واصلت دبابات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، توغلها في بعض أحياء مدينة غزة، ومنها الشجاعية والصبرة وتل الهوا، حيث أفاد سكان بوقوع بعض من أعنف المعارك منذ اندلاع الحرب.
وأكد خبراء مستقلون في مجال حقوق الإنسان المفوضين من الأمم المتحدة، إن زيادة عدد الوفيات مؤخرا بين الأطفال، جاء بسبب سوء التغذية في قطاع واصفين حملة التجويع التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني «شكلا من الإبادة الجماعية، وإنها تسببت في مجاعة».، جاء ذلك بالتزامن مع توقف جميع العيادات الطبية للهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة.
ضربات جوية
وفي النصيرات بوسط غزة، أسفرت غارة جوية للاحتلال في وقت مبكر من صباح أمس، على منزل من عدة طوابق عن أستشهاد 17 شخصا، بينهم 14 طفلا وامرأة.
وفي أنحاء القطاع، أُستشهد أكثر من 40 فلسطينيا، في غارات جوية للاحتلال على مدينة غزة في الشمال والبريج ودير البلح والنصيرات في الوسط ورفح في الجنوب، حسبما قال مسعفون.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إن إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين في الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر منذ تسعة أشهر وصل إلى 38243.
وانتعشت الآمال بين سكان غزة في توقف القتال بعد أن تقبلت حماس الأسبوع الماضي جزءا أساسيا من المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار.
توقف النقاط الطبية
ومن جانبها أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن جميع النقاط الطبية والعيادات الطارئة التابعة للجمعية في محافظة غزة خرجت عن الخدمة.
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، أن خروج مرافقه عن الخدمة جاء بسبب إجراءات الاحتلال بالإخلاء القسري على مناطق مختلفة في المحافظة، والتي تتواجد بها النقاط الطبية والعيادات.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، بأن 15 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة تعمل، وجميعها تعمل جزئيا، وتواجه نقصا حادا في العاملين والإمدادات الطبية، بما في ذلك التخدير والمضادات الحيوية، ما يجعل العاملين في مجال الرعاية الصحية يكافحون من أجل إنقاذ الأرواح.
انتشار المجاعة
وكشف خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن انتشار المجاعة في جميع أنحاء غزة، وسط توقف شبه كامل لدخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
واعتبر الخبراء الأمميون، في بيان، أن موت آلاف الأطفال في قطاع غزة بسبب سوء التغذية والجفاف يؤكد انتشار المجاعة، واصفين حملة التجويع التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني «شكلا من الإبادة الجماعية، وإنها تسببت في مجاعة».
كما دعوا المجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية لإيصال المساعدات إلى غزة عبر البر، وإنهاء الحصار الإسرائيلي على القطاع.