مصريون يطالبون بإقالة وزير الداخلية بعد تفجير كنيستين
حول العالم
10 أبريل 2017 , 05:12م
الاسكندرية (مصر) - أ ف ب
على وقع صرخات الحسرة على فقدان الأحبة، ودع الأقباط "شهداءهم" الذين قتلوا في الكنيسة المرقسية في مدينة الإسكندرية الساحلية شمال البلاد، مطالبين باقالة وزير الداخلية غداة مقتل 45 شخصا في اعتداءين على كنيستين في مصر.
واكد الاقباط في الوقت نفسه على هامش مراسم التشييع تصميمهم على الاستمرار في الذهاب الى الكنائس "والصلاة فيها مدى الحياة" رغم تعرضهم لثلاثة اعتداءات دامية في أربعة أشهر.
وفي دير مار مينا العجائبي الذي يبعد حوالى 50 كلم جنوب غرب الإسكندرية، وضعت سبعة نعوش خشبية تحوي جثامين الضحايا على المذبح فيما دوى التصفيق في القاعة تحية لأرواح من وصفهم جميع الحاضرين ب "الشهداء".
واطلقت نساء اتشحن بالسواد صرخات تعكس ألما حارقا فيما كانت أخريات تنتحبن في صمت.
وعقب الصلاة نقلت النعوش على دقات الطبول الى المدافن الواقعة داخل الدير فيما علقت سيدة بحزن بالغ "انهم يزفون الشهداء الذين ستقام لهم زفة أخرى في السماء.. ما اجمل هذا".
واسفر اعتداء في طنطا في محافظة الغربية في دلتا النيل شمال البلاد عن مقتل 28 مسيحيا اثر تفجير داخل الكنيسة أثناء قداس احد الشعانين، وسقط 17 قتيلا بينهم اربعة شرطيين في تفجير اخر امام بوابة الكنيسة المرقسية في الإسكندرية بعد أقل من ثلاث ساعات.
وتبنّى تنظيم الدولة "هجومي الكنيستين في مدينتي طنطا والاسكندرية"، كاشفاً أنّ انتحاريين نفذاهما.
اثناء الدفن اطلق المشيعون شعارات تطالب بإقالة وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار ورددوا مرارا "ارحل يا عبد الغفار". كما صاحوا بملء حناجرهم "مسيحيون ليوم الدين" في إشارة الى ان التهديدات لن تزعزع ايمانهم مهما كانت.
وقال مجدي صبحي (33 عاما) الذي كان ضمن اللجنة المسؤولة عن تنظيم مراسم التشييع لوكالة فرانس برس إن "الأمن قصر تقصيرا شديدا في طنطا ولكن ليس في الإسكندرية".
غير أن صباح وهي سيدة في الخامسة والثلاثين من عمرها فقدت أبن عمها في التفجير خالفته الرأي وقالت " طبعا لا يوجد امن، لو كان هناك امن لما حدث هذا".
وفيما كان يدلف من باب الكنيسة قال مينا وهو موظف حكومي في الثانية والخمسين من عمره "اذا كان الهدف من الاعتداءات هو أن نكف عن الذهاب الى الكنائس ... فهذا لن يحدث. سنظل نصلي مدى الحياة" .
وقالت صباح في السياق نفسه "سنظل نذهب الى الكنيسة. لقد اعتدنا على هذه الامور. في كل مناسبة وفي كل عيد تفجير"، في إشارة للتفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة ملاصقة لكاتدرائية الاقباط الارثوذكس في وسط القاهرة وأوقع 29 قتيلا في ديسمبر الفائت.
وتابعت بتحد "نحن مستعدون للانفجارات وربنا موجود".
ورغم أن الاقباط الارثوذكس لا يقيمون اي قداس جنائزي خلال اسبوع الالام الذي بدأ باحد الشعانين الا أن الصلاة أقيمت على أرواح الضحايا.
وبدا المشاركون في الجنازة غير معنيين كثيرا بالاجراءات التي أعلنها رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي مساء الأحد وأبرزها اعلان حالة الطوارىء في البلاد لمدة ثلاثة اشهر، ولكن اغلبهم على اقتناع بأنهم مستهدفون لانهم "الحلقة الاضعف".
وفي فبراير الماضي، اضطرت عشرات الاسر المسيحية الى مغادرة العريش في شمال سيناء اثر تزايد الاعتداءات على الاقباط في شمال سيناء ومقتل سبعة من ابناء هذه الطائفة في شبه الجزيرة الملاصقة لقطاع غزة وإسرائيل.
وهدد التنظيم بتنفيذ مزيد من الهجمات ضد الأقباط.
وقال شرف وهو موظف حكومي قبطي (52 عاما) "انهم يستهدفون البلد والاعتداء على الشرطة لا يأتي بنتيجة كبيرة وهم يريدون زعزعة الاستقرار والأقباط هم الحلقة الأضعف".