منذ عمر السنتين ظهرت موهبة عبدالله الاستثنائية في كتابة الأحرف والأرقام، وفي عمر العشر سنوات لاحظ مدرسوه تفوقه الأكاديمي في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية.
عبدالله الباكر، طالب في أكاديمية العوسج، إحدى المدارس التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، لم يكن يتفاعل خلال طفولته بالشكل المطلوب مع المحيطين به باستثناء والدته، ما دفعها لمراجعة طبيب مختص أكد لها إصابته باضطراب طيف التوحد.
وقالت أم عبدالله لـ «العرب»: «منذ عمر الأربعة شهور لاحظت عدم تواصله الاجتماعي مع الآخرين، لكن في المقابل، وعند بلوغ عامه الثاني، كان من الملفت تميزه في حفظ وكتابة الأرقام وجميع الأحرف باللغتين العربية والإنجليزية».
وأضافت: «في عمر الأربع سنوات برز تميز عبدالله الأكاديمي في إتقان اللغتين الإنجليزية والإسبانية، وقد كان لانضمامه لأكاديمية العوسج أثر إيجابي بالغ في تقدمه الدراسي؛ نظراً لبيئة المدرسة المساعدة جدًا، والدعم الذي يقدمه طاقم التدريس وتفهمهم لحالته الصحية».
أوضحت زوي تريبل، معلّمة في أكاديمية العوسج لـ «العرب»، أن عبدالله يتمتع بالكثير من القدرات التي تتعامل معها المدرسة من خلال خطط فردية تناسب قدراته، وقالت: «عبد الله طالب رائع، وهو قادر على حل المشكلات وتقديم منظور مختلف حول مواضيع معينة، لدينا في أكاديمية العوسج العديد من الطرق المختلفة لدعم طلابنا ذوي التوحد من قبل مختصين قادرين على تصميم برامج فردية لكل طالب، تساعد على بناء مهاراتهم الاجتماعية والأكاديمية وتطويرها».
أضافت زوي: «نقوم حاليًا بتدريس عبدالله منهجا متقدما على مستوى صفه في مادة الرياضيات، نظرًا لتفوقه فيها، وقد وضعنا خطة تعليمية مخصصة له لتمكينه من الحصول على دعم إضافي يتجاوز منهج الصف الخامس».
وأشادت أم عبدالله الباكر، بالدعم الذي تقدمه سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، للأطفال ذوي التوحد، حيث توفر سدرة للطب خدمة صحية متكاملة تشمل الجوانب النفسية والعلاجية، وذلك من قبل فريق متميز من الكادر الطبي متعدد التخصصات.
وعادت أم عبد الله لتؤكد: «يقدم سدرة للطب خدمة مميزة جدًا للأطفال ذوي التوحد، وقد لمستُ هذا التميّز من خلال تواصلهم الدائم معنا لمتابعة حالة ابني واحتياجاته الصحية والعلاجية، فهم يقدمون نوعا خاصا من الرعاية والاهتمام للأطفال ذوي التوحد، تتناول تشخيص المرض وإدارته من خلال اتباع نهج شامل».
كما تولي مؤسسة قطر اهتماما كبيرًا بتنمية القدرات الرياضية لدى الأطفال ذوي التوحد، وذلك من خلال مجموعة من الدورات الرياضية المخصصة لهم، والتي يقدمها كادر مؤهل للتعامل مع احتياجاتهم.
وقد سبق لعبدالله الباكر أن شارك في دورات متخصصة لذوي التوحد في كرة القدم، ولكن في السنوات الأخيرة بدأ شغفه بركوب الخيل، فانضم لبرامج التدريب التابعة لمركز الشقب للفروسية.
وأكدت أم عبد الله أنه يلقى هناك دعمًا وتشجيعًا كبيرين من قبل الطاقم التدريبي، ما جعله يرتبط بهذه الرياضة، وعزز لديه الطموح أن يشارك مستقبلاً في مسابقات دولية لركوب الخيل.
وأكاديمية العوسج هي مدرسة متخصصة تقدم خدماتها للطلاب ممن لديهم احتياجات تعليمية معينة تتراوح حدتها ما بين طفيفة ومعتدلة. تتبنى الأكاديمية رؤية تؤمن أن لدى كل طالب القدرة على النجاح رغم كل التحديّات، إذا تم إرشاده بالشكل الصحيح، حيث تطبق نُظم دعم متعددة المستويات لضمان تلقي الطلاب الإرشاد السلوكي والأكاديمي اللازمين للتعلم الفعّال، وبذلك تكون أكاديمية العوسج هي الأولى من نوعها في دولة قطر.