أكد السيد أحمد محفوظ مدير قناة الجزيرة الوثائقية حرص القناة على نقل أجواء عيد الفطر من خلال ما تقدمه من أفلام وبرامج في إطار ثقافي حيث تنقل الأجواء الثقافية والعادات والتقاليد للشعوب العربية في مختلف المناسبات وخاصة الأعياد. وقال محفوظ في حوار خاص لـ «العرب» إن القناة تسعى عبر ما تقدمه إلى تقديم المضمون الثقافي الهادف الذي يرتقي بالفكر والوجدان الشعبي عربيا، مشددا على أن حسابات المشاهدات والسوشيال ميديا والجوائز لا تمثل تحديا أمام القناة، بل إن التحدي الحقيقي هو التأكيد على مواصلة رسالتنا الثقافية الهادفة سواء في العالم العربي أو في الغرب عبر ما ننتجه من وثائقيات تظهر حضارتنا العربية. وإلى تفاصيل الحوار:
◆ في البداية نود أن نتعرف على استعدادات الجزيرة الوثائقية لعيد الفطر المبارك والوجبة الإعلامية التي تقدمها للمشاهدين؟
¶ الجزيرة الوثائقية تحرص على مواكبة الأحداث والمناسبات العربية والإسلامية سواء كانت أعيادا دينية أو أعيادا وطنية أو قومية عربية، ونحتفل بالعيد المبارك ليس كشعيرة دينية فقط، ولكن بشكل ثقافي عام حيث نحرص على نقل الأجواء الثقافية والأنماط الثقافية في العالم العربي المرتبطة بالعيد من عادات وتقاليد وثقافات وفنون وأطعمة وغير ذلك، ولذلك نقدم باقة متنوعة في هذا الشأن من أبرزها «ثالث الرحابنة» وهو فيلم وثائقي عن الموسيقار اللبناني الراحل الياس الرحباني، وينتمي إلى عائلة الرحبانية الشهيرة، كما تقدم القناة فيلم شيخ الملحنين.. فيلمون وهبي ويحكي الفيلم مسيرة الفنان اللبناني «فيلمون وهبي» وبصمته كملحن وكوميدي وموسيقي في الأغنية، بالإضافة إلى فيلم طيبة الطيبة والذي يدور حول الأجواء الروحانية في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى الأعمال التي تتناسب مع أجواء العيد مثل الشرقي في فنونهم، حكاية أغنية، البحث عن الحياة، دبكة وتأشيرة حلم وغيره.
سلسلة الرحالة
◆ حظي شهر رمضان المبارك بتقديم سلسلة الرحالة الوثائقية حدثنا عن تفاصيل هذه السلسلة وأهميتها؟
¶سلسلة الرحالة ضمت 10 أفلام حول أهم وأكبر المستكشفين المسلمين خلال العصر الذهبي للإسلام بين القرنين الثامن والثالث عشر في 13 حلقة لمن اكتشفوا أماكن برية وبحرية مهمة في جميع أنحاء العالم، فقدمنا حلقتين عن الرحالة الشهير ابن بطوطة (1304-1377م ) والذي زار أكثر من 40 دولة عبر القارات الثلاث للعالم القديم قاطعا اكثر من 120 ألف كيلومتر وامتدت رحلاته من المغرب الأقصى إلى الصين وماليزيا والفلبين وهي مسافات لم يقطعها أي رحالة قبله، كما تناولت السلسلة الرحالة ابن ماجد ( 1432-1500م) الذي لقب بأسد البحار، وابن خليل وهو الامام عبدالباسط بن خليل الذي ولد عام 1440م في ملطية شرق الأناضول في تركيا وهو أحد الرحالة الذين جابوا العالم، وكذلك ابن جبين الأندلسي ( 1145-1217م) وشملت رحلاته مصر وبلاد النوبة والشام ونجد والحجاز والعراق وبلاد عديدة دون خلالها الرحالة الكثير من الظواهر الاجتماعية في البلاد التي زارها، وكذلك أبي البركات العبدري الذي توفي عام 1300م، ورحل من المغرب إلى باجة وتونس والقيروان والقاهرة وغيرها، بالإضافة إلى حلقتين عن الرحالة الشريف الادريسي وهو أبو عبدالله محمد بن محمد بن الإدريسي (1100-1166) والملقب بأطلس العرب، وحلقتين حول الرحالة البغدادي أحمد بن فضلان وهو الذي انطلق قبل 11 قرنا في بعثة رسمية إلى مجاهل أوروبا الشمالية من أجل نشر الثقافة العربية الإسلامية واكتشاف أماكن كانت مجهولة في القرون الوسطى، وكذلك سلطانة ( الكعبي) وهي أول سفينة عمانية عربية تعانق ميناء نيويورك في عام 1840، والرحالة أبو طالب خان الفارسي والذي قام بجولات في إنجلترا وفرنسا وإيطاليا ومالطا و وكذلك محمد بيرم الخامس وهو رحالة تونسي تنقل بين أوربا والشام والحجاز وتوفي عام 1889.
