«QNB» يتوقع تدفقاً كبيراً لرؤوس الأموال نحو الأسواق الناشئة

alarab
اقتصاد 09 يونيو 2024 , 01:15ص
الدوحة- قنا

توقع بنك قطر الوطني «QNB» تزايدا كبيرا في تدفق رؤوس الأموال صوب الأسواق الناشئة، خلال الأرباع المقبلة، في حال شهدت الأوضاع المالية العالمية تيسيرا على خلفية ارتفاع الثقة بشأن استمرار تراجع التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد البنك في تقريره الأسبوعي أن صمود هذه الأسواق يدعم تدفقات رؤوس الأموال، حيث ظلت التدفقات صامدة في مواجهة عمليات إعادة التسعير القوية لعائدات سندات الخزانة الأمريكية، وكان ذلك مدعوما من خلال التحول المتوقع في التوقعات بشأن فروق النمو بين الولايات المتحدة والأسواق الناشئة، وبداية دورة التصنيع العالمية التوسعية، والأسس القوية.
وأشار التقرير إلى أن العام الجاري بدأ بنظرة إيجابية لأداء الأسواق الناشئة في 2024، فقد أدى الانتقال إلى تيسير السياسة النقدية، الذي اعتمده البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في أواخر العام الماضي، عندما تم تقديم توجيهات مسبقة لخفض أسعار الفائدة لأول مرة، إلى ارتفاع معنويات المستثمرين على مستوى العالم، وأدى هذا الأمر، إلى جانب صمود معدلات النمو العالمي والانخفاض السريع في معدلات التضخم، إلى تغير سلوكيات تجنب المخاطر التي كانت سائدة في 2022 وفي جزء من 2023.
وأضاف، دفعت هذه الخلفية الاقتصادية الإيجابية رؤوس الأموال العالمية نحوها، ووفقا لمعهد التمويل الدولي، شهدت تدفقات محافظ غير المقيمين إلى الأسواق الناشئة، والتي تمثل حصص المستثمرين الأجانب في الأصول العامة المحلية، تحولا كبيرا من المنطقة السلبية إلى الإيجابية في أواخر 2023، وأدت هذه التدفقات إلى انتعاش السوق الذي انعكس في الارتفاع القوي للعوائد عبر مختلف فئات الأصول من المستويات المتدنية المسجلة في أكتوبر 2023، بما في ذلك مكاسب بنسبة 17.6 بالمائة في الأسهم (مؤشر MSCI للأسواق الناشئة)، و13.9 بالمائة في السندات (مؤشر جي بي مورغان العالمي لسندات الأسواق الناشئة).
ورغم المفاجآت السلبية المرتبطة بالتضخم، استمرت التدفقات والعوائد القوية حتى بعد التعديل الكبير للتوقعات المرتبطة بانتقال الاحتياطي الفيدرالي إلى تيسير السياسة النقدية، وتم تقليل توقعات خفض أسعار الفائدة في 2024 ما يقرب من 200 نقطة أساس إلى أقل من 50 نقطة أساس، ومن شأن إعادة تسعير العائدات الأمريكية جذب رؤوس الأموال من خارج الأسواق الناشئة إلى الولايات المتحدة أو غيرها من الأسواق المتقدمة، ولكن النتيجة لا تزال مختلفة هذه المرة حتى الآن.
وحدد التقرير 3 عوامل رئيسية تدعم التدفقات المرتفعة نسبيا إلى الأسواق الناشئة حتى في ظل الزيادة الكبيرة في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، منها: الاتجاه المتوقع لفروق النمو والتعافي الأولي في قطاع التصنيع العالمي، والتحسن العام في اختلالات الاقتصاد الكلي في الأسواق الناشئة، فضلا عن مصداقية سياساتها الاقتصادية.
أولا، يبدو أن فترة التفوق غير المتوقع في الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة بدأت تتقلص أو تتغير بالكامل، ويتضح ذلك في التحركات الأخيرة لمؤشر سيتي للمفاجآت الاقتصادية، ومنذ بداية العام الجاري ولأول مرة، أصبحت مفاجآت البيانات إيجابية بدرجة أكبر على مستوى العالم وبدرجة أقل بالولايات المتحدة، ما يشير إلى تعديل وشيك لتوقعات النمو، وهو ما سيرجح كفة الأسواق الناشئة على الولايات المتحدة، ومن المفترض أن يؤدي الأداء الاقتصادي النسبي الأقوى في الأسواق الناشئة إلى تدفق المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية نحوها.
ثانيا، من المتوقع أن يكون قطاع التصنيع أكثر دعما للأسواق الناشئة والاقتصاد العالمي باستثناء الولايات المتحدة خلال الأشهر المقبلة، فبعد ركود قطاع التصنيع العالمي، الذي كان عميقا واستمر لفترة طويلة منذ 2022، بدأ تحول إيجابي نحو التوسع. وكان مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع العالمي، قد وصل لأدنى مستوى في يوليو من 2023 ثم تحسن، وتحول النشاط إلى مرحلة التوسع منذ فبراير 2024.