لنا الوريكات مديرة مكتب المنظمة في الخليج لـ «العرب»: قطر شريك إستراتيجي لليونيسف في التعليم وحماية الطفل

alarab
المزيد 09 نوفمبر 2025 , 01:25ص
علي العفيفي

نثمن دور قطر في تمويل الاستجابة الطارئة ودعم الأجندة الاجتماعية
مشاركتنا تركز على وضع سياسات طويلة الأمد لمحاربة فقر الأطفال
استضافة الدوحة لقمة التنمية الاجتماعية تأتي بوقت حرج وتحديات غير مسبوقة
تمويل سخي ومناصرة دبلوماسية من دول الخليج لقضايا الطفل في أزمات كبرى

 

أكدت السيدة لنا خليل الوريكات، مديرة منظمة اليونيسف لدول مجلس التعاون الخليجي، أن دولة قطر تُعد من أبرز شركاء المنظمة في دعم القضايا الإنسانية والتنموية حول العالم، من خلال حكومة قطر والقطاع الخاص ومؤسسة التعليم فوق الجميع.
وقالت الوريكات، في حوار مع «العرب»، إن مشاركة اليونيسف في مؤتمر القمة العالمي الثاني التنمية الاجتماعية التي استضافتها الدوحة جاءت في وقت حرج يشهد تحديات غير مسبوقة، سواء على مستوى الأزمات الإنسانية أو التمويلية، موضحة أن مشاركة المنظمة ركزت على وضع سياسات طويلة الأمد لمكافحة فقر الأطفال وتعزيز الحماية الاجتماعية وضمان التعليم الجيد في مختلف دول العالم. وثمنت المسؤولة الأممية الدور الريادي لدولة قطر في دعم الأجندة الاجتماعية العالمية، مشددة على أن الدوحة تلعب دورا استراتيجيا مهما ليس فقط في تمويل الاستجابة الطارئة، بل أيضا في إيجاد الحلول المستدامة للأزمات الإنسانية
وأكدت الوريكات أن رؤية قطر في تقديم الدعم الخارجي تتواءم مع استراتيجية اليونيسف في مجالات التعليم، والصحة، وحماية الطفل. وإلى نص الحوار
◆ في البداية نود التعرف على طبيعة مشاركة اليونيسف في مؤتمر القمة العالمي الثاني التنمية الاجتماعية، وأبرز الرسائل التي حملتموها خلال القمة؟
¶ نشكر لكم هذه المقابلة والفرصة للحديث عن هذا المؤتمر المهم الذي يُعقد في الدوحة، ونرحب بانعقاد هذه القمة، لما تمثله من تركيز على قضايا الصحة وضمان التعليم الجيد والحماية الاجتماعية للأطفال والأمهات، وهي عناصر أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2030. و انعقد خلال فتره تفاقم أوجه عدم المساواة، إلى التحولات الديموغرافية والتطور التكنولوجي المتسارع، وصولاً إلى التغيرات البيئية والاقتصادية.
ونُقدر الجهود الكبيرة التي بذلته قطر لاستضافة هذا الحدث العالمي الذي جمع الهيئات والحكومات وممثلي القطاعات المختلفة من أنحاء العالم، في لحظة حاسمة لتجديد ميثاق الحماية الاجتماعية العالمي الذي يهدف إلى ضمان الازدهار لكل طفل في كل مكان بما يتوافق مع أجندة 2030 والرؤى الوطنية للدول المشاركة.
اليونيسف تشارك بفعالية في القمة من خلال فريقي في مكتب الخليج، بالتعاون مع زملاء من المقر الرئيسي في نيويورك، إضافة إلى مكاتب من دول عدة منها أفغانستان، ومصر، وقيرغيزستان، وفلسطين من خلال جلسات ناقشت قضايا إعادة الإعمار وحماية الأطفال في غزة، والطوارئ والنزاعات في مناطق مختلفة، بالإضافة إلى أن التعاون مع الجهات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى مهم، لأن كل الجلسات تعالج قضايا مثل الفقر وعدم المساواة والإقصاء الاجتماعي. 
وتركز مشاركتنا على تعزيز حقوق ورفاه الأطفال واليافعين في جميع المناطق، ووضع سياسات طويلة المدى للقضاء على فقر الأطفال، وتعزيز الحماية الاجتماعية وضمان التعليم الجيد وتجديد الالتزام العالمي باتفاقية حقوق الطفل، كما تناولنا قضايا مهمة مثل الأطفال ذوي الإعاقة، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، وتغير المناخ، وأهمية إشراك الشباب كعنصر مهم في إيجاد الحلول المستقبلية.

