المبعوث الخاص لوزير الخارجية.. «أفضل مفاوض في 2020»

alarab
محليات 10 مارس 2021 , 12:07ص
جنيف - قنا

د. مطلق القحطاني: الجائزة إضافة لنجاحات قطر في الوساطة وإحلال السلام

منحت الأمم المتحدة سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، جائزة أفضل مفاوض للعام 2020؛ تقديراً لدوره وجهوده في تسوية النزاعات وإحلال السلم في الإقليم والعالم.
وتقدم سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني، في كلمة بهذه المناسبة بالشكر للجهة المنظمة على تنظيم هذا الحدث المهم، وأعرب عن سعادته واعتزازه بتسلم هذه الجائزة المرموقة كأفضل مفاوض لعام 2020، وثقته بأن المرشحين الآخرين مؤهلون أيضاً للحصول على هذه الجائزة.
كما تقدم سعادته، بالشكر للجنة التحكيم و»لزملائي القطريين وغير القطريين على دعمهم»، كما توجّه بخالص الشكر إلى قيادة دولة قطر الحكيمة وفريق العمل، وأكد أنه دون دعمهم لما كان اليوم «هنا لأستلم هذه الجائزة».
واعتبر أن هذه الجائزة إضافة لكونها نوعاً من التقدير فهي إضافة أخرى لنجاحات دولة قطر في مجال الوساطة وحل النزاعات.
وأضاف: «اليوم، أود أن أشارككم بعضاً من خبرتي وتجربتي الشخصية والمهنية في مسألة الحساسية الثقافية في مجال الوساطة والتفاوض، والتي أرى بأنها من المواضيع المثيرة للاهتمام والتي تستحق التحدث بها، إن مفهوم الثقافة هو أحد المفاهيم المتسمة بالصعوبة، فهنالك العديد من القواعد الثقافية غير المكتوبة، وقد يزيد ذلك من صعوبة فهمها أو حتى القدرة على دراستها أو تحليلها».
وقال إن اختلاف تصورات وفهم الخلاف إن كان نزاعاً أو غير ذلك تعد حقيقة، وأشار إلى اختلاف القيم والمعايير والمبادئ، كما أن «من المهم معرفة وفهم ما هي السلوكيات المقبولة وما غير ذلك، فقد يكون حتى بداخل الحزب أو المجموعة نفسها أفراد مختلفون ولديهم شخصيات وقيم أخلاقية مختلفة، وقد تكون أيضاً طريقة التفكير لديهم مختلفة».
وأشار إلى أن العديد من الوسطاء والمفاوضين، سواءً الذين يتوسطون أو الذين يقدمون استشارات لأطراف معينة ذات اختلافات ثقافية واضحة، قد تم تدريبهم على طرق التفاوض بناء على النهج الغربي الذي قد لا يأخذ بعين الاعتبار في الغالب المفاهيم المتنوعة ثقافياً، إلا أن استخدام التقنيات الغربية لا يعني بطبيعة الحال أن التدخلات لن تكون ناجحة، بل قد يعني أنها قد تكون أقل حساسية من الناحية الثقافية.
وقال سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني: «لا يمكنك فقط من خلال إرسال شخص لزيارة دولة معينة أو إجراء بحث عن السمات الثقافية الخاصة بها أن تعتقد بأنك سوف تدرك ثقافة تلك الدولة بشكل تلقائي، بل إنها عمليه تعلّم وتدريب مستمرة لطريقتهم في التفكير، والشعور، والحديث، والنظر، وحتى المأكل، وحتى في أثناء عملية الوساطة نفسها، فأحياناً تتعلم بينما أنت تتوسط أو تتفاوض؛ لذلك لا توجد قواعد ثابتة. حتى وإن كان لدينا بعض القواعد أو الدلالات التي نسترشد بها، ينبغي أن نكون مستعدين للتغير والتكيف وفقاً للمستجدات، وعليه يفترض أن نتسم بالمرونة والقدرة على التكيف».
وأوضح أن الحساسية الثقافية في الوساطة وحل النزاعات هي قضية حقيقية، كما أنها قد تكون في بعض الأحيان مسألة معقدة وبالغة الدقة، بيد أنها قابلة للحل والتحقيق، وشدد على ضرورة عدم النظر للحساسية الثقافية باعتبارها تهديداً لعمليات الوساطة.
ودعا لضرورة إيجاد أساليب ومهارات للتوسط أو التفاوض في مثل هذا النوع من العمليات، وقال: «نصيحتي الأولى لأولئك الذين يريدون أن يكونوا وسطاء أو مفاوضين أكفاء ثقافياً هي: عدم الذعر، والتحلي بالصبر، الوعي وإدراك الذات، واليقظة، والانفتاح في التفكير، وأن يكون محباً للاستطلاع، ومتسماً بالمرونة».
وأضاف: «محاولة تفهم الاهتمامات والمواقف الأساسية لكل جانب وما هو منشؤها، وأن يطلب من الجانبين أن يقدّر كل منهما المصالح والاختلافات الثقافية للطرف الآخر، وبالتالي فهي مسؤولية جماعية».
وقال: «أنا على يقين بأن الوسطاء أو المفاوضين الذين يدركون هذه الحساسيات الثقافية، ويتم التعامل معها بالطريقة المناسبة، فمن المرجح أن ينجحوا في مساعدة الأطراف ذات الخلفيات الثقافية المتباينة في التوصل إلى حلٍ مقبول لنزاعهم».
وأضاف سعادته في ختام كلمته: «لقد تدربنا في الغرب وتعلمنا الكثير من نهجهم، وأنا لا أوصي بإجراء إصلاحات شاملة للنماذج الغربية، فقد تم تصميمها وبناؤها على أنماط وقيم وحساسية ثقافية معينة، فنحن نقدّر ونمتن لذلك، ومع ذلك ينبغي أن نراعي الحساسية الثقافية في التفاوض بشكل عام، فلا يوجد نموذج يتناسب مع الجميع. 
وشدد على وجود حاجة إلى المزيد من العمل لممارسة هذا المجال، مضيفاً: «عليه ينبغي أن نتشارك خبراتنا وتجاربنا ونعكسها في أفضل الممارسات والعمليات، آمل بأنني تمكنت من القيام بذلك اليوم».