أهالي غزة يستقبلون عيد الفطر في المقابر  

alarab
أهالي غزة يستقبلون عيد الفطر في المقابر  
حول العالم 10 أبريل 2024 , 09:42ص
موقع العرب

 

 

الحرب تقضي على بهجة العيد في القطاع

 

بين القلق والترقب يعيش أبناء غزة عيدهم  

 

تحتفل الأمة الإسلامية بحلول عيد الفطر في وقت ألقى فيه عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة بظلاله على احتفالات العيد هذا العام، لاسيما في قطاع غزة المحاصر.

ويواجه أهل غزة هذا العام ظروفا صعبة وتحديات كبيرة في الاستعداد لعيد الفطر المبارك في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية والقصف المتواصل على غزة وحالة الحرب والنزوح التي يعانيها أبناء القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي حتى ليلة العيد، وتعذر على سكان القطاع توفير الاحتياجات الضرورية للعيد وعدم قدرة السكان على شراء متطلباتهم من الملابس والطعام وزينة الأعياد.

وفي حديثه لـ "العرب"، يؤكد الصحفي يحيى اليعقوبي أحد سكان قطاع غزة والنازح حاليا إلى مدينة رفح، أن الاحتفالات التقليدية التي اعتادها أبناء غزة في مثل هذه الأوقات باتت غائبة، بعدما أجبرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي على الرحيل عن منازلهم وأماكن سكنهم التي تعرضت لتدمير هائل في ظل جحيم الحرب والنزوح.

النازحون الذين يعيشون في خيام وأماكن تفتقر لمقومات الحياة الآدمية، يحل عليهم العيد كما حل شهر رمضان بلا بهجة ومزيد من فقد الأهل والأحباب، ومزيد من الأوجاع والأحزان المنتشرة في في كافة أرجاء القطاع، وفقا لتعبير اليعقوبي.

أجواء العيد هذا العام واحدة على جميع أهل القطاع، يقول اليعقوبي، فهو عيدا ملؤه الحزن والإحباط لمئات الآلاف في القطاع ممن فقدوا كثيراً من الأحبة، وبيوتهم دمرت وعائلاتهم تشتت، حيث ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى ما يزيد عن 33 ألف، وأكثر من 75 ألف مصابا منذ 7 أكتوبر الماضي.

وعن صلاة العيد، يقول اليعقوبي بحسرة إنها كانت وسط ركام المساجد المدمرة نتيجة القصف العنيف والوحشي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث غيبت الحرب أجواء الاحتفال بالعيد وصلاته التي كانت تمثل تجمعا عائليا لكافة سكان القطاع.

وعلى وقع القصف والانفجارات يستقبل الأهالي اليوم الأول في عيد الفطر بالمقابر لزيارة الشهداء، بمزيد من الترقب والقلق مع التهديد المتواصل بالاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح، الملجأ الأخير للفلسطينيين النازحين في غزة، بما فيها مليون و400 ألف نازح، والحديث لازال على لسان المصدر ذاته.

ويتمنى أبناء غزة أن يحمل العيد أنباء عن توقف المعارك الدائرة في القطاع ويعودوا مرة أخرى إلى منازلهم التي لم يتبق لهم منها سوى الذكريات فقط.

عيد مثقل بالآلام لجميع الغزاويين، يقول الباحث الاقتصادي خالد أبو عامر لـ "العرب"، مؤكدا أن مشهد العيد في غزة هذا العام، يتجسد في جوع وفقد وخيام بعد 6 أشهر كاملة من الحرب، التي لم تضع أوزارها بعد، وقضت على الآلاف ودمرت أسرا كاملة، وبعض سكان غزة الناجين نزحوا بعد أن تحولت منازلهم إلى ركام، والبعض الأخر غير قادر على توفير القوت اليومي لعائلاتهم.

يجتر سكان غزة ممن بقوا على قيد الحياة، ذكريات الأعياد الماضية فيقولون، إنهم كانوا يتجهزون بشراء الملابس، وصناعة كعك العيد، في أجواء مبهجة، لكنهم يبدون هذا العيد وقد فقدوا توازنهم، في ظل هذه الظروف الصعبة، بين غلاء المعيشة وحزن الفقد والعيش في العراء، مع غياب مؤشرات التهدئة أو وجود حل لإيقاف الحرب على القطاع.

وفي ليلة العيد دمرت طائرات الاحتلال الحربية، منزلا يعود لعائلة أبو يوسف بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث كان مأهولا بالسكان لحظة قصفه مما أسفر عن عدد كبير من الشهداء ومن بينهم 14 طفل وإصابة الكثير من الجرحى.