تطوير شامل لبرامج الدبلوم والماجستير وتغييرات جذرية في المقررات
طرح دبلوم تخريج معلمين مؤهلين لتدريس مقررات المسار التكنولوجي.. قريباً
مبتعثون قطريون إلى الخارج لدراسة الماجستير والدكتوراه للعودة إلى هيئة التدريس
كشف الدكتور عبدالله أبو تينة رئيس قسم العلوم التربوية في كلية التربية بجامعة قطر، أن الكلية سوف تطرح برنامج الدكتوراه في التربية للدراسة خلال فصل «خريف 2023»، وأكد في حوار مع «العرب» أن البرنامج يضم 3 تخصصات في القيادة التربوية، والمناهج والتدريس، والتربية الخاصة. وقال «إن 70 % من طلبة قسم العلوم التربوية قطريون، وأن معظم هؤلاء الطلاب من الدارسات العليا».
وأضاف أن الكلية تعمل على تطوير أو تقديم برامج جديدة وفقا لاحتياجات السوق أو متطلبات وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، كما أعلن طرح برنامج دبلوم في تكنولوجيا التعليم لتخريج معلمين مؤهلين لتدريس مقررات المسار التكنولوجي. كما تحدث عن نقاط أخرى ستجدونها داخل نص الحوار.
- في البداية.. ما هي البرامج التي يطرحها قسم العلوم التربوية لديكم على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا؟ كم عددها؟
يعتبر قسم العلوم التربوية أكبر الأقسام في كلية التربية ذلك أن معظم برامج كلية التربية على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه تطرح من خلال القسم.
وفيما يتعلق ببرامج البكالوريوس فيوجد لدينا برنامجان رئيسيان، الأول برنامج التعليم الثانوي الذي يقدم مجموعة من التخصصات الفرعية في اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية والكيمياء والفيزياء والبيولوجيا والرياضيات واللغة الإنجليزية، والثاني برنامج التعليم الابتدائي والذي يضم مجموعة من التخصصات منها تخصص الدراسات العربية والذي يضم تركيزات اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والتربية الإسلامية وتخصص العلوم والرياضيات وتخصص اللغة الإنجليزية وتخصص الطفولة المبكرة.
ولعل ما يميز تخصص برنامج التعليم الابتدائي عن برنامج التعليم الثانوي أن صاحب التخصص بحكم المرحلة التي يدرسها يكون لديه القدرة على تدريس أكثر من مادة، بينما يكون خريج برنامج التعليم الثانوي متخصصا في مادة واحدة.
أما على مستوى الماجستير، فيضم القسم برنامجين هما برنامج القيادة التربوية وبرنامج المناهج والتدريس. بالإضافة إلى برامج الدبلوم العالي المهنية التي تهدف إلى توفير البعد التربوي للمعلمين لتطوير وتحسين أدائهم وإمدادهم بأحدث المستجدات التربوية في مجال التخصص والذي يمتد على مدى عام دراسي كامل. وتضم برامج الدبلوم العالي دبلوم التعليم الابتدائي ودبلوم التعليم الثانوي، بالإضافة إلى دبلوم الطفولة المبكرة الذي يتشارك فيه القسم مع قسم العلوم النفسية.
وعلى مستوى الدكتوراه، سوف يطرح القسم في فصل خريف 2023 برنامج الدكتوراه ويضم مبدئيا تخصصات في القيادة التربوية، والمناهج والتدريس، كما يطرح قسم العلوم النفسية تخصص التربية الخاصة.
- هل تخططون لطرح برامج جديدة على المدى القريب أو المدى البعيد؟
تسعى الكلية بالتأكيد وبشكل دائم للتوسع في برامجها المطروحة في ضوء حاجة السوق بشكل أساسي واحتياجات المجتمع القطري وخير دليل على ذلك برنامج الدكتوراه الذي سوف يطرح خريف 2023 إضافة إلى برامج الدبلوم التي تم مراجعة محتوى مقرراتها بشكل شمولي وتقليص مدة الحصول على الدبلوم إلى سنة بدلا من سنة ونصف مع المحافظة على جودة البرنامج ومخرجاته المتوقعة.
وفي المنظور القريب، ومن خلال حرص الكلية على المراجعة الدائمة لبرامجها سوف تتسلم الكلية نتائج دراسة شاملة لجميع برامجها على مستوى البكالوريوس قام بها مركز البحوث التربوية في الكلية بالتعاون مع جميع الشركاء.
أما على مستوى الماجستير فقد تم إجراء مراجعة شاملة للبرامج وتطويرها جذريا بما يتلاءم مع احتياجات السوق القطري والمتغيرات المجتمعية والتربوية، كما جرى الانتهاء من تطوير جذري لبرامج الماجستير على مستوى الرسالة والرؤية والأهداف ومخرجات التعلم وإحداث تغيير جوهري في المقررات المطروحة ومحتوى هذه المقررات.
وفي ضوء التغييرات التي أجرتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على مسارات المرحلة الثانوية بوضع المسار التكنولوجي الجديد، فإن القسم في إطار طرح برنامج دبلوم تكنولوجيا التعليم استجابة لحاجة الوزارة إلى وجود معلمين مؤهلين لتدريس مقررات هذا المسار، بعد استكمال الحصول على جميع الاعتمادات المطلوبة.
