفة الآن باسم X)، ثم كانت على موعدٍ مع تحد جديد يتمثل في تحويل بحثها إلى محتوى مناسب للنشر في مجلة الدراسات العربية، وهي مهمة ازدادت تعقيدًا عندما حصلت نوف على فرصة للعمل في قسم التسويق والعلاقات العامة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بدوام كامل، لكن بفضل دعم الدكتور مارك وتشجيعه المستمر، تمكّنت نوف من تسليم ورقةٍ بحثيةٍ للنشر في نسخةٍ خاصة من المجلة صدرت بعنوان «إعادة توجيه الخليج: نظريات معرفية وتقاليد فكرية ومقاربات جديدة».
وقالت: بعد أن أنهيت دراستي ونشرت بحثي، عملت محللةً في مكتب الرئيس التنفيذي في جهاز قطر للاستثمار، وقد أتاح لي هذا الدور، الذي يتطلب جهدًا بحثيًا مكثفًا، فرصًا لا حصر لها لتطبيق المعرفة والخبرة التي اكتسبتها في جامعة حمد بن خليفة، كما شجعني ذلك أيضًا على التحلّي بروح المجازفة والمبادرة بحثًا عن النجاح، بما في ذلك قراري بالدراسة للحصول على شهادة في إدارة الاستثمار، الأمر الذي عزز فهمي لمجال الاستثمار، وأرسى لي أساسًا قويًا لاستكشاف الآفاق الممتدة لمستقبلي الوظيفي.
وأعربت نوف عن الثقة في الحصول على مؤهل أكاديمي في هذا المجال سيعزز تطوري المهني إلى حد كبير، وبينما أدرس جميع الخيارات المتاحة، لا شك أني سأستعين دائمًا بنصيحة الدكتور مارك «بألا أتوقف أبدًا عن طرح الأسئلة»، وهي نصيحة أنقلها لغيري من الطلاب، لا سيما أولئك الذين يختارون الدراسة في جامعة حمد بن خليفة.
أحمد الأحمد: إطلاق فرص لتطوير الإمكانات البشرية
أكد أحمد الأحمد، خريج كلية القانون بجامعة حمد بن خليفة، أن البيئة الأكاديمية أتاحت له فرصة المشاركة في تأليف كتاب تاريخي عن قانون العقود في قطر، لافتاً إلى أن الجامعة تُشجع علاقات العمل الوثيقة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وذلك من خلال تخصيصها للفصول الدراسية صغيرة الحجم وتعزيز المهارات الفردية.
وقال الأحمد لـ «العرب»: يتطلب التزام جامعة حمد بن خليفة بتحقيق رؤية مؤسسة قطر المتمثلة في إطلاق الإمكانات البشرية، فرصًا للتعليم والتعلُم تشجع على البحث والاكتشاف، ومن خلال القيام بهذه المهمة فإن الجامعة تستقطب باستمرار المرشحين الشغوفين فكريًا الذين يقتنصون فرصًا ليس فقط لتعميق معارفهم وخبراتهم، ولكن أيضا لزملائهم المهنيين.
وأضاف: أثناء دراستي في جامعة برادفورد في المملكة المتحدة، أدركت تدريجيا اهتمامي بالقانون أكثر من الهندسة، على الرغم من أن الأوان قد فات لتغيير البرامج الأكاديمية، إلا أني رأيت فرصة لتخصيص أطروحته في السنة النهائية لتعكس كلا التخصصين، وهو ما أدى إلى تعريفي بنظام القانون العام في إنجلترا وويلز وإمكانية تطبيقه على حالات التمييز في العمل في أماكن العمل.
