أكد سعادة الدكتور كريستيان تيودور، سفير الاتحاد الأوروبي لدى دولة قطر، أن «الاتحاد» شريك موثوق، يستثمر في حلول طويلة الأمد مع أصدقائه في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك قطر. وشدد، خلال حفل استقبال دبلوماسي أقامته بعثة الاتحاد لدى الدولة في الدوحة، بمناسبة يوم أوروبا 2025، وإحياءً لذكرى إعلان شومان الذي مهد الطريق لتأسيس الاتحاد الأوروبي، على استمرار التزام الاتحاد الأوروبي بمواجهة التحديات العالمية.
وجمع الحفل نخبة من أعضاء السلك الدبلوماسي وممثلين عن وزارة الخارجية، وبحضور سعادة الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد آل ثاني وزير المواصلات، إلى جانب شركاء بارزين من مختلف الجهات الحكومية في الدولة.
وقال سعادة السفير: «يوم أوروبا ليس مجرد احتفال بالتاريخ، بل هو تذكير حي بالتزامنا المشترك بالحوار والسلام والتعاون. وبينما يشهد العالم تزايدًا في التحديات والانقسامات، يبقى الاتحاد الأوروبي شريكًا موثوقًا ومبدئيًا، يستثمر في حلول طويلة الأمد مع أصدقائنا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك هنا في قطر.»
كما أشار سعادته إلى أن احتفال هذا العام يعكس استمرار التزام الاتحاد الأوروبي بمواجهة التحديات العالمية، لا سيما في ظل بيئة دولية متقلبة، من خلال تعزيز جهود بناء السلام، ودعم الاستقرار الإقليمي، وتعزيز القدرة الاقتصادية على الصمود، ومواصلة العمل الطموح في مجال مكافحة تغير المناخ.
وأضاف أن عام 2025 يشهد متابعة تنفيذ النتائج العملية التي تم الاتفاق عليها خلال أول قمة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، والتي عُقدت في أكتوبر 2024 في بروكسل برئاسة قطرية لمجلس التعاون. وشكلت المناسبة فرصة للاحتفاء بالقيم التي يجسدها الاتحاد الأوروبي: السلام، الشراكة، والوحدة في التنوع، مع تعزيز العلاقات الوثيقة بين الاتحاد الأوروبي ودولة قطر.

تخليد السلام
و»يوم أوروبا» هو احتفال سنوي يُقام في 9 مايو من كل عام لتخليد السلام والوحدة في أوروبا، ويُعتبر رمزًا لتأسيس الاتحاد الأوروبي.
ويرتبط هذا اليوم بإعلان شومان، وهو بيان ألقاه وزير الخارجية الفرنسي روبرت شومان في 9 مايو 1950، والذي يُعد اللبنة الأولى لتأسيس الاتحاد الأوروبي.
وتم اعتماد 9 مايو كـ»يوم أوروبا» رسميًا في اجتماع المجلس الأوروبي في ميلانو عام 1985، تكريمًا لإعلان شومان. وتُقام فعاليات متنوعة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خاصة في بروكسل، مقر الاتحاد، مثل المعارض والحفلات الموسيقية وفتح أبواب المؤسسات الأوروبية للجمهور.
ويُحتفى بهذا اليوم لتعزيز التضامن والوحدة الأوروبية، ويُشار إليه أحيانًا بـ»يوم شومان» أو «يوم أوروبا الموحدة». ويُرفع علم أوروبا خلال الاحتفالات كرمز للوحدة.
ويُلقب روبرت شومان بـ»أبو أوروبا» لدوره الرائد في وضع أسس الوحدة الأوروبية، وكان عضوًا في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي، وشهد الحرب بنفسه، مما عزز إيمانه بضرورة السلام والتعاون.
وأصبح أول رئيس للبرلمان الأوروبي عام 1958، وسُمي حي في بروكسل يضم مؤسسات الاتحاد باسمه تكريمًا له.