عاد الخريطيات سريعاً إلى الدرجة الثانية بعد موسم واحد قضاه بدوري نجوم QNB، ولم يستطع البقاء بين الكبار، وهبط بشكل لم يكن متوقعاً، ليبدأ من جديد صراع ومنافسة العودة والصعود.
هبوط الخريطيات يعتبر مفاجأة لأسباب عديدة، أهمها أنه عاد سريعاً إلى دوري النجوم، ولم يمكث في الدرجة الثانية كثيراً، وبالتالي لم يتأثر كثيراً من الناحية الفنية، لا سيما وقد احتفظ بمعظم عناصره الأساسية.
كما أن الخريطيات، ومن كثرة استمراره بدوري النجوم، قبل أن يهبط الموسم قبل الماضي، اكتسب خبرة كبيرة من اللعب مع الكبار، وبالتالي كان استمراره أمراً متوقعاً، لا سيما أنه في أحد المواسم قدم مستويات جيدة للغاية، واحتل المركز السابع في دوري 2017، وهو أفضل المراكز وأفضل الإنجازات التي حققها، علماً بأن الدوري في هذا الموسم كان يضم 14 فريقاً وليس 12.
يمكن القول إن هبوط الخريطيات الموسم قبل الماضي إلى الدرجة الثانية بدأ بتحقيق إنجاز المركز السابع، حيث بدأت نتائج الفريق تتدهور تدريجياً، وبدأ التراجع إلى الخلف خطوة بعد خطوة، فاحتل المركز الحادي عشر في 2018، ثم إلى المركز الأخير في موسم 2019 ليهبط إلى الدرجة الثانية، ويعود في بداية دوري النجوم للموسم الحالي.
كان من المفترض أن يكون المركز السابع في 2017 دافعاً ليس من أجل البقاء فقط، ولكن من أجل المزيد من المستويات ومن أجل المزيد من التقدم نحو الأمام، أو على أقل تقدير الاحتفاظ بنفس مركزه، وهو ما يحمل الإدارة المسئولية الأولى في الإخفاق، سواء بالتراجع التدريجي ثم الهبوط في 2019، ثم الهبوط مرة أخرى في 2021، حيث كانت الإدارة مطالبة بأداء أفضل وجهد أكبر من أجل مواكبة التطوير الذي وصل إليه الفريق في 2107.
لم تحاول إدارة الفريق التعامل مع التطور الذي وصل إليه الفريق ووصلت إليه الإدارة نفسها، بجلب لاعبين جدد خاصة المحترفين القطريين، وانتقاء محترفين أفضل، حتى يواصل الفريق مشواره.
من يشاهد قوائم الخريطيات هذا الموسم خلال المباريات، وبدون ذكر أسماء، يكتشف أن معظمها لم يتغير، وهو أمر جميل من أجل التفاهم والانسجام والخبرة، لكن كان يجب مع استمرارية عدد من الأسماء، تطعيم الفريق بوجوه جديدة، وكان يجب البحث عن محترفين أفضل.
الإدارة أخطأت أيضاً؛ لأنه على ما يبدو لم تكن مستعدة للعودة من جديد إلى دوري النجوم، وانتظرت حتى اللحظات الأخيرة حتى تجهز الفريق، فضاع الأمر وهبط الفريق مبكراً، وكان يجب عليها وضع خطط احتياطية وبديلة تحسباً للعودة، ولا تترك الأمور لحسمها بعد الصعود، وقبل بداية الدوري.
الخريطيات مثل فرق كثيرة في حاجة إلى إعادة بناء، وإلى التطوير، وإلى الدعم والبحث عن مدربين قادرين على قيادة الفريق في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها معظم الأندية، سواء في قطر أو خارجها، بسبب جائحة كورونا.