المدير التنفيذي لـ «ساس» في حوار مع «العرب»: مزايا وحوافز مميزة للاستثمارات الأجنبية في قطر

alarab
اقتصاد 09 مايو 2022 , 12:15ص
محمد طلبة

أكد السيد تايفون توبكوتش - المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا وآسيا الوسطى في شركة ساس العالمية للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات أن السوق القطري يقدم مزايا وحوافز للشركات الأجنبية المتواجدة فيه، من خلال توفير المناخ الاستثماري المناسب والبنية الأساسية لنمو أعمال هذه الشركات.
أضاف تايفون في حديث مع «العرب» أن هدف «ساس» هو دعم الجوانب الأساسية في رؤية قطر الوطنية 2030، والمتمثلة في مساعدة البلاد في تسريع التنمية الاقتصادية ومواكبة المستوى المعيشي المرتفع الذي يعيشه الشعب القطري والمقيمون في الدولة وذلك بطريقة مستدامة. وقال: لدينا في «ساس» خطط توسّع في الدولة، تركز على الاستمرار في الحفاظ على التميز في دعم العملاء الحاليين، وتنمية الأعمال في جميع القطاعات الحيوية، كالحكومة وتجارة التجزئة والخدمات المصرفية والرعاية الصحية والنقل والطاقة والاتصالات.

تعزيز قدرة الاقتصاد القطري
وحول دور الشركة في دعم قطاع تكنولوجيا المعلومات يقول تايفون: لقد أصبحنا أكثر استعدادًا لتعزيز قدرة الاقتصاد القطري التنافسية ودعمه في مساعي تنويع مصادر الدخل، عبر تقديم أحدث حلول الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، والتي تتيحها القدرات الكبيرة والخبرات الواسعة التي نتمتع بها.
وأنشأنا منصة لرفع مستوى الوعي ببرنامج «ساس» الأكاديمي، الذي يُعدّ مبادرة أكاديمية فريدة من نوعها، تتيح للطلبة تعلم تحليلات البيانات واكتساب المهارات التي يمكن أن تساعد في التصدي لتحديات الواقع والتغلب عليها.
 مضيفا: نسعى في سبيل إظهار قدراتنا في مختلف القطاعات وتوجيهها نحو مستقبل مستدام، ونرى أن تنمية أصحاب المواهب الوطنية يجب أن تحتل الأولوية بإكسابهم الخبرة والمعرفة وتمكينهم من الأدوات المناسبة. ونرى أن إعداد الجيل القادم من الأطر والمستخدمين ومده بمهارات المستقبل أمر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد القطري. 

الأولوية للتوسع في قطر 
وأشار إلى أن «ساس» تتمتع بحضور يمتد لما يقرب من 10 سنوات في قطر، التي تُعد من أسواقنا ذات الأولوية في الشرق الأوسط. لقد مكنتنا قدراتنا وخبراتنا وحلولنا التخصصية البارزة من ترك بصمة واضحة في القطاعات الرئيسية، مثل الحكومة والمصارف والمال وإنفاذ القانون والطاقة والكهرباء والرعاية الصحية والنقل والإعلام والاتصالات.
وأضاف: نحن ملتزمون بمواصلة مساعدة الشركات في قطر على إحداث فرق مؤثر في مسيرتها للتحول الرقمي في سبيل تحقيق أهدافها بطريقة مستدامة. ومن المهم في هذه الحقبة الجديدة الحرص على تلبية توقعات العملاء على الأسس التي يحددونها، وهذا بالضبط نوع القدرات التي نساعد عملاءنا على تطويرها باستخدام تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي.
وحول تحديات الواقع الجديد بعد كورونا يؤكد تايفون: عندما اندلعت أزمة الجائحة، بدأت حقبة جديدة من احتياجات العملاء وتوقعاتهم من مختلف العلامات التجارية، فالحاجة إلى استخدام الخدمات والمنتجات في أي زمان ومكان زادت من الضغط الواقع على عاتق الشركات والمؤسسات في مختلف القطاعات، لا سيما البنوك وقطاع التجزئة والاتصالات والحكومة. وقد أدى ذلك أيضًا إلى تسليط الضوء على أهمية التنمية المستدامة في قطاعات الأعمال، والمتمثلة في طريقة تناول الشركات لأعمالها وتلبية احتياجات عملائها. وثمة حاجة لفهم الأهمية الكامنة في ممارسة طرق عمل إبداعية ومستدامة للحد من الأثر المالي وتخفيف الأخطار المستقبلية غير المتوقعة.
نمو الشركات 
وحول دور الذكاء الاصطناعي في نمو الشركات يؤكد المدير التنفيذي لـ «ساس» أن الذكاء الاصطناعي أداة قوية تستخدمها الشركات لإنشاء تجارب فريدة لعملائها. وأن الشركات تحرز عوائد أفضل من استثماراتها التقنية المرتكزة على تجربة العملاء، وذلك بإنشاء فرق متعددة الوظائف، وإدارة عمليات محددة بوضوح، واستخدام تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي.
واضاف إن تقنيات تحليلات البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل معًا لتحليل البيانات المتاحة وتقديم حلول للشركات في شأن التحديات التي تواجهها في سبيل تحقيق رضا العملاء وإثراء تجربتهم مهما اختلفت طرق استفادتهم من الخدمات التي تقدمها الشركات.

