

على الرغم من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان، إلا إن لبنان يبقى بطبيعته الساحرة الخلابة وشعبه المحب للحياة، الوجهة المفضلة لدى السياح العرب والأجانب، وأبنائه المغتربين المنتشرين في غالبية دول العالم.
وتعتبر السياحة في لبنان ذات أهمية كبيرة، إذ تعد من أبرز مصادر الدخل الوطني، إلى جانب مساهمتها في تنشيط القطاعات الأخرى مثل الفنادق والمطاعم والنقل السياحي.
وأشارت توقعات رسمية هذا العام، إلى أن حوالي مليوني شخص سوف يزورون بيروت خلال هذا الصيف، وسط تقديرات بأن يحقق موسم السياحة الواعد إيرادات بقيمة 6 مليارات دولار مقارنة مع أكثر من مليون ونصف سائح الصيف الماضي بإيرادات 4 مليارات دولار.
وفي هذا السياق أكد زياد المكاري وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن السياحة تعتبر الرافد الأول للاقتصاد اللبناني في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، لافتا إلى أن جزءا كبيرا من الاقتصاد اللبناني مرتبط بالسياحة.
وأعلن عن إقامة عدد كبير من المهرجانات لهذا الصيف من أجل تشجيع السياح العرب والأجانب والمغتربين لزيارة لبنان.
واعتبر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية في تصريحه لـ/قنا/، أن السياحة هي أهم حافز لعودة العديد من المغتربين اللبنانيين إلى لبنان هذا الصيف، إلى جانب كون السياحة تساهم في تشغيل المؤسسات السياحية من مطاعم ومنتجعات وبيوت ضيافة.
وأكد المكاري على ضرورة انتظام عمل المؤسسات في لبنان وأولها انتخاب رئيس للبلاد، بما يساهم في عودة الاستقرار السياسي والاقتصادي إلى لبنان ويشجع المزيد من السياح على زيارة لبنان.
ويعتبر لبنان وجهة سياحية جميلة ومتنوعة، تتميز الطبيعة فيه بمناظرها الخلابة وتاريخها الغني.. ويمكن للسياح الاستمتاع بالشواطئ الساحرة، والتزلج في الجبال، وزيارة المدن التاريخية مثل بيروت وصيدا وبعلبك وطرابلس. كما يتمتع لبنان بثقافة فريدة ومأكولات شهية، وتعتبر السياحة في لبنان تجربة رائعة للمسافرين الباحثين عن مزيج بين الجمال الطبيعي والتراث الثقافي.
ويؤكد مراقبون أن قطاع السياحة الواعد يساهم في تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تلقي بثقلها على اللبنانيين حيث يعاني لبنان أزمة اقتصادية ومعيشية، وصنف البنك الدولي الأزمة اللبنانية من بين العشر أسوأ أزمات، وربما من بين الثلاث الأسوأ عالميا منذ القرن التاسع عشر، في حين كشفت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) في تقرير لها مؤخرا عن ارتفاع نسبة الفقر في لبنان إلى أكثر من 82 بالمائة بين السكان.
وأعرب مسؤولون في لبنان عن يقينهم بأن يشهد لبنان موسما سياحيا واعدا يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، حيث توقع وليد نصار وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية في تصريح له، أن يستقبل لبنان خلال الموسم السياحي الحالي مليوني مغترب وسائح، سيساهمون في تحريك العجلة الاقتصادية.
ونوه الوزير نصار بالحملات السياحية للوزارة التي انطلقت تحت عناوين شتى منها /أهلا بهالطلة/، والتي تساهم بشكل مباشر في حث اللبنانيين في بلاد الانتشار والسياح الأجانب على القدوم إلى لبنان.
وأكد وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية على جهوزية القطاع السياحي، وأن يساهم بشكل كبير في إظهار الصورة الحقيقية والجميلة للبنان وبالتالي تحفيز السياح والمنتشرين على زيارة الوطن والتمتع بالسياحة.
ومن جهته قال أحد منظمي الجولات السياحية في لبنان وصاحب فكرة "لبنان جنة" لـ/قنا/، إن فكرته، التي بدأت منذ العام 2019، تزامنا مع بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان جاءت من أجل إظهار طبيعة لبنان الخلابة بمعزل عن الصورة النمطية في ظل أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان، حيث يقوم بتنظيم جولات سياحية في أنحاء لبنان.
وأشار إلى أنه يسعى جاهدا لخدمة بلده والترويج للسياحة فيها، لافتا إلى أن جائحة كورونا التي بدأت في العام 2020 كانت فرصة له لزيارة كافة المناطق اللبنانية من شماله إلى جنوبه وتصوير جولاته في الطبيعة وعرضها من خلال صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع مصورة تروج للسياحة في لبنان، حتى من غير اللبنانيين والذين يسعون جاهدين لتسليط الضوء على الأماكن السياحية في لبنان والترويج لها وإظهار تلك الطبيعة الخلابة، إضافة إلى ما تعج به الأسواق المحلية والصناعة الوطنية والمراكز التجارية.
وأكد أحد المسؤولين اللبنانيين أن القطاع السياحي جاهز تماما لموسم الصيف، وقد تم افتتاح وإعادة افتتاح أكثر من 250 مرفقا سياحيا من فنادق وبيوت ضيافة ومنتجعات سياحية ومطاعم.
وتوقعت مصادر في القطاع الاقتصادي لـ/قنا/ أن تكون الايرادات السنوية للسياحة في لبنان أكثر من 6 مليارات دولار، أي بزيادة مليارين عن السنة الماضية، حيث كشفت أرقام الحجوزات لموسم الصيف الحالي وجود ارتفاع كبير مقارنة مع تلك التي سجلت خلال الموسم السابق، إضافة إلى مزيد من التنوع في جنسيات السياح القادمين إلى البلاد.
وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع نسبة الإشغال في الفنادق، مما أعاد نمو السياحة في لبنان بعد سنوات من تراجعها، بسبب تداعيات جائحة كورونا /كوفيد-19/، إضافة إلى عزوف السياح العرب عن القدوم إلى لبنان لأسباب مختلفة.
ويؤكد مراقبون أن تدني سعر صرف العملة اللبنانية (الليرة) مقابل الدولار الأمريكي ساهم في اختيار السياح للبنان لقضاء فصل الصيف، حيث تشير الأرقام إلى حركة سياحية كثيفة مقارنة بالأعوام السابقة.
ويعمل القطاع السياحي في لبنان في ظروف صعبة لتخطي فترات الركود الطويلة التي عانى منها سابقا، بسبب جائحة كورونا وبسبب الأزمات الاقتصادية والمالية التي تعانيها البلاد، ويسعى إلى تأمين الاستمرارية من خلال الموسم السياحي الصيفي الناشط.
ويتميز لبنان بطبيعته الخلابة وقرب الساحل من الجبل ومناخه المعتدل وتنوعه الثقافي والتاريخي كنتيجة للحضارات المختلفة التي مرت عليه، مما جعله مقصدا للسائحين العرب والأجانب، فهناك العديد من الآثار الإغريقية والرومانية الباقية، والحصون والقلاع العربية والبيزنطية والصليبية، والكهوف الكلسية، والكنائس والمساجد التاريخية، والشطآن الرملية والصخرية، ومنتجعات التزلج الجبلية، بالإضافة إلى المطبخ اللبناني المشهور عالميا.