- ماذا عن أعداد الطلبة المنضمين لقسم العلوم التربوية ونسبة القطريين منهم؟
يضم القسم في برامج البكالوريوس قرابة 1400 طالب وطالبة وبشكل أكثر تحديداً يضم برنامج التعليم الابتدائي 609 طالبات منهن 498 طالبة قطرية ويضم برنامج التعليم الثانوي 783 طالبا وطالبة منهم 485 طالبة قطرية و8 طلاب قطريين وبذلك يكون نسبة الطلبة القطريين من إجمالي طلبة القسم ما يقارب 70 %. ويبلغ عدد الطلبة على مستوى الماجستير والدبلوم في قسم العلوم التربوية 60 طالبا وطالبة.
- ما مدى التعاون بينكم وبين المؤسسات الأخرى في الدولة؟
لا شك أن أكثر مؤسسة يتعاون معها القسم أو الكلية هي وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وكل برامجنا التي يتم طرحها تكون من خلال التنسيق والتعاون مع الوزارة. وخلال السنوات الـ5 الماضية كان هناك دورات تدريبية هامة جدا لمعلمي الوزارة من خلال المركز الوطني للتطوير التربوي في الكلية بالإفادة من الخبرات المتنوعة لدى الأعضاء في هيئة التدريس بالقسم. وعلى مستوى المناهج يشارك الزملاء في القسم في تطوير المناهج والكتب المدرسية بالتعاون مع إدارة المناهج في الوزارة، بالإضافة إلى وجود مشاركات مع بعض المؤسسات المهتمة بالشأن التربوي التي تحتاج إلى تحكيم لبرامجها التعليمية المختلفة.
كما يشارك أعضاء قسم العلوم التربوية أحيانا في تدريس بعض المقررات في الكليات العسكرية أو في كلية المجتمع أو الجامعات الأخرى من باب التعاون وتبادل الخبرات، كما ينظم القسم العديد من الفعاليات للتربويين والأكاديميين داخل قطر أو خارجها من مؤتمرات وملتقيات وندوات للإفادة من أعضاء هيئة التدريس في القسم بوصفهم خبراء في مجالات تربوية متعددة.
- هل تركزون في القسم على الأبحاث التربوية التي تمس المنظومة التعليمية في قطر؟
يوجد على مستوى كلية التربية اهتمام كبير بالبحث العلمي الأمر الذي يميز الأساتذة في كلية التربية عن العاملين في القطاعات التربوية الأخرى، ولعل البحث العلمي يشكل جزءا أساسيا من عمل عضو هيئة التدريس للبحث في القضايا التربوية التي تهم المجتمع القطري. ولدينا مجموعة من الزملاء لديهم منح ممولة داخليا وخارجيا تتلمس قضايا المجتمع القطري وخاصة التربوية منها ومحاولة تقديم توصيات لحل تلك القضايا أو إغناء النقاش حولها.
وفي كلية التربية لدينا عدد من الزملاء وأنا جزء منهم نشارك في مشروع كبير حول قضية تعزيز العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لدى الطلبة والمعلمين القطريين وهذا المشروع ممول من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.
ولدينا أيضا مشروع آخر بعنوان «تطوير نموذج تكاملي متعدد النظم للتقدم الوظيفي لاستقطاب القطريين إلى مهنة التدريس واستبقائهم»، وأشارك فيه كباحث رئيسي إلى جانب عدد من الزملاء من الباحثين المتميزين في قسم العلوم التربوية وبتمويل من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. ويستهدف المشروع البحث في العوامل والأسباب المؤدية للنقص الحاصل في أعداد المعلمين القطريين الذكور والمساهمة في تقديم توصيات بحثية لإيجاد حلول لتلك الإشكالية. والمساهمة في تقديم توصيات لتوفير نظام للتطور الوظيفي يكون جاذبا للمعلم القطري ويمكنه من الوصول إلى مناصب عليا إما على مستوى عمودي بالحصول على مناصب خارج إطار المدرسة أو أفقياً داخل المدرسة لمن لا يرغبون في مغادرة المدرسة ويمكن للمدرسة الاستفادة من خبراتهم.
- ما عدد الطلبة القطريين المشاركين في منح الابتعاث من قسم العلوم التربوية لاستكمال دراساتهم العليا؟
لدينا حاليا عدد جيد من الطلبة القطريين المبتعثين إلى الخارج من قسم العلوم التربوية وإن لم يكن بالعدد المأمول إذ نعمل بكل جهد على زيادة عدد المبتعثين القطريين بشكل دؤوب ويبلغ عدد المبتعثين من القسم حاليا 7 طلاب لدراسة الماجستير والدكتوراه ونأمل عودتهم قريبا للعمل في القسم أعضاء في هيئة التدريس. ويعمل القسم على تقديم عدد من المبادرات بالتعاون مع عمادة الكلية ومكتب الابتعاث في الجامعة لزيادة أعداد الطلبة القطريين المبتعثين لاستكمال دراساتهم العليا من خلال القسم خلال السنوات القليلة القادمة.