جاسم بن حمد يكرّم الفائزين بجائزة «تميم الدولية» لمكافحة الفساد
محليات
09 ديسمبر 2017 , 01:10ص
اسماعيل طلاي - قنا
نيابة عن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كرم سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني -الممثل الشخصي للأمير- الفائزين بجائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد في دورتها الثانية؛ التي أقيمت برعاية منظمة الأمم المتحدة في مقرها بمدينة جنيف صباح أمس.
وقد منح سموه جائزة البحث العلمي والتعليم لكل من البروفيسورة كزبومي وانغ من الصين والبروفيسورة ثوماس سبيدي رايس من الولايات المتحدة الأميركية، وجائزة إبداع الشباب وتفاعلهم لجمعية سباك «أنا امرأة ضد الفساد» من جمهورية إندونيسيا، وجائزة الابتكار لجمعية «أنا ضد الرشوة» من جمهورية الهند، وجائزة إنجاز العمر لكل من البروفيسور كولومبو جيراردو من الجمهورية الإيطالية، والبروفيسور محي الدين طرق من المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة. وكان سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير، قد قام بإزاحة الستار عن نصب جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، وذلك في ساحة قصر الأمم بمدينة جنيف، صباح أمس، قبل بدء حفل التكريم. حضر مراسم حفل التكريم وإزاحة الستار، فخامة الدكتور المنصف المرزوقي الرئيس السابق للجمهورية التونسية الشقيقة، وسعادة السيد مايكل مولر مدير مكتب الأمم المتحدة في جنيف، وسعادة السيد يوري فيديتوف المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وعدد من كبار المسؤولين بمنظمة الأمم المتحدة. كما حضر أصحاب السعادة أعضاء الوفد المرافق لسمو الممثل الشخصي للأمير.
مولر: لا مكان للفساد في القرن الـ 21
قال مايكل مولر، المدير العام لمكتب الأمم المتحدة في جنيف: «لقد حددنا لأنفسنا هدفاً لتحويل العالم إلى مكان أفضل في غضون جيل واحد، من خلال خطة أعمال 2030، حتى يتسنى لنا القول، لا مكان للفساد في القرن الحادي والعشرين. تعتبر جوائز اليوم هي جزء من رحلتنا لخلق هذا العالم»
فيدونوف: الظاهرة مثل «تسونامي»
بدوره، قال سعادة يوري فيدوتوف المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: «الفساد يشبه التسونامي، يضرب المجتمعات المحرومة ويؤذي الناس والمجتمعات. والفساد عامل قوي في وقوع الجرائم الأخرى. فهو يوفر المجال لجميع أنواع الجرائم المنظمة، من الاتجار بالمخدرات إلى الاتجار بالبشر، ومن الهجرة غير الشرعية إلى الجرائم المتعلقة بالحياة البرية والغابات».
استغرق 5 أشهر لتقديم المجسّم النحتي..
الفنان أحمد البحراني:تسعدني المساهمة مع «الشرفاء» في إنجاح «الجائزة»
احتفاءً بالنسخة الأولى من «جوائز الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للتميز في مكافحة الفساد»، و»اليوم العالمي لمكافحة الفساد»، كُشف بجنيف، أمس، الستار عن نصب تذكاري بارتفاع 5 أمتار من تصميم الفنان والنحات العراقي المعاصر أحمد البحراني أمام مكتب الأمم المتحدة، ليمثل منحوتة بصرية جريئة؛ ضمن معركة مكافحة الفساد.
ويجسد العمل التركيبي الفولاذي رسالة قوية كتلك التي جسدها النصب والجوائز في العام الماضي، وهو على شكل يد مرفوعة ترمز إلى الجهود التي تبذلها المجتمعات الدولية لمكافحة الفساد، والقوة والعزيمة التي لا تلين للمشاركين حالياً في هذه الحرب، كما تجسد الخطوط المترابطة في العمل عالماً موحداً يجمعه هدف مشترك في مكافحة الفساد، فيما تشير التركيبة الشفافة للعمل إلى أهمية عامل الشفافية بهذا الشأن. وتمثل المثلثات الصغيرة التي تتداخل في المنحوتة كل بلد من بلدان العالم، حيث يجتمعون معاً لخلق التغيير الإيجابي.
