لم يعد الصراع بين الغرافة والوكرة ينحصر في الحصول على الانتصار والنقاط الثلاثة، ولم يعد منحصرا على تحسين الترتيب، أو حتى مجرد المنافسة على المربع الذهبي، بل أصبح الصراع بين أهل الشمال وهم الغرافة، وأهل الجنوب في الوكرة من أجل هدف أكبر وهو المنافسة على اللقب وعلى الدرع في ظل غياب الدوليين عن السد والدحيل. 
ولم يعد الصراع بين الفريقين متوقفا عند حدود سعي الغرافة إلى إنهاء العقدة الوكراوية، وإن كان هذا الأمر يشغل الفهود كثيرا خاصة وأنهم دائما وفي أغلب المباريات ما يغرقون في بحر الوكرة حتى لو كانوا في أفضل حالاتهم. 
الصراع بين الفهود والموج الأزرق أصبح مختلفا منذ الموسم الماضي والذي زاد فيه الوكرة من مواجع الفهود وآلامهم بعد أن انتزعوا مكانهم في المربع الذهبي للمرة الأولى منذ عدة مواسم، حيث أصبح الوكرة صاحب المركز الثالث بينما تراجع الغرافة إلى المركز الخامس وهو ما كان بمثابة إخفاق كبير للفهود الذين سيسعون للثأر والتخلص من العقدة الوكراوية. 
المواجهة النارية بينهما غدا لن تكون مواجهة عادية، خاصة وأن الفائز سوف ينتزع وينفرد بالصدارة للمرة الأولى ولو بشكل مؤقت قبل القمة الأخرى المرتقبة بين العربي والريان، وهو ما يعني أن انتصار الغرافة أو الوكرة سيكون ثمنه غاليا وبأكثر من 6 نقاط. 
الوكرة والغرافة يعتبران مع العربي وربما الريان من أقوى المنافسين على الدوري هذا الموسم، وأظهرت الجولة الأولى قوة الفرق الثلاثة خاصة الوكرة والغرافة، حيث قدم الوكرة قمة رائعة انتهت بانتصار كبير على الطوفان 4-2، وهي نتيجة ربما لم يتوقعها البعض رغم مفاجأة الوكرة الموسم الماضي بالفوز على الطوفان ذهابا وإيابا وبالرباعيات أيضا. 
والغرافة اجتاز عقبة صعبة بالفوز على السيلية في ظل عدم اكتمال عقد محترفيه حتى الآن حيث لعب بمحترفين اثنين فقط هما الجزائري مهدي تاهرات والأوزبكي اسلوم خوجاييف، وغاب الجزائري الآخر ياسين براهيمي بسبب تأخر صدور بطاقة اللعب الخاصة به، بينما الوكرة على العكس صفوف محترفيه مكتملة باستثناء الهداف الجزائري محمد بن يطو الذي غاب للإصابة عن لقاء الدحيل ولو شارك في المواجهة ستكون مهمة الدفاع الغرفاوي ثقيلة للغاية. 
المواجهة الغرفاوية الوكراوية سيقودها الإيطالي ستراماتشوني مدرب الغرافة، والإسباني ماركيز مدرب الوكرة اللذان يجمعهما صراع من نوع آخر، حيث تفوق الإسباني مرتين على منافسه الإيطالي في الدوري، بينما تفوق الإيطالي مرة واحدة في أغلى الكؤوس بالفوز 4-1 والوصول إلى نهائي البطولة الغالية.