◆ كيف تقيمين أهمية انعقاد مؤتمر القمة العالمي الثاني التنمية الاجتماعية بالدوحة في هذا التوقيت المهم لمنطقة الشرق الأوسط وفي ظل التحديات التنموية والاجتماعية؟
¶ يأتي انعقاد القمة بالدوحة في وقت حرج بالنسبة للأمم المتحدة والحكومات، في ظل التحديات غير المسبوقة التي يواجهها العالم، والتي أدت إلى تفاقم الفقر وتأثر نحو 900 مليون طفل وحرمان 3.8 مليار شخص من الحماية الاجتماعية.
هذه القمة تشكل منصة عالمية لتعزيز الحلول الشاملة والمبتكرة لمواجهة التحديات، ولبحث آليات تمويل فعالة ومستدامة وبعد في التخطيط الاستراتيجي والتضامن العالمي.
ونؤكد أهمية القطاع الخاص في جميع الدول بلعب دور كبير سواء في تمويل ودعم المشاريع التنموية والاستجابة للأزمات خاصة وأن القطاع الخاص ليس دوره فقط تمويليا بل كثيرا ما يقدم الخدمات بالمدارس والمستشفيات في البلدان التي تعاني من أزمات، لذلك فإن القطاع الخاص شريك رئيسي فيما يتعلق بصحة الأطفال واليافعين والشباب. 

◆ يعد مكتب اليونيسف في الخليج من أكثر المكاتب نشاطا في المنطقة، خصوصا في الدول المانحة ودول الخليج العربي.. كيف تُقيمون التعاون بين دولة قطر ومنظمة اليونيسف في مجالات مثل التعليم والصحة وحماية الأطفال أو في مجالات أخرى؟
¶ يُعنى مكتب اليونيسف في الخليج بتعزيز التعاون والشراكة مع دول المنطقة في دعم البرامج والخطط الحكومية التي تتماشى مع رؤى التنمية الوطنية لكل دولة. نحن نعمل معهم على تنفيذ مشاريع متعددة بالمجتمع المحلي في مجالات التعليم، والصحة، والطفولة المبكرة، وفقا لاحتياجات كل دولة، خاصة أن دول الخليج، بما فيها قطر، تتميز بكونها دولا متقدمة ونعمل معهم في حلول ابتكارية يمكن أن تفيد دولا أخرى لتحسين تجمع أدائها في هذه المجالات. 
منطقة الخليج بشكل عام لها موقع فريد يمكنها من ربط الابتكار والتمويل والعطاء وريادة الأعمال مما يساعدها في تحقيق تقدم اجتماعي، بالإضافة إلى دعم قضايا الطفولة إقليميا وعالميا ليس فقط في نطاقها المحلي، بل أيضا عبر تمويل سخي ودبلوماسية سياسية ومناصرة في أزمات كبيرة مثل فلسطين وأفغانستان وأزمات أخرى.
واستضافة قطر لهذه القمة يعد انعكاسا لدورها الكبير في الحوار الدبلوماسي حول التنمية واستثمارها الكبير أيضا في التعليم بدول أخرى ودعمها السخي لليونيسف لتعزيز الأجندة الاجتماعية العالمية من خلال تمويل الاستجابة للطوارئ في مناطق متعددة.
نشكر دولة قطر على الدور الكبير الذي تلعبه ودعمها للمنظمات الإنسانية مع دول الخليج التي لها دور استراتيجي ليس فقط في التمويل بل إيجاد الحلول. 

◆ ما أبرز البرامج والمشاريع التي نفذتها اليونيسف بدعم من دولة قطر خارج حدودها؟
¶ نفذت اليونيسف بدعم من حكومة قطر عددا من البرامج، في مقدمتها برامج التعليم في دول بأفريقيا وآسيا، فقد تلقينا دعما ماديا من حكومة قطر ومن القطاع الخاص ومؤسسة التعليم فوق الجميع.
وأتاح هذا الدعم تنفيذ مشاريع تعليمية وصحية لحماية الأطفال في عدة دول، مما ساعد في تعزيز آفاق التعاون، بالإضافة إلى أن حكومة قطر تعمل باستمرار مع الدول الأعضاء.
ومن أبرز المشاريع التي نفذت مع دولة قطر، مشروع «إزالة العوائق أمام التعليم» لأكثر من 5 ملايين طفل غير ملتحقين بالمدارس بـ18 دولة بالتعاون مع مؤسسة التعليم فوق الجميع.

◆ كيف ترون دور دولة قطر كشريك رئيسي لليونيسف في تعزيز الأجندة الاجتماعية العالمية؟ 
¶ قطر شريك استراتيجي لليونيسف في قطاعات متعددة منها التعليم، الصحة، التغذية، حماية الطفل في انحاء العالم حيث تساهم دولة قطر من خلال مؤسساتها بتوفير الدعم المادي والفني وإيجاد حلول ابتكارية لدعم هذه الدول.