وقال الفنان العراقي أحمد البحراني، صاحب العمل الفني: «سعادة الدكتور علي بن فطيس المري -النائب العام لدولة قطر- كلفني بتقديم تصميم نموذجي لتصميم جائزة مكافحة الفساد الدولية العام الماضي في فيينا، والعام الحالي في جنيف بمبنى الأمم المتحدة».
وأضاف: «شرف لي أن أكون من المساهمين في هذا المشروع الذي يقدم باسم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والذي يقدم لمكافحة الفساد في العالم، وهذا ما يقوم به كل الشرفاء في العالم الحر».
ونوّه إلى أنه «تم الاتفاق على أن تكون الجائزة عبارة عن يد متكونة من عدة أشكال مثلثة ومفرغة؛ ترمز لدول العالم، وتتحد جميعاً لمحاربة الفساد، وتم الاتفاق على أن تكون هذه اليد بحجم صغير يقدم للفائزين بالجائزة، وبحجم كبير في مبنى الأمم المتحدة بفيينا العام الماضي، وهذا العام بحجم كبير أيضاً في جنيف، أمام مبنى الأمم المتحدة، وهو عبارة عن عمل بارتفاع خمسة أمتار من مادة ستالستيل. وقد استغرق العمل خمسة أشهر كاملة، وبتقنيات ترتقي للمستوى العالمي يليق باسم الجائزة، وباسم صاحب السمو.
«البحراني» في سطور
أحمد البحراني فنان ونحات عراقي معاصر، ولد في بابل عام 1965، تخرج في معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1988، ثم درّس في أكاديمية الفنون الجميلة من عام 1992 إلى عام 1994.
يواظب البحراني على الدوام على تطوير نهجه وأسلوبه الفني، ويعمل في مختلف الوسائط الفنية، من ضمنها الرسم، وفن الطباعة، والنحت على خلفيات صلبة، ويعمل البحراني ويعيش في قطر.
ابتعد البحراني عن النمط التقليدي للنحت المتعارف عليه في منطقة الشرق الأوسط، ليضمن الحد الأدنى من الجودة التي تتميز بالوضوح والبساطة، ونتج عن مقاربته الفردية ابتكار نوع من المرونة والحركة لمواد ثقيلة وصلبة.
وزير الخارجية لـ «العرب»: الجائزة جزء من إسهام قطر في مكافحة الفساد
قال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية في تصريح لـ «العرب»، إن تخصيص جائزة باسم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لمكافحة الفساد، يعكس التزام دولة قطر بمكافحة الفساد.
وعلى هامش حضوره إزالة الستار عن المجسم التذكاري لمكافحة الفساد أمام مكتب الأمم المتحدة، نوّه سعادته إلى أن تتويج الفائزين بجائزة صاحب السمو لمكافحة الفساد وتدشين مجسم تذكاري بجنيف أمام مكتب الأمم المتحدة هي مناسبة تعكس اهتمام دولة قطر بمكافحة الفساد. وأضاف: «نحن نؤمن بضرورة مكافحة هذه الظاهرة من جذورها، لأنها أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الفقر وحالة خيبة الأمل بين الشعوب»، لافتاً إلى أن جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمكافحة الفساد، هي جزء من مساهمات دولة قطر في المجتمع الدولي لمحاربة الفساد.
الأعمال الفائزة في نسخة 2017
أعلنت اللجنة العليا لـ «جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية لمكافحة الفساد»، وبتوصية من المجلس الاستشاري للتقييم، 6 فائزين في 4 فئات هي: إنجاز العمر (الإنجاز المتميز في مكافحة الفساد)، والابتكار في مكافحة الفساد، وإبداع الشباب وتفاعلهم لمكافحة الفساد، والبحث والمواد التعليمية الأكاديمية لمكافحة الفساد.
