

تمتزج مظاهر الاحتفال بالعيد في أذهان الفتيات برائحة الحناء التي تطيب المنازل في صباح اليوم الذي يسبق يوم العيد، وجمال النقوش التي تزين سواعدهن، في أحد مظاهر الفرح والسرور التي تعم الجميع بمقدم العيد السعيد.
والتجمل بالحناء تقليد يزرع البهجة في نفوس الفتيات عشية عيد الفطر المبارك، حيث تتزاحم الفتيات في طوابير من مختلف الأعمار، لرسم النقوش على أيديهن. كما تتسابق الصالونات والحنايات على تقديم خدمة الحنة في العيد، لكثرة الطلب عليه. وتجتمع الأمهات والفتيات عشية العيد للتخضيب والتزين بالنقوش الجميلة، بينما تعمل الجدات من جهتهن، على وضع الحناء في أكف البنات، وربطها بالقماش، لتشكل نقشة تتخذ شكلها من ضم اليد.
وتتنوع أشكال النقش الخاص بالفتيات والأطفال ومنها نقش الورود واللازوردي والعماني والطاووس إضافة لنقشي الخليجي والهندي اللذين يعدان من أكثر الأنواع تفضيلا عند النساء في قطر، حيث تمتاز الأولى بالورود الصغيرة، بينما تتخذ الثانية هيئة نقشات دقيقة على شكل أساور أو سلاسل، والتي تمتد إلى كوع اليد، فيما تستمر المدة التي يستغرقها النقش في المناسبات ومنها العيد ساعة تقريبا، ويزيد وقت النقش للعروس لأكثر من ست ساعات تقريبا.
وتعتبر الحناء من الممارسات التراثية، التي امتدت عبر العصور بين فئات المجتمع المختلفة ومازالت منتشرة حتى يومنا هذا في استخدامات الزينة الأساسية عند المرأة والعلاج والتداوي.
وهي نبتة معمرة مستديمة الخضرة خضراء اللون وتتحول للبني عند النضج اوراقها بيضاوية الشكل وازهارها بيضاء ذات رائحة عطرية قوية ومميزة ولان الحناء عرفت منذ القدم فهي ارتبطت ببعض المعتقدات مما جعل لها مكانة مميزة عند بعض الحضارات والتي تمتد اثرها على الأجيال المتلاحقة. وتستخدم الحناء في علاج الامراض الجلدية والامراض الفطرية والحروق فالحناء تعتبر مضادة للفيروسات والالتهابات و تحتوي على مواد مطهرة تعمل على تنقية البشرة ومواد قابضة تساعد على وقف النزيف.