وحول اهم التحديات والمشكلات التي يدعم حلولها هذا النوع من التكنولوجيا يوضح تايفون توبكوتش. يعتبر فشل العمل المناخي ثاني الأخطار المحتمل حدوثها على الأمد البعيد وفق تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2021، ما يعني أن التغيرات المناخية تتباين بحسب المناطق الجغرافية وأن التأثيرات تتفاوت أيضًا بين القطاعات. وتمثل محاولات قياس التغير المناخي وترجمته إلى تأثيرات مالية، مع تلبية متطلبات العملاء المتزايدة، تحديًا كبيرًا للشركات. وعليه فإن القطاع بحاجة إلى طريقة لقياس تأثير الميزانية العمومية لسيناريوهات مناخية استشرافية متعدّدة تكون كفيلة بتقييم أنواع الأخطار الجديدة.
مضيف أن تغير المناخ هو جانب واحد فقط من الجوانب المؤثرة في القطاع المالي، وجهود الاستدامة بدأت تحتل أهمية متزايدة على أجندات القيادات التنفيذية، حتى أصبحت هناك تغييرات كبيرة ملموسة. ومن المهم في القطاع المالي أن تكون البيانات والعمليات والحوكمة والسياسات والنماذج والبنية التحتية المناسبة متاحة جميعها لضمان قدرة المؤسسات على قياس الأخطار المادية والانتقالية وإدارتها، وتحديد فرص العمل الجديدة التي ستظهر في ظل توجهنا نحو مستقبل أكثر استدامة. وبإمكان «ساس» مساعدة القطاع المالي على فهم التأثيرات المحتملة لمختلف السيناريوهات المستقبلية من خلال الإدارة القوية للأخطار، وتحليل السيناريوهات وفق مختلف الاحتمالات واختبارات الإجهاد المؤسسي المرنة.
وفيما يتعلق بقطاع الطاقة، الذي يُعد أحد أكبر القطاعات المساهمة في التغير المناخي، إذ يُنتج حوالي 60 في المئة من غازات الاحتباس الحراري. وهناك أعداد متزايدة من الشركات الكبرى والبلديات والجهات الحكومية التي تقدم تعهّدات للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول العام 2050 أو قبل ذلك. لكن معظم هذه التعهدات لا تتضمن تفاصيل كثيرة عن التنفيذ والتكلفة والتأثيرات الأخرى. وتتوقع «آي دي سي» (IDC) أن 40 في المئة من شركات الطاقة سوف تعتمد بحلول العام 2024 نهجًا قائمًا على البيانات لتقييم الأخطار المرتبطة بالمناخ، ما يتيح لها اتخاذ قرارات استثمار رأسمالي أكثر كفاءة. ويمكن لتقنيات «ساس» أن تساعد العملاء على توقع سيناريوهات مختلفة للطلب على الطاقة على مستوى الاقتصاد، مع إكسابهم قدرات التنبؤ على الأمدين القريب والبعيد.

تطوير قطاع النقل 
وبالمثل، يمكن أن يساهم تحسين قطاع النقل مساهمة ملموسة في تقليل زمن المرور وخفض انبعاثات الكربون، ما يضمن ارتفاع جودة حياة السكان. وبالإمكان تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات وتحليلات البيانات على بيانات النقل، للتنبؤ بتدفق حركة المرور واكتشاف الازدحام والاختلال المروري، ومراقبة خدمات الحافلات واقتراحها، وقياس أداء النقل العام في ضوء الطلب.
وقد استطعنا في واحدة من أشد مدن العالم ازدحامًا، أن ننجز مشروعًا تحويليًا لتحليل الازدحام المروري وتحسين الحالة المرورية ورفع القدرة على التنبؤ بها وإدارتها. وقد نجح المشروع في خفض 80.000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهي مساهمة كبيرة في جهود الاستدامة بالمنطقة.

تحليل بيانات قطاع الرياضة 
وحول ما يقدمه الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لقطاع الرياضة يقول تايفون تُعدّ كرة القدم مجالًا واسعًا للاستفادة من تحليلات البيانات، سواء كان ذلك لإدارة اللاعبين أو تحسين تجارب المشجعين أو غير ذلك، والاحتمالات في هذا المجال لا حصر لها. ولسنين طويلة، ظل أداء الرياضة واللاعبين يسترشد بالخبرة وبالتحليل اليدوي لنقاط القوة والضعف. لكن سرعان ما اكتشفت المنظمات والأندية الرياضية أن هذا لا يكفي للوصول إلى جمهور مستهدف واسع أو تحويل غير المهتمين بالكرة إلى مشجعين متحمسين لها، عدا عن تلبية التوقعات المتنامية لعشاق الساحرة المستديرة.
وتتيح تقنيات التحليلات الرياضية من «ساس» المجال أمام أندية كرة القدم لتحويل بياناتها فورًا إلى رؤى واضحة قيمة تساعدها في اتخاذ قرارات أفضل فيما يتعلّق بالتفاعل مع جماهير المشجعين، وأداء اللاعبين، وأداء الخصوم، وتقليل الإصابات، وتوقع توجهات المشجعين، والعثور على فرص رعاية جديدة، وتحسين استراتيجيات الجلوس في المدرجات، وتسعير التذاكر، ومنتجات النادي، والارتقاء بالمرافق، علاوة على تحسين الربحية. ويُعد تحليل هذه البيانات ضروريًا لتمكين اتخاذ القرارات بصورة استباقية.