في فئة الابتكار في مكافحة الفساد فاز موقع I Paid A Bribe (أيباب، ويعني بالعربية «أنا دفعت رشوة») من الهند بجائزة الابتكار في مكافحة الفساد، تقديراً لهذه المنصة الإلكترونية الابتكارية في الإبلاغ عن الفساد. يعدّ الموقع أكبر موقع جماهيري لمكافحة الفساد في العالم. منذ إطلاقه في 15 أغسطس 2010، استقبل I Paid A Bribe (أيباب) نحو 15 مليون زيارة، ورصد أكثر من 36,000 رشوة تبلغ قيمتها حوالي 430 مليون دولار أميركي، من أكثر من 1,000 مدينة وبلدة. كما تم تعميمه في جميع أنحاء آسيا وإفريقيا وأوروبا وأميركا الجنوبية وأميركا الشمالية، إلى جانب 30 بلداً، بينما تعمل ثلاثة بلدان أخرى على إطلاق مواقعها الخاصة.
في فئة البحث والمواد التعليمية الأكاديمية لمكافحة الفساد، تشارك فائزان الجائزة؛ هما البروفسور زيومي وانغ من جمهورية الصين الشعبية، والبروفسور توماس سبيدي رايس من الولايات المتحدة الأميركية.
أدّت البروفسور زيومي وانغ دوراً محورياً في خلق وتوجيه وتعزيز ممارسات وبروتوكولات مكافحة الفساد من خلال موقعها كمناصرة أكاديمية وحكومية، وكانت أول شخص في الصين يحصل على شهادة الدكتوراه في القانون الجنائي الدولي، والأولى في تأسيس مركز يعنى بمكافحة الفساد؛ تعاون بين جامعة صينية والأمم المتحدة. وتحظى زيومي باعتراف وتقدير كبير بفضل معرفتها وثقافتها البحثية القوية وخبرتها التطبيقية.
قدّم البروفسور توماس سبيدي رايس مساهمات كبيرة في سبل تعزيز المعرفة بمكافحة الفساد، وذلك من خلال الأعمال المتعلقة بالتعليم، وكان لدوره تأثير كبير في رفع مستوى الوعي بين المجتمع الأكاديمي لمكافحة الفساد حول العالم. وقد ساهم البروفسور رايس بنشاط لافت في الجهود التعليمية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد من خلال مبادرة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، كما كان المنسق الرئيسي لعدد من ورش العمل في كثير من البلدان.
في فئة إبداع الشباب وتفاعلهم لمكافحة الفساد، فازت مؤسسة سباك (أنا امرأة ضد الفساد) بالجائزة، وهي حركة تحارب الفساد في إندونيسيا. عززت «سباك» الوعي العام بمكافحة الفساد في المجتمعات المحلية في إندونيسيا. وتعمل الحركة بوصفها منصة إيجابية لصنع التغييرات في المفاهيم والممارسات، وعلى تعزيز مكافحة الفساد من خلال نهج قائم على أساس الأسرة. كما عملت على تدريب أكثر من 1,300 عميل بهدف رفع الوعي العام لدى المواطنين.
وتهتم «سباك» في مرحلة التواصل بتسع قيم أساسية، هي: الصدق، والإنصاف، والتعاون، والاستقلال، والانضباط، والمسؤولية، والمثابرة، والشجاعة، والرعاية. وقد أدرجت القيم التسع لمكافحة الفساد في قانون الفساد في إندونيسيا وترجمت عبر أشكال مختلفة من الأدوات، بما في ذلك الألعاب. تساعد الأدوات وكلاء «سباك» على تبادل معارفهم لدفع التغيير بطريقة سهلة وممتعة.
وفي فئة إنجاز العمر (الإنجاز المتميز في مكافحة الفساد)، تم اختيار شخصين للفوز بهذه الجائزة القيمة تقديراً لمساهمتهما المميزة، وهما السيد جيراردو كولومبو (إيطاليا) ومحي الدين طوق (الأردن).
على مدى أكثر من 40 عاماً، كرّس البروفسور جيراردو كولومبو حياته لمكافحة الفساد، بوصفه قاضياً معارضاً للفساد وجرائم المسؤولين الكبار.
الفائز الثاني هو محي الدين طوق الذي كرّس مسيرته المهنية في مجالات السياسة والدبلوماسية والحوكمة، وقد تولى مناصب عليا في هيئات تابعة للأمم المتحدة وعدة منظمات دولية، كما ترأس اللجنة المتخصصة بالتفاوض بشأن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي صدّقها 183 بلداً.