تنظم حالياً وزارة الصحة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حلقة علمية لتسريع تنفيذ خطة العمل العالمية بشأن استجابة الصحة العامة للخرف في دولة قطر.
يشارك في الحلقة التي انطلقت أمس وتختتم غداً الأربعاء ممثلو أقاليم منظمة الصحة العالمية في أفريقيا وشرق المتوسط وأوروبا، بالإضافة إلى مختصين من وزارة الصحة العامة، وممثلي المجتمع المدني، والأشخاص المصابين بالخرف وأسرهم، ومقدمي الرعاية لمعالجة الخرف، وتهدف الحلقة إلى المساعدة في بناء قدرات الدول على تطوير استجابة شاملة ومتعددة القطاعات في مجال الصحة العامة للخرف. كما تعد الحلقة فرصة لتبادل الممارسات الجيدة والدروس المستفادة بين الدول المشاركة في مجالات مثل سياسات الخرف، وتقليل مخاطره، وتشخيص المصابين به وعلاجهم ورعايتهم، وإقامة نظم معنية بالمعلومات المتعلقة به، وتقديم الدعم للمصابين بالخرف ومقدمي الرعاية، القائمين والبحوث والابتكار.
ويبلغ عدد المصابين بالخرف أكثر من 55 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 78 مليون بحلول عام 2030. يشكل الخرف عبئا كبيرا على الأفراد والأسر، ويقع الكثير من هذا العبء على عاتق النساء، خاصة وأن عدد النساء المصابات بالخرف أكثر من الرجال، ويتم توفير معظم الرعاية للأشخاص المصابين بالخرف من قبل النساء.
«يشكل الخرف أيضا عبئا كبيرا على أنظمة الرعاية الاجتماعية، والصحية، والمجتمعات، والاقتصادات، حيث قدرت التكلفة الاقتصادية العالمية الإجمالية للخرف بنحو 1.3 تريليون دولار خلال عام 2019، أي ما يعادل 1.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي».
وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية: «إن ورشة العمل المتعددة الأقاليم هذه لتسريع تنفيذ خطة العمل العالمية بشأن استجابة الصحة العامة للخرف حيث إن لها أهمية بالغة».
وقال الدكتور صالح علي المري، مساعد وزيرة الصحة العامة للشؤون الصحية بوزارة الصحة العامة: يأتي انعقاد حلقة العمل الإقليمية لتوسيع نطاق تنفيذ خطة العمل العالمية بشأن استجابة الصحة العامة للخرف بمشاركة 22 دولة من أفريقيا وأوروبا وشرق المتوسط ليؤكد على وجود التزام كبير ورغبة في إحداث تغيير حقيقي في حياة الأشخاص المصابين بالخرف وأسرهم.
وأضاف: إن حلقة العمل توفر الفرصة لتبادل أفضل الممارسات والدروس المستفادة في مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك سياسة مواجهة الخرف، والحد من المخاطر، والتشخيص والعلاج، والرعاية والدعم، والبحث والابتكار، خاصة وأن الخرف يعد أحد أكبر التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين ويتطلب نهجًا متعدد التخصصات، كما يعاني أكثر من 55 مليون شخص حول العالم من الخرف، وهو رقم آخذ في الازدياد للأسف.
وأشار مساعد وزيرة الصحة العامة للشؤون الصحية إلى أن نجاح مبادرات الصحة العامة عالمياً وفي دولة قطر، أدى إلى زيادة متوسط العمر المتوقع، مما يعني أن المزيد من الأشخاص معرضون لخطر الإصابة بالخرف والأمراض الأخرى المرتبطة بالعمر.
وقال: أحرزنا تقدمًا كبيرًا لمواجهة هذا التحدي وتحسين خدمات الرعاية الصحية لكبار السن خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 حددت الشيخوخة الصحية باعتبارها واحدة من المجموعات السكانية السبع ذات الأولوية الرئيسية، كما تم الإعلان عن العديد من إنجازات خطة قطر الوطنية للخرف ومنها إنشاء مجموعة عمل قطر للخرف، وسجل قطر للخرف، والمشاركة في المرصد العالمي للخرف التابع لمنظمة الصحة العالمية.
وقالت الدكتورة هنادي الحمد، استشاري أول طب الشيخوخة وقائد أولوية شيخوخة صحية بالاستراتيجية الوطنية للصحة في وزارة الصحة العامة، وقائد خطة قطر الوطنية للخرف: إن حلقة العمل الإقليمية التي تستضيفها دولة قطر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تساهم في تعزيز جهود التعاون في مجال مكافحة الخرف بين وزارة الصحة العامة وشركائها في القطاع الصحي بدولة قطر من جهة ومنظمة الصحة العالمية والشركاء الدوليين من جهة أخرى.
وأضافت: إن القطاع الصحي في قطر يواصل تقديم أفضل الخدمات الخاصة بالمصابين بالخرف وفقاً لأرقي المعايير العالمية وطبقاً لخطة قطر الوطنية للخرف 2018-2022 الهادفة إلى تطوير الخدمات المقدمة إلى المصابين بالخرف وتوسعتها مستقبلاً، بما يشمل توفير الرعاية والدعم للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض والقائمين على رعايتهم وأفراد أسرهم بهدف تمكينهم من العيش حياة كريمة تقوم على الاحترام، والاستقلالية والمساواة.
يذكر أن جمعية الصحة العالمية، وهي المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، أقرت في مايو 2017 خطة العمل العالمية بشأن استجابة الصحة العامة للخرف للفترة 2017-2025. تهدف خطة العمل العالمية إلى تحسـين حيـاة الأشـخاص المصابيـن بالخـرف ومن يقوم علـى رعايتهم وأفراد أسـرهم، والحد من تأثير مرض الخرف عليهم وعلى المجتمعات والدول بشكل عام. وتوفر الخطة مجموعة من الإجراءات لتحقيق رؤية عالم يتم فيه الوقاية من الخرف ودعم الأشخاص المصابين بالخرف والقائمين بالرعاية المصابين بالخرف لعيش حياة كريمة.
وتشمل مجالات العمل زيادة تحديد الأولويات والتوعية بمرض الخرف، والحد من خطر الإصابة به، التشخيص والعلاج المبكر، وتقديم الدعم لمن يقوم بالرعاية المصابين بالخرف. بالإضافة إلى تعزيز نظم المعلومات المتعلقة بالخرف، والبحث والابتكار. وتواصل منظمة الصحة العالمية دعم تنفيذ خطة العمل العالمية بشأن الخرف، من خلال تقديم دعم تقني مصمم خصيصا للدول. كما تدعو المنظمة الدول إلى تحسين التعاون المتعدد القطاعات في صياغة وتنفيذ استجابات إقليمية وخاصة بكل بلد للخرف.