«الرعاية» تُحذر: التهابات الجهاز الهضمي تنشط في فصل الصيف

alarab
الملاحق 10 يوليو 2024 , 01:13ص
حامد سليمان

أكد الدكتور نزار نعمة حداد - أخصائي طب الأسرة في مركز مسيمير الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية – أن فصل الصيف يرتبط كما غيره من الفصول بعدة أمراض تنشط فيه، وأن من هذه الأمراض الموسمية التهابات الجهاز الهضمي.

وأوضح د. حداد لـ «وقاية» أن الرابط ما بين فصل الصيف وهذه الالتهابات يكمن، كما يشير له العقل والمنطق، إلى ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خلال هذا الوقت من السنة، وأن هذا الارتفاع يشكل مناخا مناسبا لتكاثر الجراثيم، كما أنه يحتاج إلى وقت أقل لإفساد الأغذية أو الأطعمة.
وقال: تتعدد مسببات الالتهابات المعوية فمنها البكتيري والطفيلي أو ما قد تحمله معها الأغذية الفاسدة بعد تناولها، ولكن المسبب الأكثر انتشارا أو شيوعا هو الفيروس، وهناك أعراض متعددة للالتهابات المعوية ونذكر منها الإعياء العام وآلام في مختلف أنحاء الجسم، وارتفاع في درجات الحرارة وآلام في البطن (مغص) وأيضا الغثيان والقيء والإسهال.
وأضاف: أما علاج الالتهاب المعوي فهو يحتوي على خصوصية يصنعها مسبب المرض، ويقوم الطبيب بحصر المسبب للمرض عن غيره من المسببات والأمراض المحتملة من خلال جمع المعلومات من المريض خلال كتابته للتاريخ المرضي ومن خلال الفحص السريري وقد يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى الفحوصات المخبرية أو غيرها.
وتابع د. نزار نعمة حداد قائلا: العلاج كما ذكرنا يعتمد على مسبب الالتهاب المعوي فليست جميعها تحتاج إلى مضاد حيوي أو جرثومي على سبيل المثال، وخصوصا أن أكثر المسببات انتشارا هو الفيروس وعلاجه يكمن في تعويض السوائل (وهو الأهم وجوهر العلاج)، بجانب العلاجات التي تساعد على التخفيف من أعراض المرض كالحرارة والمغص.
وأكد أخصائي طب الأسرة في مركز مسيمير الصحي أنه مهما اختلفت المسببات والخطط العلاجية، إلا أنها تلتقي جميعها في تناول السوائل لتعويض ما فقده الجسم منها مع القيء والإسهال، وذلك لتفادي الجفاف الذي يعد من أهم المضاعفات، إن لم يكن أهمها في الالتهابات المعوية.
وأوضح أن الجفاف يعني نقص السوائل في الجسم، وعلاجه يكمن في تعويض هذا النقص في السوائل، وعلى عكس ما هو دارج بأن التغذية الوريدية هي الأفضل في تعويض السوائل، إلا أن الحقيقة هي أن الأطباء يتفقون على أن أفضل طريقة لتعويض السؤال هي من خلال شربها عن طريق الفم، وهو دائما الخيار الأول للمريض عند العلاج ما دام ذلك ممكنا.
وقال د. حداد: هناك بعض الفئات العمرية التي نأخذها على وجه الخصوص في تعاملنا مع الالتهابات المعوية كونها معرضة أكثر للجفاف وهم الأطفال وكبار السن، لذلك نطلب من مرافقيهم الإشراف عليهم وحثهم على تناول الكميات الكافية من السوائل، خلال المرض وحتى خلال الأيام العادية.
وأضاف: كما وجب أن ننوه بمستوى تطور مستوى الرعاية الصحية والثقافة الصحية في المجتمع القطري، فبفضل هذه الأسباب لم يعد الجفاف منتشرا كما كان في السابق، فنحن كمقدمين وممثلين للرعاية الصحية الأولية نعتبر الوقاية واحدة من الركائز والأهداف التي نعمل من خلالها على تفادي المريض الإصابة بالتهاب الجهاز الهضمي من خلال النصائح التي يوجب اتباعها لنقي أنفسنا وأحباءنا من هذه الأمراض.
ونصح أخصائي طب الأسرة في مركز مسيمير الصحي بالحرص على النظافة وغسل اليدين دائما قبل تناول الطعام لتجنب الحصول على العدوى من الأيدي غير النظيفة، وغسل اليدين بعد الخروج من الحمام لتجنب نقل العدوى لغيرنا، وتجنب وضع اليدين في الفم خلال اليوم، وتجنب شراء الأطعمة غير المحفوظة بالشكل السليم، مما قد يعرضها إلى الفساد بسبب ارتفاع حرارة الصيف.
واختتم حديثه قائلاً: كما وجب علينا أيضا حفظ أطعمتنا بالشكل السليم من خلال عدم ترك الأطعمة عند التبضع في المركبة مثلا لمدة طويلة وخصوصا في درجات الحرارة العالية، وطهو الأطعمة بشكل جيد وعدم ترك الأطعمة خارج الثلاجة، فبهذه الإجراءات الوقائية البسيطة يمكننا أن نتفادى المرض وعواقبه لننعم بصيف جميل وإجازة سعيدة بعيدة عن الأمراض.