أكد قادة دول وخبراء دوليون أن العالم أضحى في حاجة إلى تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي والمعرفة المحلية لمواجهة تنامي تحديات الأمن الغذائي التي من شأنها تهديد الاستقرار العالمي، وذلك خلال إحدى جلسات اليوم الافتتاحي لقمة «إرثنا» 2023، التي تنظمها مؤسسة قطر في مشيرب قلب الدوحة.
وأبرز فخامة السيد هاكايندي هيشيليما، رئيس جمهورية زامبيا، خلال جلسة بعنوان «التحديات العالمية للأمن الغذائي: المعرفة المحلية وآليات تطبيقها»، أن العالم لا يُمكنه استبعاد الأساليب الزراعية التقليدية، وأن المعارف المحلية التقليدية ينبغي أن تبقى ركيزة أساسية يجب الاعتماد عليها في تأطير السياسات الحديثة.
وقال: «عرف شعبنا كيفية استغلال الأراضي، وكيفية التنبؤ بحالة الطقس، وما إذا كانت السنة القادمة قد تأتي بالفيضان أم الجفاف، وما المحاصيل التي توائم المناطق شبه القاحلة. وخلال سعينا في الوقت الحاضر لإنتاج المزيد من المنتجات الغذائية ومعالجة تداعيات التغير المناخي، نحتاج أيضًا إلى الاستعانة بتلك المعرفة المحلية في سعينا هذا، بما سيمكننا من الاستفادة من هذا الزخم التاريخي والموروث المعرفي وملاءمته مع التقنيات الحديثة وحجم الانتاج المنشود».
وأضاف:»يُعد الأمن الغذائي جزءًا ضروريًا لتحقيق الأمن القومي الإقليمي والقاري والعالمي، وبدونه نُعرض عالمنا لحالة من انعدام الاستقرار - نحن في غنى عنها».
وأوضح فخامة الرئيس جوليوس مادا بيو، رئيس جمهورية سيراليون، أن أساليب الزراعة المحلية تحتفظ بقيمتها الثمينة، لكننا نسينا ذلك أو أهملناه، أو بالأحرى عمدنا إلى استخدام تقنيات جديدة قادرة على تدمير مثل هذه الأساليب التقليدية».
أردف: «يمكن للتكنولوجيا أن تساعدنا في تحقيق قفزة نوعية من حيث حجم الإنتاج الزراعي دون تلويث بيئتنا، لكننا نحتاج أيضًا إلى الحفاظ على أساليبنا التقليدية».
وتطرقت البارونة باتريشيا اسكتلندا، الأمينة العامة للكومنولث، في كلمتها إلى أحد الأمثلة التي تسلط الضوء على أهمية المعرفة المحلية التقليدية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في الحاضر، والمتمثلة في استخدام سريلانكا منذ القدم الآبار لريّ الأراضي في أوقات الجفاف. وقالت: «في ظل اندفاعنا الحالي، نكون ربما تجاهلنا ما عرفه السكان الأصليون على مدى سنوات عديدة.
وأضاف آن الأوان لإظهار الاحترام والتقدير للمعرفة المحلية التقليدية، إلى جانب الحديث منها أيضًا. فبالرجوع إلى تجليات المعرفة التقليدية يمكننا أن نتطور تقنيًا، كما أن الوقوف على هذه المعرفة يعد أيضًا فرصة للاستفادة من ماضينا ومستقبلنا، بما يحقق النفع للجميع».
وقال جاي شروف، الرئيس التنفيذي العالمي لشركة UPL Ltd .، وأحد المتحدثين المشاركين في الجلسة، فقد أكد من جانبه على أهمية «مرونة المزارع وقدرته على الصمود»: «لا يوجد أمن غذائي بدون مزارعين مرنين، ولا توجد طريقة يمكنهم من خلالها توفير الغذاء للعالم إذا لم يتمكنوا هم أنفسهم من إطعام عائلاتهم».
الجدير بالذكر أن عددًا من مندوبي البلدان المشاركين في فعالية «إرثنا: مركز لمستقبل مستدام»، التابع لمؤسسة قطر، إلى جانب شركاء آخرين، جددوا التأكيد على التزامهم بتعزيز سلاسل إنتاج الغذاء وتخزينه وتوريده على مستوى جميع أنحاء دول العالم النامية. وأعلنوا في هذا الصدد عن خطط لتطوير برنامج خاص بالأمن الغذائي لتعزيز مرونة سلسلة الإنتاج الغذائي بين البلدان المنتجة والمستوردة في إفريقيا والهند وأمريكا اللاتينية.