تدفع تصرفات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، حكومته نحو مزيد من العزلة الدولية، في وقت تتزايد فيه احتمالات التصعيد العسكري ضد إسرائيل من عدة اتجاهات بسبب جرائهما في غزة، وسياستها المزعورة في المنطقة، وتوالت الانتقادات الدولية للاحتلال من النرويج وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي.
واستدعى وزير الخارجية النرويجي، أمس، ممثلة الاحتلال لدى أوسلو للاحتجاج على قرار الاحتلال إلغاء الصفة الدبلوماسية لأعضاء في السفارة النرويجية مكلفين العلاقات مع السلطة الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية اسبن بارث ايدي في مؤتمر صحفي «قبل قليل، استدعيت ممثلة إسرائيل لدى النرويج والتقيتها في وزارة الخارجية للاحتجاج على هذا القرار. تقيّم الحكومة النرويجية الآن الإجراءات الأخرى التي سنتخذها».
وتابع «كنا نتوقع طوال الوقت أن تكون هناك ردود فعل على الموقف الذي اخترناه (بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية)، لكننا فوجئنا باختيارهم القيام بذلك، وخاصة الآن».
وكان الوزير النرويجي صرح في وقت سابق أن قرار إسرائيل هو «عمل متطرف» وستكون له «عواقب».
غضب بريطاني
وفي بريطانيا عبرت وزيرة التنمية البريطانية أنيليز دودز، عن قلق بلادها من أثر تزايد التصعيد في منطقة الشرق الأوسط على اللاجئين فيها، مؤكدة أن «الأكثر ضعفا سيعانون أولا». وقالت الوزيرة في مقابلة أجرتها مع وكالة فرانس برس خلال زيارة إلى الأردن إن «من الواضح أننا حاليًا، للأسف، في وضع مقلق على المستوى الجيوسياسي». وقالت دودز لفرانس برس «يجب أن نرى خفضا للتصعيد. ليس من مصلحة أحد أن يكون هناك تصعيد للصراع»، مؤكدة أن «أولئك الأكثر ضعفًا في هذه المنطقة سيعانون أولا».
إدانة أوروبية
كما أعرب الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا، عن إدانتهم الشديدة لتصريحات وزير المالية في الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي قال إنّ «ترك سكان قطاع غزة يموتون جوعاً» يمكن أن يكون «أمراً مبرّراً وأخلاقياً».
وقال الاتّحاد الأوروبي في بيان إنّه «يدين بشدّة» هذه التصريحات، وأضاف أنّ تصريح الوزير سموتريتش «أمر مخز للغاية».
وشدّد الاتّحاد الأوروبي في بيانه على أنّه «نتوقع من الحكومة الإسرائيلية أن تنأى بنفسها بشكل لا لبس فيه عن تصريحات الوزير سموتريتش». بدورها، أعربت فرنسا عن «فزعها الشديد للتصريحات الفاضحة» التي أدلى بها سموتريتش.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان تلاه أمام الصحفيين إنّ فرنسا تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى إدانة هذه التصريحات غير المقبولة بشدة».
وفي لندن، وقال وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي عبر تطبيق إكس إنّه بالنسبة للمملكة المتحدة «لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لتعليقات الوزير سموتريتش»، مضيفًا أن تجويع المدنيين عمداً «يُعتبر جريمة حرب».
