دفن ضحايا مجزرة جامعة غارسيا في كينيا

alarab
حول العالم 10 أبريل 2015 , 06:08م
أ.ف.ب
بدأت كينيا - الجمعة - دفن ضحايا مجزرة جامعة غارسيا، بينما ما زال آباء ينتظرون بعد أسبوع من الهجوم معرفة مصير أبنائهم.

وفي وقت مبكر من الجمعة تجمع الكثير من الطلاب وأقرباء ضحايا وهم يبكون، لإلقاء نظرة الوداع على أنجيلا نيوكابي جيثاكوا إحدى الضحايا الـ148 الذين قُتلوا في الهجوم الذي شنه الإسلاميون الشباب الصوماليون في الثاني من أبريل.

وقد وُضِع صليب ذهبي على نعشها الذي انطلق من قرية صغيرة قريبة من كيامبو، على بعد نحو عشرين كيلو مترا، شمال العاصمة. 

وأمام مدخل المشرحة وُضع نحو عشرين نعشا فارغا في صف طويل، وعشرات من صور الضحايا.

وطوال الصباح - تحت خيام بيضاء كبيرة - تمت دعوة عشرات الأشخاص، الواحد تلو الآخر، لتسلم جثث أقربائهم قبل أن يغادروا، لدفنهم على بعد مئات الكيلو مترات في بعض الأحيان.

وأحد هؤلاء الحاضرين جاكسون كيليمو الذي فقد ابن عم له وقريبتين أخريين في غارسيا، وكان مع غيره من أفراد العائلة، يستعد لإعادة جثامينهم إلى قريتهم في منطقة ماراكويت، على بعد نحو 380 كم شمال غرب نيروبي.

وقال: "تعرفنا على الجثث - غداة الفاجعة - لكن الأمر استغرق بعض الوقت، لأن الحكومة تريد التأكد مئة بالمئة من الهويات، وإجراءات الدفن تستغرق بعض الوقت أيضا".

وصرح دورج وليامز - الذي كُلِّف باستدعاء الأقرباء بالميكروفون - بأن بعض الجثث لم يتم التعرف عليها بعد.
 
وأوضح أن "هناك جثثا تعرفت إليها عائلتان (...) لذلك يجب أن نحصل على بصمات الأصابع لنتأكد من هويات" القتلى.

لكن وسط كل هذا الحزن تصل أنباء سارة في بعض الأحيان.

وقال وليامز: "وجدنا واحدا على قيد الحياة أمس". وأضاف أن "عائلة الطالب كانت هنا، لكنه رحل مع أصدقائه قبل الهجوم دون أن يبلغهم بشيء".

وكان الهجوم الذي استمر يوما كاملا على جامعة غارسيا - الواقعة شرق كينيا على بعد 150 كم عن الحدود - الأعنف، الذي تشهده كينيا منذ التفجير الذي استهدف السفارة الأمريكية في 1998، وأسفر عن سقوط 213 قتيلا.

وأدى الهجوم على غارسيا إلى مقتل 148 شخصا؛ هم 142 طالبا وثلاثة من رجال الشرطة وثلاثة جنود.

ووقع الرئيس أوهورو كينياتا - الخميس - رسائل إلى عائلات الضحايا، ليعبر عن "تعازيه وتعازي كل البلاد"، ووعد "بألا ننساهم أبدا، ولا نصفح أبدا عن الذين قتلوهم".

ولم تتلق الرسالة سوى 130 عائلة، أما العائلات الأخرى فستتلقى هذه الرسالة "عند انتهاء إجراءات التعرف على الجثث"، كما قالت الرئاسة الكينية.

وخلال زيارة رسمية وعدت وزيرة الدولة الفرنسية أنيك جيراردان بمساعدة مالية، بمبلغ لم يحدد بعد، إلى الطلاب الجرحى "ليتمكنوا من مواصلة دراستهم".

وبينما تستمر عملية التعرف على الجثث تتساءل وسائل الإعلام الكينية عن حصيلة ضحايا المجزرة، وقد أوضحت أن هناك طلابا لم يُعرف مكانُهم، وليسوا على لائحة القتلى. إلا أن نيروبي تنفي أي تلاعب، وتدين هذه "الشائعات التي لا أساس لها".

وكانت السلطات الكينية واجهت انتقادات لأنها لم تمنع الهجوم، برغم معلومات مسبقة عنه، وبسبب بطئها في التدخل.

وكان الرئيس الكيني حذر مقاتلي حركة الشباب من أن حكومته سترد على المجزرة "بأكبر قدر من الشدة"، وهاجمت الطائرات الحربية قواعد للإسلاميين في جنوب الصومال.

وندَّد مئتا طالب كيني تقريبا - الثلاثاء - في نيروبي، بعجز الحكومة عن حماية شعبها، في اليوم الثالث من الحداد الوطني الذي أعلن بعد المجزرة.

وهددت حركة الشباب الصومالية - التي تبنت الهجوم على غارسيا - بشن "حرب طويلة مرعبة"، وارتكاب "حمام دم جديد" في كينيا.

وقالت الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة: "إن شاء الله لا شيء سيوقف ثأرنا للقتلى من إخوتنا المسلمين، إلى أن توقف حكومتكم قمعها وأن تتحرر كل أراضي المسلمين من الاحتلال الكيني".

وأضافت: "حتى يتحقق ذلك ستسيل الدماء في المدن الكينية، وستكون حرب طويلة ومرعبة، وستكونون أنتم، سكان كينيا، أولى ضحاياها".

ودخل الجيش الكيني في أكتوبر 2011 إلى الصومال؛ لمحاربة الشباب الذين كثفوا - منذ ذلك الحين - هجماتهم الدامية في كينيا انتقاما.

وقتل أكثر من 400 شخص في كينيا منذ منتصف 2013، في هجمات تبنتها حركة الشباب، أو نُسبت إليها.