وأردف الأحمد: بعد الانتهاء من دراستي في المملكة المتحدة، شغلت منصبًا في شركة إكسون موبيل قبل انضمامي إلى شركة قطر للبترول لبيع المنتجات البترولية (QPSPP) كمسوق أول، وفي هذا المنصب، سافرت على نطاق واسع في جميع أنحاء آسيا للتفاوض على اتفاقيات البيع والشراء للنفط الخام والمنتجات الثانوية الأخرى، كما عملت عن كثب مع المستشار القانوني المعين من قبل شركة قطر للبترول لبيع المنتجات البترولية للمساعدة في صياغة بنود العقود الجديدة، وإعداد الإشعارات القانونية لانتهاكات الالتزامات التعاقدية، وتقييم مخاطر الاتفاق على العقود مع العملاء المحتملين.
وأشار الأحمد أن مع تعطشه للمعرفة الأكاديمية ظل مستمراً، لدرجة أنه عندما دخلت جامعة حمد بن خليفة في شراكة مع كلية بريتزكر للقانون بجامعة نورثويسترن في الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم أول درجة دكتوراه في القانون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أدرك أن عليه التقدم للالتحاق بها، وعند التحاقه ببرنامج (دكتور في القانون) في خريف 2016 أعجب على الفور باستخدام كلية القانون للمنهج السقراطي لتعزيز التفكير النقدي في المناقشات داخل الفصل الدراسي، وقد استكمل ذلك بالتشجيع النشط للطلاب على التصرف كمحامين وصقل مهاراتهم في حل المشكلات والتحديات المختلفة.
وقال أحمد الأحمد: كجزء من دروس القانون الدستوري، توليت دور المشرع المكلف بصياغة دستور من الصفر، وقد استلزم ذلك تطوير سلطات الحكومة التنفيذية والتشريعية والقضائية وضمان وجود «ضوابط وتوازنات» لكل مؤسسة، كما طُلب مني أيضًا صياغة مشروع قانون للحقوق يحمي المواطنين في أوقات الحرب والسلم، وهي عملية ساهمت في معرفته بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وصكوك القانون الدولي الأخرى، وقد شكل الجانب العملي لهذا المشروع تجربة لا تنسى سيظل يعتز بها دائمًا.
وأعرب أحمد الأحمد عن تقديره لالتزام كلية القانون بالحفاظ على صغر حجم فصول برنامج (دكتور في القانون)، وهي بيئة تضمن تفاعلًا ثريًا بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وأضاف الأحمد أنه ظل بعد التخرج على تواصل وثيق مع الدكتور إلياس بانتيكاس الذي ناقش معه بانتظام الثغرات الملحوظة في الأدبيات القانونية الإنجليزية ومصادر القانون القطري، وقد دفعه ذلك إلى البحث والكتابة والنشر النهائي لكتاب «قانون العقود في قطر» (مطبعة جامعة كامبريدج 2023)، وهو الدراسة الوحيدة باللغة الإنجليزية عن قانون العقود في أي دولة خليجية.
وقال الأحمد: بعد الانتهاء من دراسة برنامج دكتور في القانون، عملت لفترة قصيرة كمستشار قانوني لدى قطر للطاقة، حيث ركز بشكل أساسي على مشاريع التنقيب عن النفط الخام في أفريقيا، وإلى جانب العمل على قضايا العقود، قدم أيضاً المشورة والاستشارات التي تغطي عمليات الاندماج والاستحواذ.
وتم قبول أحمد الأحمد مؤخرًا في نقابة المحامين في دولة قطر بعد أن أدى القسم في وزارة العدل، وهو إنجاز يمثل علامة فارقة في مسيرته القانونية، وباعتباره محاميا معتمدا، فإنه يُخطط لتأسيس مكتب محاماة خاص به، حيث سيواصل توظيف المعرفة التي اكتسبها خلال دراسته وعلى مدار مسيرته المهنية.
وعلى غرار العديد من خريجي جامعة حمد بن خليفة، يرحب الأحمد بتقديم النصيحة لأي شخص مهتم بمتابعة الدراسة في الجامعة، فهو يرغب في تعريف الجميع أن جامعة حمد بن خليفة توفر لجميع طلابها تعليمًا عالي الجودة وصقلهم بمهارات عديدة.