أطلقت وزراة التنمية الاجتماعية والأسرة برنامجها الوطني الشامل -طويل الأمد- «سنة أولى زواج» والذي يهدف إلى تماسك الاسرة وخفض نسب الطلاق في المجتمع القطري والوقوف على أسبابه، وعلاج العوامل المؤدية له.
ويهدف البرنامج الوطني إلى دعم الأسر الناشئة للوصول إلى حياة أسرية مستقرة وناجحة، وتأهيل الأزواج الجدد وكذا المقبلين على الزواج لتخطي عقبات الحياة الزوجية، ورفع حالة الوعي المجتمعي بحقوق وواجبات الزوجين في إطار الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى توطيد أواصر الشراكة بين الأزواج، والمودة والرحمة، وذلك بالشراكة مع مركز وفاق للاستشارات العائلية وصندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية.
من جهتها قالت سعادة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة، «إن برنامج سنة أولى زواج يعد بمثابة تحرك اجتماعي شامل يسير على ضوء الشعار الذي ترفعه الوزارة بأن قطر قوية بتماسك أسرها، ليعمل البرنامج على كافة المستويات التوعوية والعملية والتدريبية، فبرنامج سنة أولى زواج يضم جانبا نظريا تعليميا وتوعويا، بالإضافة إلى الحقائب التدريبية والتطبيقية، بهدف تعزيز قوة وصلابة الأسرة القطرية، وإنجاح مؤسسة الزواج داخل المجتمع المحلي».
وأكدت سعادتها على العمل المشترك الوثيق بين مؤسسات الدولة الخاصة والحكومية، لتعزيز الوضع الاجتماعي للدولة، ورفع حالة الوعي الأسري لدى فئة الشباب فيما يتعلق بالزواج وشروط إنجاحه وتعزيزه، بالإضافة إلى التوعية بالسلوكيات التي يجب على الزوجين التحلي بها، مثل إدارة الشؤون المالية، والحوار المتبادل والمستمر، وكيفية مواجهة الأزمات، وإدارة الضغوط النفسية، وغيرها من المفاتيح الأساسية التي يحتاجها الأزواج وبالتحديد خلال السنوات الأولى من الزواج.
وفي هذا السياق تشير تقديرات جهاز التخطيط والاحصاء ان معظم حالات الطلاق تتم خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج، وأن منها حالات كثيرة وقعت في غضون السنة الأولى.
ويضم برنامج سنة أولى زواج ٤ محاور أساسية تشمل المحور التوعوي التثقيفي، والمحور التدريبي التطبيقي، ومحور الاستشارات، والمحور الإبداعي المسؤول عن جذب الشباب من الجنسين للتوعية بخطط النجاح والعبور الآمن من السنوات الأولى للزواج.
كما يعمل البرنامج على الاستثمار في البحث العلمي والبحوث الميدانية والاستقصائية، لدراسة قضايا الزواج والطلاق في المجتمع القطري، بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص، بهدف فهم جذور قضية الطلاق وأسبابها، ومن ثم رسم السياسات الداعمة لإحداث التغيير المجتمعي.
ويضم برنامج سنة أولى زواج منصة رقمية تجمع بين المحتوى الإلكتروني والتدريبات العملية، وتعنى بتأهيل المقبلين على الزواج وتزويدهم بمحتوى علمي من قبل مجموعة من الخبراء والمختصين، وإكساب الشباب المعارف والمهارات والقيم التي تمكنهم من تأسيس أسر مستقرة ومتماسكة، مما سينعكس بشكل عام على خفض نسب الطلاق.
ويستند برنامج سنة أولى زواج على مبادئ الشريعة الإسلامية وقانون الأحوال الشخصية، ليشمل ١٥ ساعة تدريب يخوضها المشاركين في البرنامج.
وقد اعتمد القائمون على البرنامج من فريق عمل وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة على ٣٠٠ مرجع علمي و١٥٠ رسالة ماجستير خلال تصميم محتوى برنامج سنة أولى زواج، ليكون بذلك البرنامج الأكثر شمولا ومصداقية على الصعيد الوطني.
والجدير بالذكر أن وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة تقييم حاليا مجموعة أنشطة مختلفة وفعاليات توعوية في المجمعات التجارية ضمن برنامج سنة أولى زواج، وذلك في مجمع دوحة فيستفال سيتي، وقطر مول، وفاندوم مول، وتشمل الأجنحة نوافذ تثقيفية ومجموعة أنشطة وألعاب تعزز مفاهيم التكامل والترابط والتعاون بين الأزواج.