الحميدي يفتتح فعاليات المنتدى الخليجي الأول لاستراتيجية التقييس الخليجية
محليات
10 مايو 2015 , 04:07م
الدوحة - قنا
افتتح سعادة السيد أحمد بن عامر الحميدي، وزير البيئة، اليوم، فعاليات المنتدى الخليجي الأول لاستراتيجية التقييس الخليجية بين الطموح والتحديات، وأطلق سعادته - بهذه المناسبة - مشروع الاستراتيجية الخليجية في مجال التقييس، بحضور وفود الهيئة الخليجية للتقييس والدول الأعضاء، وعدد من الخبراء المختصين في مجال استراتيجيات واتفاقيات التقييس بدول مجلس التعاون ودول العالم الأخرى.
ونوه سعادة وزير البيئة - في الكلمة التي افتتح بها المنتدى - بالاهتمام الذي يحظى به عمل التقييس الخليجي من جميع المسؤولين، وعلى المستويات كافة، مما يؤكد توافر الإرادة والعزم للنهوض بالمواصفات والجودة.
وأكد أن التقييس مطلب استراتيجي لدول مجلس التعاون؛ نظرا لأهميته في حياة الفرد والمجتمع، من حيث توفر أعلى معايير الصحة والسلامة والأمان في السلع والمنتجات المصنعة، محليا أو المستوردة من الخارج، بما يتوافق مع مبادئ الاتحاد الجمركي الخليجي والسوق الخليجية المشتركة.
وأشار سعادة السيد أحمد بن عامر الحميدي - في كلمته - إلى أن أهم الأهداف الرئيسة للاستراتيجية وضع إطار التطوير المستمر لعمل هيئة التقييس الخليجية، وانتقالها إلى المستوى العالمي، لافتا النظر إلى أن هذا يستدعي وضع خطة طويلة الأمد لتحقيق الاستدامة، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
وأضاف سعادته قائلا إن استراتيجية التقييس تسعى إلى تعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون، متمثلا في التجارة البينية والخارجية بين دول المجلس ودول العالم وحماية المستهلك والبيئة والاقتصاد الوطني لكل دولة، بما يضمن الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة من أجل أجيال المستقبل.
كما أن للاستراتيجية دورا مهما في وضع تكامل اقتصادي خليجي، يقوم على أساس قوي؛ يتمثل في المواصفات، باعتبارها اللغة المشتركة بين الدول، لافتا النظر - في هذا السياق - إلى أنه لا يمكن للسلع والمنتجات أن تنتقل بين الدول إذا لم ترفق بها شهادة مطابقة وعلامة جودة. وقال إن المواصفة القياسية الخليجية الواحدة تعني اختبارا واحدا مقبولا لجميع الدول الخليجية، وشهادة جودة ومطابقة خليجية واحدة مقبولة للدول، فضلا عن تركيز الاستراتيجية على الاعتراف المتبادل بشهادات الاعتماد والمطابقة بصفة ذلك هدفا للتكامل التجاري والاقتصادي والصناعي.
وعبر سعادة وزير البيئة - في ختام كلمته - عن شكره لهيئة التقييس الخليجية والعاملين بها، التي قال إنها شهدت تطورا كبيرا، ليس على الصعيد الخليجي فحسب، لكن على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما شكر جميع العاملين في أجهزة التقييس الوطنية بدول مجلس التعاون لما يبذلونه من جهود، متمنيا للمشاركين في المنتدى الإفادة القصوى من فعالياته.
من ناحيته قال الدكتور محمد بن سيف الكواري - الوكيل المساعد لشؤون المختبرات والتقييس بوزارة البيئة - إن التقييس يحظى بأهمية كبيرة وبالغة في مجالات عدة؛ منها الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والصناعية والبيئية، كما يرتبط بفعاليات ومشاريع مهمة، منها ما يتعلق بإعداد المواصفات القياسية وإجراء الاختبارات والفحص والتفتيش، وإصدار علامات الجودة والمطابقة، التي قال إنها تمثل - مجتمِعَةً - منظومة متكاملة، تؤدي دورا حيويا في المجالات المذكورة كافة.
وأوضح الكواري - في كلمته بالجلسة الافتتاحية - أن هيئات التقييس الوطنية والإقليمية تقوم بالمساعدة في إدارة الأسواق المحلية ومراقبتها، وزيادة القدرة على المنافسة وتوفير مصدر ممتاز لنقل التكنولوجيا، بالإضافة إلى دورها الرئيس في حماية المستهلك من الغش، وضمان جودة المنتجات، وفي حماية البيئة المحلية من التدهور والدمار.
وقال إنه من هذا المنطلق فإعداد استراتيجية للتقييس الخليجية سيعزز منظومة التقييس، ويسهم في تطوير المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والصناعية والبيئية؛ بهدف مواكبة المستجدات العالمية وزيادة حجم التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، في ظل قيام الاتحاد الجمركي الخليجي، مما يسهم في تطوير مبادئ السوق الخليجية المشتركة وتعزيزها.
أما سعادة السيد نبيل بن أمين ملا - الأمين العام لهيئة التقييس الخليجية - فأبرز في كلمته أهم أهداف عقد هذا المنتدى بالدوحة؛ ومنها بناء توجهات استراتيجية تشمل في طياتها منظومة متكاملة لأنشطة التقييس المختلفة، يتم تحقيقها من خلال مشاركة شركاء الهيئة في عملية بناء الخريطة الاستراتيجية لهيئة التقييس للأعوام 2016- 2020.
