أمير الكويت: القلق المشروع دفع للحفاظ على مسيرة التعاون

alarab
محليات 09 ديسمبر 2014 , 07:47م
الدوحة - العرب
أكد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، في كلمة بلاده في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، أن القلق "المشروع" والتخوف "المبرر" على مسيرة مجلس
التعاون دفع الى العمل بكل الجد والاجتهاد للحفاظ على هذه المسيرة في ظل ظروف اقليمية بالغة الدقة.
وأعرب سموه عن شكره لأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ودولة قطر وشعبها على حسن الوفادة وكرم الضيافة والإعداد المتميز "لهذا اللقاء الهام الذي سيشكل
إضافة مهمة لعملنا المشترك".
وقال سمو أمير دولة الكويت " ينعقد اجتماع مجلسنا اليوم على أرض دولة قطر الشقيقة في دورته الخامسة والثلاثين بعد  عام من انعقاد آخر دورة له في دولة الكويت، عشنا خلاله قلقا وتخوفا على
مسيرة مجلسنا المباركة دفعنا لنعمل بكل الجد والاجتهاد للحفاظ على هذه  المسيرة وصيانة مكاسبها في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة جعلت من قلقنا مشروع وتخوفنا مبرر وانعكست على مسيرة عملنا المشترك وأدخلته في حسابات كادت أن تعصف به وتنال من كياننا الخليجي الذي بات يمثل الأمل
والرجاء لأبناء دول المجلس".
وأضاف "إننا نؤمن أن الاختلاف في وجهات النظر وتباينها أمر طبيعي بل ومطلوب ولا يدعو إلى الجزع على أن لا نصل بذلك إلى مرحلة الخلاف والتشاحن والقطيعة التي ستقود بلا شك إلى إضعافنا وتراجع
قدراتنا في الحفاظ على ما تحقق لنا من إنجازات.. ومما يدعونا إلى البعد عن الخلاف والقطيعة أننا نملك مقومات اللحمة والوحدة وبما يفوق كثيرا عناصر القطيعة وبهذه المقومات وبالتواصل والحوار الأخوي بيننا سنكون قادرين بعون الله أن نهزم أي خلاف ونسمو بإخوتنا التي تجسد المصير الواحد والتاريخ
المشترك".
وأشار سمو أمير الكويت إلى "أن الحديث عن الاتحاد بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وحتميته والذي هو دون شك يمثل هدفا وأملا يتطلع إليه أبناء دول المجلس ويأتي انسجاما مع نظامنا الأساسي وتفعيلا لقرارات عملنا المشترك يتوجب علينا أن نعمل على خلق أساس صلب يمهد للدخول
إلى مرحلة الاتحاد أساسا يجسد تجاوز الخلافات ويحصن تجربتنا".
ودعا سموه إلى التفكير في تشكيل لجنة رفيعة المستوى تضم خبراء اختصاصيين ومن ذوي الخبرة تتولى استكمال دراسة موضوع الاتحاد من مختلف جوانبه بكل تأن وروية وترفع مرئياتها ومقترحاتها بالصيغة المثلى للاتحاد إلى المجلس الوزاري ومن ثم ترفع للمجلس الأعلى.
وأضاف سمو الشيخ صباح الأحمد قائلا "أصحاب الجلالة والسمو.. لقد كان بعد نظركم وحكمتكم وحرصكم على هذه المسيرة المباركة بما تحمله من وحدة المصير وروابط القربى والنسب امتثالا لقول
المولى جل وعلا (( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا لله ورسوله إن كنتم مؤمنين)) الأثر البالغ في تجاوز تلك الظروف الاستثنائية وذلك في اللقاء الأخوي الذي جمعنا في رياض الخير وبضيافة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والذي أتى ترسيخا لروح التعاون الصادق
وتأكيدا على المصير المشترك وتجسيدا لتطلعات أبناء دول الخليج وأثمر عن التوصل إلى اتفاق الرياض التكميلي لنتمكن من دعم هذا الصرح الشامخ وتحصينه في مواجهة التحديات المتصاعدة".
وأشار إلى أن من جملة التحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون اليوم كدول منتجة ومصدرة للبترول انخفاض أسعاره إلى مستويات باتت تؤثر على المداخيل وبرامج التنمية.. داعيا إلى" تعزيز مسيرة العمل الاقتصادي الخليجي المشترك وإلى التأكيد على ضرورة تنفيذ مجموعة من القرارات الهامة التي تضمنتها الاتفاقية الاقتصادية بين دول المجلس لنتمكن من مواجهة آثار تلك التحديات "وننطلق بعلاقاتنا إلى ما يحقق تكاملنا الاقتصادي المنشود ويمكننا من الصمود في مواجهة أي تطورات سلبية يمكن لها أن تطرأ على واقعنا الاقتصادي".
وأعرب سموه عن الأسى إزاء عجز المجتمع الدولي بكل ما يملكه من إمكانات عن تحقيق تقدم ملموس في وقف هدير آلة القتل والدمار عن الاستمرار في حصد أرواح عشرات الآلاف في سوريا وتهجير الملايين في الداخل والخارج وتهديد للأمن والاستقرار ليس للمنطقة فحسب وإنما للعالم بأسره.
وشدد على "إننا لا نزال أمام مسئولية تاريخية وأخلاقية وإنسانية وقانونية تحتم علينا مضاعفة الجهود مع المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين مؤكدين قناعتنا بأنه لا يمكن حل الصراع الدائر إلا بالطرق السلمية وعبر تحرك سياسي جاد يحقن دماء الأشقاء ويخفف معاناتهم ونناشد في الوقت نفسه المجتمع الدولي إزاء استمرار هذا الصراع إلى تكثيف الجهود ومواصلتها لمعالجة الجوانب الإنسانية له".