وهذه السلسلة هدفها الربط بين الثقافات المختلفة من خلال الرحالة الذين ذهبوا إلى أكثر من بلد حيث نقلوا في كتاباتهم عن عادات وثقافات الشعوب ولذا نحاول إعادة الربط بين الثقافات المختلفة من خلال هذه السير الذاتية للرحالة وأهم المحطات التي توقفوا بها في رحلاتهم، فإننا نضرب عصفورين بحجر واحد نقدم سيرة الرحالة وكذلك الالتقاء الثقافي الحادث من خلال حياة الرحالة وتجاربهم.
خطة العمل والتحديات
◆ وماذا عن أهم التحديات التي واجهتكم في إعداد وإنتاج هذه السلسلة المهمة والدسمة في نفس الوقت؟
¶ أهم التحديات أن مثل هذه السلاسل لا يوجد أرشيف لها يساهم في رسم خطة العمل، ولكن تتم الاستعاضة عن الأرشيف بمشاهد تمثيلية، وكذلك الخرائط والوثائق التي تعبر عن الرحلات، إلى جانب عدم وجود كتابات متوفرة وبشكل منصف عن كثير من الرحالة، فكيف تتم الكتابة بشكل أقرب إلى الحقيقة وبموضوعية بعيدا عن التحيزات، كما أهم واحدا من أهم التحديات هو الميزانية حيث تكون مثل هذه الأفلام مكلفة ماديا.
◆ وهل ترى أن هذه السلسلة حققت أهدافها رغم هذه الجهود والتحديات؟
¶ إن انتاج أعمالنا يهدف إلى موافقة رؤية الجزيرة الوثائقية وشبكة الجزيرة بشكل عام وهي الانحياز إلى المشاهد العربي في ثقافته وأن نشعر ان العمل بلغ النضج الفني ليتم عرضه على الجمهور أم مسألة تحقيق المشاهدات والنسبة فهذه مسالة نسبية هناك العديد من العوامل تحكمها، فدورنا تقديم عمل ثقافي ممتع يحترم عقل المشاهد ويرتقي بوجدانه.
ملايين المشاهدات
◆ ولكن ألا ترى أن هناك أعمالا قليلة القيمة الفنية والثقافية ومع ذلك نجدها تتخطى الملايين في المشاهدين على الانترنت مثلا؟
¶ مسألة الاقبال الجماهيري على العمل فهذا يحكمه كثير من الأمور منها الثقافي والسياسي وهذا أمر ليس بجديد فالعوامل تتشابك مثل محددات تشكيل ثقافة المجتمعات والرغبة في التجهيل والتغييب أحيانا وأهم شيء هو مواجهة ذلك بالعمل والإنتاج الحقيقي المحترم وأن نعض على أهدافنا الثقافية بالنواجذ في ظل هذا العبث، فدور الجزيرة الوثائقية تقديم المحتوى الثقافي ومواصلة ذلك ونحن على يقين أن الناس تحتاج هذا الغذاء الفكري ولو بعد سنوات لأننا لنا دور في المحافظة على الهوية وتثبيتها ولذلك نحتار أفلاما تكرس الثقافة العربية ومفرداتها، ونسعى للحفاظ على تراثنا وثقافتنا وحياتنا الاجتماعية وتوثيقها للأجيال القادمة.. وبالتالي لنا رسالتنا في نقل هذه الثقافة إلى جمهورنا من العرب وكذلك إلى الآخر بعيوننا بعيدا عن ايه مؤثرات مثل المتابعات أو الجوائز أو غيرها فالتحدي الحقيقي هو الثبات على هذا النهج.
◆على ذكر الجوائز ألا تشكل الجوائز دافعا لإنتاج أعمال معينة أو أنكم تضعون الجوائز نصب أعينكم عند إنتاج عمل معين؟
¶ الجزيرة الوثائقية حصلت على العديد من الجوائز الدولية المرموقة جدا بإنتاجات خاصة بها أو إنتاجات مشتركة ففازت في مهرجانات كان ولوكارنوا، وسيلينتو، وإدفا إلى جانب العديد من المهرجانات الإقليمية، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك الكثير من الاعتبارات التي تحكم الجوائز ربما التوجهات السياسية أو الفنية ولذلك إننا نعرض إنتاجنا للمشاهد العربي والعالمي للتعريف بثقافتنا وقدم العديد من الأعمال من الغرب بعيوننا متخذين من الموضوعية منهجا لجميع إنتاجنا من الأفلام الوثائقية.