ونوه بأن إقامة هذا المنتدى تأتي تأكيدا حرص الأمانة العامة للهيئة على بناء خطة استراتيجية، تحقق أهدافها المنصوص عليها في النظام الأساسي، كذلك توجهات أعضاء مجلس إدارة الهيئة والمجلس الفني.
وأضاف: "من هذا المنطلق شرعت هيئة التقييس الخليجية في إعداد الاستراتيجية للأعوام 2016- 2020، حيث تم اعتماد خطة عمل لإعداد الاستراتيجية، انطلاقا من منهجية بطاقة الأداء المتوازن، التي من أهمها تعزيز مشاركة الشركاء في عملية بناء الخطة الاستراتيجية، مبينا أنه لأجل ذلك تم التعاقد مع المكتب الاستشاري "بلاديوم" للإسهام في بناء الخطة الاستراتيجية، موضحا أنه سبق هذا المنتدى عقْد ورش بالدول الأعضاء، لأخذ مرئياتهم وتوجهاتهم وبحث المتوقع والمأمول من هيئة التقييس.
وأشار السيد نبيل بن أمين ملا إلى أنه قد تم إعداد مسودات أولية للغايات الاستراتيجية بمساعدة الدول الأعضاء والمكتب الاستشاري، التي سيتم مناقشتها وتطويرها في هذا المنتدى، بناء على المعلومات التي تم جمعها إلى الآن من خلال ورش العمل.
وأكد سعادة السيد نبيل بن أمين ملا - الأمين العام لهيئة التقييس الخليجية - أن المنتدى يشكل بداية مرحلة بارزة الأهمية، في مسار إعداد استراتيجية التقييس الخليجية، وذلك لأن نجاح الاستراتيجيات يعتمد على دعم جميع الشركاء ومشاركتهم.
ومضى إلى القول إن هيئة التقييس الخليجية - استمرارا لنهجها في تنفيذ خطتها الاستراتيجية 2013- 2015 - استطاعت تحقيق إنجازات كان لها الأثر الكبير في تعزيز رسالتها، من خلال هذه الخطة؛ حيث سعت الهيئة من خلالها لرفع كفاءة دورها وفاعليته، عبْر عدة برامج ومبادرات أسهمت في تطوير برامج اختبارات تطوير بعض اللوائح والقوانين المنظمة لتطبيق المنظومة الخليجية، للتحقق من المطابقة، وتطوير الكثير من الأنظمة التقنية التي كان لها دور كبير في تطوير العمل.
كما تم اعتماد أكثر من 16 ألف مواصفة قياسية ولائحة فنية خليجية وتوقيع مذكرة تفاهم، مع المنظمة الدولية للتقييس "الأيزو"، أمكن بموجبها للهيئة تبني مواصفات الأيزو، والتعاون معها في ترجمة مواصفاتها إلى اللغة العربية.
وأوضح الأمين العام لهيئة التقييس الخليجية أن الهيئة قامت بتشكيل التجمع الخليجي للمترولوجيا، الذي حصل مؤخرا على الاعتراف الدولي المشروط بوصفه هيئة إقليمية للمترولوجيا. كما عملت الهيئة - ضمن استراتيجيتها - على تعزيز الكفاءات الوطنية العاملة في مجالات التقييس والجودة، بتنفيذ البرامج التدريبية ضمن الخطة التدريبية السنوية والخطة التدريبية الموازية لمنسوبي أجهزة التقييس الوطنية والجهات المعنية بالقطاعين العام والخاص، في الدول الأعضاء.
وقد قدم سعادة السيد ملا هدية تذكارية لسعادة وزير البيئة؛ تقديرا لجهوده في دعم هيئة التقييس الخليجية وأنشطة التقييس على المستوى الخليجي.
وسيناقش المنتدى على مدى يومين - بفندق ومنتجع "شرق" - مشروع استراتيجية التقييس الخليجية، كما سيقدم الدكتور الكواري عرضا تقييميا لاستراتيجية التقييس بدولة قطر 2010 – 2020، نموذجا ومرجعا لاستراتيجيات التقييس الخليجية، بالإضافة لعروض أخرى مماثلة، لبعض خبراء هيئات التقييس الوطنية الخليجية، بينما ستقوم هيئة التقييس لدول مجلس التعاون من جانبها بعرض مشروع الاستراتيجية المقترح لمناقشته، وليصبح استراتيجية موحدة لهيئات التقييس الوطنية الخليجية والإعلان عن ذلك في نهاية المنتدى، بعد أخْذ رأي الدول الأعضاء.
وأشار الدكتور الكواري - في تصريحه - إلى أنه تم اختيار الدوحة لعقد هذا المنتدى؛ نظرا لتبنِّيها فكرة أن تكون استراتيجية التقييس هي الاستراتيجية.
ومن بين أهداف المنتدى تعزيز الشراكة والاستدامة بين الهيئة وأجهزة التقييس بدول مجلس التعاون، ومناقشة استراتيجيات هذه الأجهزة في مجال التقييس، وتطوير التعاون والأهداف المشتركة في هذا الصدد.
يُذكَر أن من أهداف هيئة التقييس الخليجية توحيد أنشطة التقييس المختلفة، ومتابعة تطبيقها والالتزام بها، والتعاون والتنسيق بين أجهزة التقييس بدول مجلس التعاون.