صدور النسخة الفارسية لـ «رائحة الكتب»

alarab
محليات 10 يونيو 2021 , 12:18ص
الدوحة - العرب

 د. حمد الكواري: الكتاب إضافة جديدة للمعرفة يختلف عما عداه 

المؤلف حسن الأنواري: هناك روائح معنوية من الكتب تلامس الروح والقلب

د. عبیات: فصول الكتاب تأخذ بفکر القارئ إلی فضاءات روحانیة عبقة 
 

صدر حديثاً عن «دار کتابکده آرشیدا» في إيران، الترجمة الفارسية لکتاب «رائحة الکتب: سيرة ذاتية بعبق القراءة»، للكاتب والصحافي حسن علي الأنواري. ونقله إلى الفارسية الدکتور عاطي عبیات، المترجم والأستاذ الجامعي الإیراني.
ویعتبر د. عبیات من المترجمین المتمرسین في اللغتين الفارسیة والعربیة، وترجم أکثر من 30 إصدارًا من العربیة إلی الفارسیة، منها ترجمات لإصدارات أدبية قطرية معاصرة، في القصة والروایة والشعر، و10 ترجمات من الفارسیة للعربیة. كما ألفّ أکثر من 11 کتابًا باللغة العربیة وکتب أکثر من 100 بحثًا في المجلات العربیة المحکمة الدولیّة والمؤتمرات الوطنیة والدولیّة.
وتعقيبًا على ترجمته للكتاب، قال د. عاطي عبیات إنّ الکتاب یعتبر من أروع الکتب التي ألفت في مجال  الکتاب والقراءة وأهمیتها في الحیاة الیومیة، وتبث فصوله روائح معرفیة زکیة عدیدة تأخذ بفکر القارئ إلی فضاءات روحانیة عبقة بعیدة کل البعد عن عوالم المادیات.
وأضاف: الکتاب يمثل صرحاً من صروح المعرفة، ونبراساً مضئیًا في سبیل إضاءة الحرکة الفکریة في کل مجتمع، ویجب دمجه ضمن المناهج المعرفیّة الدراسیة بغیة تعرف الطلبة علی أهمیة القراءة في الحیاة الیومیة والتعريف بدور الکتاب في التنمیة وأثره البالغ في دفع عجلة التوسعة المعرفیة والعلمیة والثقافیة والتربویّة، وأن یکون الکتاب والقراءة زاد الأطفال منذ نعومة أظفارهم إلی أن یغادروا هذا العالم، فالاستمراریة علی هذا النهج القویم المرتکز علی القراءة المعرفیّة  یمهّد الأرضیة الخصبة لنهوض المجتمعات التي تأخذ بزمام القراءة والمطالعة والإهتمام بالکتاب والکاتب والقارئ إلی الأمام.
ويتناول الكاتب والصحافي حسن علي الأنواري، في كتابه «رائحة الكتب: سيرة ذاتية بعبق القراءة»، علاقته بالقراءة والكتب والمكتبات، خلال مختلف مراحل حياته الدراسية والمهنية.
د. الكوراي يقدم الكتاب
وقدّم للكتاب سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة، ورئيس مكتبة قطر الوطنية، قائلاً: الكتاب ليس مجموعة أوراق جامدة، بل هو انعكاس لفكر وحوار لهذا الفكر عبر قراءة الكتاب، ولكل كتاب شخصيته الذاتية التي تجعله مختلفاً عن غيره، ويترتب على العلاقة معه طعم جديد، وإضافة جديدة للمعرفة يختلف عما عداه من الكتب».
ويقول الكاتب حسن علي الأنواري في مقدمة الكتاب: «لا تفوح من الكتب الروائح الحسية فقط، فثم هناك روائح معنوية تلامس الروح والقلب، ولا يشعر بها إلا عشاق الكتب، فهناك عبق معرفي يفوح من الكتاب يدخل القلب قبل العقل، ويعيش القارئ حالة من السعادة الفكرية عند اكتسابه المزيد من المعارف والمعلومات الجديدة».
يتألف الكتاب من ثلاثة فصول، حيث يأتي الفصل الأول بعنوان «قصتي مع الكتب»، ويبرز فيه المؤلف البدايات الأولى لعلاقته بالقراءة والكتب، بدءاً من الطفولة التي كانت حافلة بشغف المطالعة واستكشاف الكتب، وكيفية لعب مكتبة المدرسة دوراً حيوياً في ترسيخ هذه العادة الممتعة، التي كانت تحفل بالكتب من مختلف الاختصاصات، والتي استهوت المؤلف بشكل كبير. كما أن القراءة لا تشمل فقط الكتب، ولكنها، لدى الكاتب تشمل أيضًا قراءة الدوريات والمجلات، التي كانت تمثل عالماً من التسلية والمتعة.
دور مكتبة جامعة قطر
وفي المرحلة الجامعية، ازداد تعلق الكاتب بالقراءة، مع توسع الآفاق المعرفية، فكانت مكتبة جامعة قطر هي المكان المفضل للكاتب لقضاء الساعات الطويلة، ولم تشهد غيابه يوماً طوال السنوات الأربع التي درس فيها. أما القراءة في الحياة المهنية للكاتب، صحافيًا ومدرسًا، فقد جاءت لتكون ضرورة ومتطلبًا من متطلبات العمل، وخير زاد للساعي إلى تطوير مهاراته وتنمية ثقافته في مجال عمله.
أما الفصل الثاني من الكتاب فيأتي بعنوان «القراءة .. حياة»، ويستعرض فيه الكاتب مجموعة من الأمور المتعلقة بدور القراءة في تعزيز الصحة النفسية، وتطوير الذات، وشحذ الأذهان والتفكر، مستشهداً بعدد من الدراسات العلميّة التي تناولت هذه الجوانب، ومساهمة القراءة في نجاح الكثير من الشخصيات في العالم، وكيفية مساهمتها أيضًا في اختراعهم للمنتجات، وتفوقهم في الحياة العملية.
رحلة مع كٌتّاب عالميين
ويصطحب الكاتب في الفصل الثالث «جولة في مكتبتي»، القارئ إلى شذرات وخواطر من الكتّاب العالميين الذين استهوتهم القراءة والكتب، كـ«البرتو مانغويل» الملقب برجل المكتبة، وما كتبه عن علاقته بهذا المكان في مختلف الأوقات، والعادات التي صاحبته في القراءة. كما يتطرق الفصل الثالث إلى قصة نشأة الكتابة عبر «ألواح سومر»، التي وصفها عالم الحضارة السومرية «صوميل نوح كريمر» بأنها إنجاز كبير ومذهل لعلوم القرن التاسع عشر وللإنسانية»، لتكون المفتاح الذي ينقل للأجيال المعارف والعلوم.
الكاتب البرازيلي الكبير «باولو كويلو»، يحضر بقوة في مكتبة الكاتب حسن علي الأنواري، حيث مثل أسلوبه السردي الفريد دافعاً له لاقتناء وقراءة رواياته كلما نزلت في الأسواق، كما أن رواية «آلام فيرتر» للفيلسوف الألماني يوهان غوته، فهي من أعظم الروايات الرومانسية التي مرت عليه، فهي غنية بالبلاغة الشعرية واللغوية و«تدخل القلب دون استئذان».