ينشد العنابي تأمين العبور إلى الدور نصف النهائي من النسخة الخامسة والعشرين من كأس الخليج المقامة حاليا في مدينة البصرة العراقية، عندما يواجه المنتخب البحريني الساعة السابعة والربع على استاد الميناء الأولمبي، في ثاني جولات المجموعة الثانية التي تضم المنتخبين الإماراتي والكويتي اللذين يلتقيان في اليوم ذاته.
ويتصدر الأعم المجموعة بالنقاط الثلاث التي جناها من الانتصار في الجولة الأولى على المنتخب الكويتي بهدفين دون رد، متقدما بفارق الأهداف عن المنتخب البحريني الثاني الذي فاز بدوره على المنتخب الإماراتي بهدفين لهدف.
الانتصار سيصل بالعنابي إلى النقطة السادسة التي ستمنحه بطاقة العبور الرسمي إلى الدور التالي في حال تعثر المنتخب الإماراتي أمام الكويت بالخسارة أو التعادل، في حين أن فوز المنتخب الإماراتي سيبقي الباب مفتوحا أمام عديد الاحتمالات أبرزها تساوي ثلاثة منتخبات برصيد ست نقاط بعد الجولة الأخيرة ما يعني الاحتكام إلى المواجهات بين المنتخبات المعنية وفقا للمادة 7 من تعليمات لجنة المسابقات في اتحاد كأس الخليج العربي.

المهمة ليست سهلة

صحيح أن العنابي كسب الكثير من الدوافع المعنوية والفنية عقب الفوز الأول على المنتخب الكويتي، عندما قدم نفسه بصورة رائعة، بيد أن المهمة تبدو مختلفة اليوم في مواجهة المنتخب البحريني الذي أظهر هو الآخر مستوى طيبا في الجولة الأولى بالفوز على المنتخب الإماراتي أحد المرشحين للفوز بلقب البطولة، معززا مساعيه بالاحتفاظ باللقب التاريخي الأول الذي ظفر به في النسخة 24 الماضية التي جرت في الدوحة عام 2019، وبالتالي وجب أن يكون التركيز الذهني عاليا خلال المباراة التي قد تحكم التفاصيل الصغيرة بنتيجتها المهمة جدا، على اعتبار أن الانتصار سينأى بصاحبه عن الحسابات المقعدة بالاشتراطات التي سيجد الخاسر نفسه أمامها في الجولة الأخيرة من أجل تأمين التأهل.
وأعد البرتغالي برونو ميغيل بينيرو مدرب العنابي العدة من أجل النسج على ذات منوال المباراة الأولى على مستوى النتيجة بالخروج بالنقاط الثلاث، حيث اختار التشكيل والأسلوب الذي سيخوض به المواجهة.

سعد الكواري: تقديم مستوى جيد

أكد سعد الكواري المنسق الإعلامي للعنابي في النسخة الخامسة والعشرين من كأس الخليج المقامة حاليا في البصرة، أن التركيز منصب على مواجهة المنتخب البحريني في ثاني جولات المجموعة الثانية من منافسات البطولة بغرض تقديم مستوى جيد والنسج على منوال المواجهة الأولى أمام المنتخب الكويتي.
وقال الكواري  : سعداء بالانتصار الذي حققه المنتخب في المباراة الأولى أمام الكويت بعدما قدم اللاعبون مستوى طيبا، وكسبوا دفعة معنوية كبيرة، بيد أن صفحة تلك المباراة تم طيها بشكل كامل، حيث بدأ العمل على الفور عقبها للتحضير للمباراة الثانية أمام المنتخب البحريني.

تاريخ متقارب في المواجهات

يتقارب تاريخ المواجهات بين المنتخبين كثيرا على مستوى النتائج في دورات كأس الخليج منذ النسخة الأولى، فلقاء اليوم يحمل الرقم عشرين بين المنتخبين، حيث انتصر العنابي في 4 مواجهات مقابل فوز المنتخب البحريني في خمس مناسبات، في حين كان التعادل سيد الموقف في تسع مواجهات سابقة، الأمر الذي يؤكد الخصوصية الكبيرة في اللقاءات التي جمعتهما وتجمعها في البطولة، مع الأخذ بعين الاعتبار إلغاء مواجهة جمعت المنتخبين فعليا في النسخة الثانية التي جرت في السعودية عام 1972 بعد قرار المنتخب البحريني الانسحاب خلال المباراة الأخيرة.
وإذا كان المنتخب البحريني قد تفوق في مجمل المواجهات، فإن العنابي يتفوق في المواجهات العشر الأخيرة التي جمعت المنتخبين خلال 30 عاما وتحديدا منذ خليجي 11 في الدوحة عام 1992 حتى الآن، حيث انتصر العنابي في ثلاث مواجهات وفاز المنتخب البحريني مرتين وتعادلا في خمس مواجهات، وسجل العنابي خلال المواجهات العشر سبعة أهداف، فيما سجل المنتخب البحريني ستة.

صراع تكتيكي برتغالي

البحث في الأوراق الفنية قبل المواجهة، يؤكد أنها ستشهد صراعاً تكتيكياً بين البرتغاليين بينيرو ومواطنه هيلو سوزا مدرب المنتخب البحريني، خصوصا وأن المدربين يعولان على الزيادة العددية في منطقة العمليات من أجل فرض الهيمنة هناك، بغية التحكم بالمجريات سواء على مستوى إغلاق المنافذ أمام المنافس دفاعا، والانطلاق بالمرتدات السريعة في النواحي الهجومية.
ويعتمد سوزا على رسم 4/‏1/‏4/‏1 ما يعني تواجد خمسة لاعبين في خط الوسط، مع مرونة كبيرة في الحالة الهجومية بتوفير المساعدة لرأس الحربة عبر الأطراف أو العمق، بالمقابل يميل برونو ميغيل الى 4/‏4/‏2 دفاعا، لكن النهج سرعان ما يتحول الى 4/‏3/‏3 هجوما، بمنح الحرية للأجنحة في فتح عرض الملعب ما يسبب الكثير من المشاكل لدفاعات المنافس.
ولا يبدو أن العنابي سيجري الكثير من التغيرات على مستوى الأسماء، حيث يعول على طارق سلمان وجاسم جابر كقلبي دفاع، امام الحارس مشعل برشم، مقابل تواجد اسماعيل محمد وهمام الأمين كظهيرين، بيد أن العمل الفني الكبير سيكون على عاتق كل من عاصم مادبو ومحمد وعد كمحوري وسط الميدان، لأداء الدور المزدوج بين الدفاع والبناء الهجومي رفقة علي أسد الذي قد يكون خامس لاعبي الوسط بانضمام عمرو سراج وتميم منصور أو (هاشم علي) إلى منظومة منطقة العمليات.