واشنطن «قلقة» من إطلاق إيران صاروخين باليستيين

alarab
حول العالم 09 مارس 2016 , 04:47م
أ.ف.ب
أجرت إيران سلسلة تجارِب جديدة لصواريخ باليستية، أثارت "قلق" واشنطن التي تأسف لأن طهران لم تغير سياستها بعد الاتفاق التاريخي، حول برنامجها النووي.

ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية وموقع الحرس الثوري، فإن هذه التجارِب التي تمت في إطار المناورات العسكرية الجارية منذ عدة أيام، ترمي إلى إثبات أن إيران مستعدة "لمواجهة أي تهديد للثورة وللنظام ووحدة أراضي البلاد".

وأطلقت عدة صواريخ موجهة قصيرة ومتوسطة المدى "من 300 إلى ألفي كم" في عدة نقاط من الأراضي الإيرانية، معظمها من قواعد تحت الأرض، آخرها الثلاثاء والأربعاء.

وبعد إطلاق صاروخين باليستيين بعيدَي المدى - الأربعاء - صرح قائد الوحدات الجوفضائية، العميد أمر علي حاجي زاده، أن "سبب إنتاج هذه الصواريخ هو التمكن من ضرب خصومنا في مواقع بعيدة"، خصوصا "النظام الصهيوني" في إسرائيل.

ووفقا لوكالتي فارس وتسنيم القريبتين من الحرس الثوري، كانت الصواريخ تحمل عبارة "يجب إزالة إسرائيل من الوجود".

وأعلن المسؤول الثاني في الحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي، الأربعاء، قائلا: "تم إطلاق صاروخي قدر-أتش وقدر-أف، اليوم، ودمرا الأهداف والمواقع المحددة"، على الساحل الجنوبي الشرقي لإيران.

وتأتي هذه التجارِب متزامنة مع وجود نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في إسرائيل، حيث بحث ملف إيران مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكان نتنياهو قد أدان - بشدة - الاتفاق النووي المبرم في 14 من يوليو 2015، بين الدول العظمى وبينها الولايات المتحدة، وإيران، حول برنامجها النووي.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في 17 من يناير فرض عقوبات جديدة مرتبطة ببرنامج إيران للصواريخ الباليستية. وهي عقوبات أحادية منفصلة عن العقوبات الدولية المرتبطة ببرنامج إيران النووي، التي رُفِعَ قسم كبير منها مع بَدْء تطبيق الاتفاق في منتصف يناير.

وقال أمر علي حاجي زاده: "كلما زاد خصومُنا العقوباتِ، كلما كان رد فعل الحرس الثوري قويا".

وعرض التليفزيون الرسمي مشاهد لقواعد تحت الأرض تخزن فيها الصواريخ. ومطلع يناير بث أيضا مشاهد لصواريخ يصل مداها إلى 1700 كم. وقال الجنرال سلامي: "ليس لدينا حيز كاف لتخزين صواريخنا".

وفي أكتوبر أجرت إيران تجرِبة واحدة ناجحة على الأقل لهذا النوع من الصواريخ، وبحسب خبراء في الأمم المتحدة ينتهك ذلك القرار 2010 الذي يحظر استخدام طهران لصواريخ باليستية خشية من أن تحمل رؤوسا نووية.

ونفت إيران على الدوام أن تكون ساعية لحيازة السلاح النووي، وتؤكد أن صواريخها غير مصممة لنقل مثل هذا النوع من القنابل.

لكن الولايات المتحدة ودول المنطقة - وبينها دول الخليج وإسرائيل - "قلقة" من قدرات إيران المتعلقة بالصواريخ الباليستية، حسب ما أعلن الجنرال لويد أوستن رئيس قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ.

وقال: "تبقى إيران اليوم عاملا يزعزع استقرار الشرق الأوسط، بشكل كبير".

من جهتها أكدت الخارجية الأميركية، أن واشنطن سترفع القضية إلى مجلس الأمن، إذا تبين أن إيران أجرت تجارِب نووية.

لكن المتحدث باسمها جون كيربي أكد أن هذه التجارِب "لا تنتهك" الاتفاق حول النووي.

وبحسب الجنرال أوستن فإن دول المنطقة "قلقة أيضا لقدرات إيران الإلكترونية وإمكاناتهم في زرع ألغام في المضائق وأنشطة فيلق القدس (المكلف بالعمليات الخارجية) في الحرس الثوري".

وأضاف: "هناك عوامل عدة تدفعني شخصيا إلى الاعتقاد أن إيران لم تغير بعد الاتجاه" لانتهاج سلوك "أكثر مسؤولية".
         /أ.ع