مؤتمر الحزب الواحد في كوريا الشمالية يفتح أبوابه 5 دقائق فقط
حول العالم
09 مايو 2016 , 07:27م
أ.ف.ب
فتح مؤتمر حزب العمال الواحد الحاكم في كوريا الشمالية أبوابه واستقبل وسائل الإعلام من كل أنحاء العالم اليوم الاثنين لمدة خمس دقائق فقط، في حين يواصل أعماله لتكريس سلطة زعيمه كيم جونج-أون.
وبقي الصحافيون الأجانب الذين تلقوا دعوات لتغطية وقائع المؤتمر الأول لحزب العمال الكوري منذ 36 عاما، على بعد 200 متر من قصر 25 أبريل الذي بدأ فيه 3400 مندوب اجتماعات منذ يوم الجمعة.
لكن المراسلين ألـ 130 دخلوا الاثنين قاعة المؤتمر خمس دقائق فقط.
وخلال المؤتمر السابق الذي عقد في 1980، تمكنت وسائل الإعلام أيضا من دخول القاعة، لكن هذا النوع من الأحداث يبقى نادرا جدا في بلد لا يبدي إلا الحد الأدنى من الانفتاح.
وكان آلاف الرجال الذين تعلو الابتسامات وجوههم، وبعض النساء اللواتي كن يرتدين ثيابا قاتمة، يجلسون جنبا إلى جنب على صفوف من المقاعد الحمر، إلى جانب عسكريين تزينت صدورهم بالميداليات.
وفيما كانت الأنغام الموسيقية تصدح من مكبرات للصوت، وقف الحاضرون وصفقوا بحماسة منقطعة النظير عندما ظهر كيم جونج-أون محاطا بكبار المسؤولين الآخرين على المسرح.
عندئذ أعلن رئيس الدولة الكوري الشمالي كيم جونج-نام الذي يعد منصبه فخريا إلى حد كبير، مجموعة من التعيينات في إطار الحزب، بما في ذلك منح الزعيم الشاب الذي يبلغ الثالثة والثلاثين من العمر لقبا جديدا هو لقب الرئيس.
وقد أخرج الصحافيون بعد خمس دقائق، لكن الاستعدادات لهذا "الاجتياح" استمرت ساعات طويلة.
فالتدابير الأمنية كانت شديدة جدا، واخضع المراسلون لتفتيش دقيق.
وصودرت فترة وجيزة، الهواتف النقالة وأي غرض آخر مشبوه، بما فيها أقلام الحبر من ذوات الريشة المعدنية. ومنعت سلالم المصورين.
وكانت قاعة استقبال رحبة، مزينة بأعمدة من الرخام والشمعدانات وصور الزعيمين السابقين كيم أيل-سونج وكيم جونج-أيل، جد الزعيم الحالي ووالده، تنتظر مندوبي وسائل الإعلام.
وقبل الدخول إلى قاعة المؤتمر، طلب من وسائل الإعلام إلا تصور أفلاما أو تلتقط صورا للملاحظات التي يدونها المشاركون في المؤتمر.
وفي هذه المناسبة، زين وسط بيونج يانج بأعلام الحزب وشعاره المكون من المطرقة والمنجل والريشة التي تمثل العمال والفلاحين والمفكرين.
وعلى غرار جده ووالده قبله، يتمتع كيم جونج-أون بسلطة لا ينازعه إياها أحد على ما يبدو. وفي أي حال، لا يعتبر مؤتمر الحزب مكانا للمناقشات.
ويقول المحللون، إن هذا المؤتمر هو في الواقع تكريس لسلطة الزعيم الشاب الذي لم يتح له، خلافا لوالده، إلا قليل من الوقت للاستعداد تمهيدا لخلافته.
وقد تسلم كيم جونج-أون السلطة في ديسمبر 2011 على إثر الوفاة المفاجئة لكيم جونج-أيل.
ومنذ ذلك الحين، يسعى كيم جونج-أون إلى ترسيخ مرتكزات سلطته. وأبدى قساوة منقطعة النظير حيال الذين اعتبرهم غير موالين في الحزب والحكومة والجيش القوي. وأمر أيضا بإعدام عمه ومرشده السابق جانج سونج-ساك.