

تُعد السياحة في البلاد من القطاعات الخمسة ذات الأولوية التي يمكن من خلالها بناء اقتصاد أكثر تنوعاً وتعزيز مساهمة القطاع الخاص به، وتتمتع الدولة بمقومات سياحية عالية فضلا عن كونها شبه جزيرة مما يزيد فرصة الاستثمار في الشواطئ لرفد قطاع السياحة بمرافق تستقطب السياح من الداخل والخارج.
«العرب» تفتح ملف السياحة الساحلية وتناقشه مع خبراء ومواطنين شددوا على ضرورة إيلاء الشواطئ أهمية كبيرة كونها تشكل جزءاً أساسياً من السياحة في البلاد، وتحويل الشواطئ إلى وجهة سياحية يومية لا منطقة تخييم أسبوعية، وذلك من خلال إنشاء قرى سياحية على الشواطئ ودعمها بالمرافق السياحية مثل الفنادق والمقاهي والمطاعم، بالإضافة إلى إتاحة فرصة الاستثمار لإنشاء منتجعات ومراكز أنشطة بحرية مثل اليخوت والدراجات المائية وغيرها، مؤكدين أن العديد من المشاريع التي يمكن إطلاقها على الشواطئ تجعل من الشواطئ وجهة سياحية يومية في كل المواسم، مشيرين إلى أن فتح المجال للاستثمار سيأتي بأفكار مشاريع جديدة ويدعم القطاع في البلاد، كما يعزز الاقتصاد الوطني. ونوهوا إلى مسألة الأسعار التي يرون أنها يجب أن تكون في متناول الجميع.
إحياء الشواطئ
في البداية قال السيد جابر الشاوي إن إطلاق مشاريع سياحية على الشواطئ يجعل منها وجهة يومية في جميع المواسم ويستقطب السياح من الداخل والخارج، وأضاف: الشواطئ في الدولة تعد ثروة كبيرة إن استُثمرت بالشكل الصحيح وستزيد نسبة السياحة في البلاد، وتعود منافعها على الجميع. وتعزز الاقتصاد الوطني وتدعم القطاع الخاص، ويمكن أيضاً تخصيص أماكن للأسر المنتجة التي تعد أكلات تعد من الموروث الشعبي للبلاد، مؤكداً على أن توجيه بوصلة السياحة الداخلية من الخارج إلى الداخل فقط سيحدث فرقا كبيرا، خاصة وأن التقارير تشير إلى حجم الإنفاق الكبير الذي ينفقه المواطنون على السياحة الخارجية، ونوه الشاوي أن تدعيم الشواطئ بمشاريع ومرافق خدمية وترفيهية يجعل منها منطقة زيارات يومية لكل من يعيش في البلاد، بدلاً من كونها منطقة تخييم أسبوعية بمرافق محدودة، ونوه إلى تجربة قامت بها بلدية الوكرة عبر السماح بأكشاك على سيف الوكرة والتي نالت إعجاب الجماهير وحولت الشاطئ إلى وجهة سياحية يومية لمختلف العائلات من جميع مناطق الدولة، موضحاً أن إعداد مشاريع كبيرة ودائمة على الشواطئ سيجعل منها مناطق سياحية يقصدها السياح من الداخل وتستقطب الزوار من الخارج.
قرى الواجهة البحرية
من جانبه أشار السيد جابر محمد الكبيسي إلى أن الواجهة الشمالية البحرية للبلاد تحتوي كلها على قرى كانت مأهولة بالناس في القرن الماضي، وهي تعد من تراث البلاد وتاريخ شعبها، وقال: هناك ضرورة إلى ترميم هذه القرى وإعادة الحياة إليها عبر تحويلها إلى مواقع سياحية تعكس شكلا من أشكال الحياة في الماضي، مؤكداً على أن هذه الخطوة لاسيما وإن دُعمت بمشاريع خدمية وترفيهية وسياحية ستحدث فرقاً كبيراً في بوصلة السياحة لدى العديد من المواطنين الذين يرون أن السياحة الخارجية أفضل من الداخلية، وأضاف: تحتاج تلك القرى إلى إعادة الترميم وتحويلها إلى شاليهات ومطاعم ومقاهٍ ومرافق ترفيهية، مما يجعل منها قرى سياحية متكاملة تستهوي الزوار الذين لديهم شغف بالمواقع الأثرية. وفي ذات السياق أشار الكبيسي إلى موقع الزبارة الأثري كمثال لإحياء هذه المواقع، لافتاً إلى حاجة الموقع إلى مشاريع سياحية حوله تعزز الزيارات إليه، لاسيما وأنه قريب من الواجهة البحرية ويمكن إنشاء العديد من المشاريع السياحية ذات الأنشطة البحرية التي تدعم الموقع وتزيد نسبة زياراته من الداخل والخارج.
سياحة للجميع
بدوره اتفق السيد محمد سالم الدرويش مع سابقيه وأضاف: يجب أن تكون المشاريع السياحية متاحة للجميع لاسيما فيما يخص الأسعار، وقال: معظم المرافق السياحية الساحلية في البلاد ترفع أسعار السلع أضعافا مضاعفة عن سعرها الطبيعي في الأماكن الأخرى، فمثلاً علبة المياه بقيمة ريال واحد في جميع الأماكن بينما في المقاهي أو حتى الأكشاك التي توضع في مواقع سياحية سواء ساحلية أو غيرها يزيد سعرها عشرة أضعاف عن السعر الطبيعي، وهذا يدفع الكثير من الزوار إلى إحضار احتياجاتهم معهم من خارج المنطقة السياحية لتجنب دفع تكاليف إضافية مما يسبب ركودا في المشاريع القائمة هناك، كما أنه يقلل نسبة الزيارات إلى تلك المواقع. وحول نوعية المشاريع أشار الدرويش إلى ضرورة تدعيم الشواطئ بمرافق سياحية مثل شركات الأنشطة البحرية والرحلات في اليخوت والمطاعم والمقاهي وغيرها، وحتى الكورنيش سواء في الدوحة أو المناطق الشمالية تحتاج إلى مثل هذه الأنشطة لخلق منافسة بين الشركات، مما ينعكس على جودة الخدمات وانخفاض الأسعار. موضحاً أن المواقع الساحلية أو المواقع المؤهلة لتكون وجهة سياحية يجب أن تكون ذات تنوع غني وتضم جميع مقومات السياحية، فمثلا المطاعم يجب أن تكون مطاعم متنوعة لا مطعماً واحداً يقدم أصنافا معينة، وكذلك التنوع في المرافق الأخرى سواء المقاهي أو الشركات التي تقدم أنشطة بحرية، فتتنوع بين الرحلات إلى داخل البحر والدراجات المائية، وخصوصاً الرحلات إلى المواقع ذات الأهمية مثل مواقع قرش الحوت.