فاطمة الحيدر: صالة رياضية مصغرة في بيتي.. وبرنامج خاص لعائلتي في الحديقة
سالي محمد: اشتريت أدوات رياضية منذ بدء الأزمة.. وتعودت عليها
غادة حامد: أمارس المشي بالمجمع السكني.. والجائحة غيّرت نمطي الرياضي للأفضل
لقد طال التغيير بسبب أزمة كورونا جميع أنماط حياتنا، ليصل إلى فعاليات الاحتفال باليوم الرياضي هذا العام، ففي ظل الإجراءات الاحترازية التي تتبعها الدولة للحد من انتشار فيروس «كورونا» بدأ التفكير في تنظيم فعاليات خاصة تحافظ على التباعد الاجتماعي، دون أن يفقد الهدف من اليوم الرياضي حضوره بين الناس؛ إذ تنظم الجهات المسؤولة فعاليات عن طريق البث المباشر عن بُعد، تتضمن تمارين رياضية ونصائح صحة وتغذية من خلال مختصين رياضيين.
على الجانب الآخر، تفاعل عدد كبير من المواطنين والمقيمين بأفكار خاصة للمشاركة في الاحتفال بالمناسبة، عن طريق ابتكار أفكار منزلية تعزز النشاط البدني بمشاركة جميع أفراد الأسرة، فابتكرت ربات البيوت للأبناء مسابقات لأنشطة رياضية على غرار التي كانت تنظمها الجهات المختلفة في الظروف العادية خلال هذا اليوم. واتجهت أخريات إلى اقتناء المزيد من الأدوات الرياضية للاستمرارية في ممارسة الرياضة، خاصة في ظل غلق بعض الصالات الرياضية أبوابها أمام الجمهور كنوع من الإجراء الاحترازي.
شوط طويل
قالت سالي محمد إنها تمتلك في المنزل مجموعة كبيرة ومنوعة من الأدوات الرياضية التي حرصت على شرائها في بداية الأزمة، ومع قرار إغلاق الصالات الرياضية، مشيرة إلى أنها قطعت شوطاً كبيراً في التعود على ممارسة الرياضة من المنزل، وبالتالي اليوم الرياضي جاء هذا العام والجميع أصلاً لديهم برامجهم الخاصة المنزلية لممارسة الأنشطة الرياضية. وأضافت: «لم يعد صعباً على أي فرد الالتزام بتمارين رياضية احترافية في المنزل، خاصة مع التقدم التكنولوجي، وتوفّر اتصالات صوت وصورة مع مدربتي، التي عادة أتواصل معها مرتين أسبوعياً في حصص رياضية ومستمرة بها حتى الآن؛ لأن لدي طفلة عمرها لا يتجاوز سنة، وأحرص على عدم الاختلاط في الصالات الرياضية العامة كنوع من الإجراء الاحترازي تفادياً الإصابة بالفيروس».
وأشارت إلى أن الاحتفال باليوم الرياضي هذا العام سيتم في ظروف خاصة، ولكن ربما تكون هذه الظروف فرصة لتشجيع عدد كبير على ممارسة الرياضة من المنزل، والاستمرار في ذلك؛ لأن الذهاب إلى العمل يومياً يتسبب في كسل البعض عن ممارسة النشاط البدني خارج المنزل، ومن ثم يجب أن تكون ثقافة ممارسة الرياضة من أي مكان وتحت أي ظروف جزءاً من ثقافة كل شخص، معتبرة أن أزمة كورونا ساهمت في خلق فرص لتغيير عادات كثيرة وتحولها إلى ممارسات صحية سواء على مستوى تناول الطعام الصحي أو زيادة النشاط البدني منزلياً.
أنشطة خاصة لأطفال العائلة
من جانبها، تقول فاطمة محمد الحيدر إنها تملك صالة رياضية في المنزل، وإنها أعددت برنامجاً رياضياً خاصاً بها وبعائلتها الصغيرة في الحديقة المنزلية، مشيرة إلى أنها قسمت البرنامج إلى أنشطة رياضية خاصة بالأطفال مثل ملء المسبح المتنقل للأطفال بالمياه، وجهزت كذلك مسابقات عن تحضير أفضل طبق صحي سيقوم الأبناء بإعداده اعتماداً على مكونات صحية وخلق روح المنافسة بينهم في أمر إيجابي، وترك لهم المجال للبحث على مواقع الإنترنت عن المواد الصحية، وبالتالي تشجيعهم بشكل غير مباشر على معرفة مكونات الأكل الصحي، لربما يصادف ذلك شغف أحدهم والاستمرار عليه.
وأضافت: «جهزت أيضاً فقرات بألعاب رياضية لا تحتاج إلى مساحات كبيرة عند ممارستها مثل رياضة «نط الحبل»، ومن يفوز من الأطفال يحصل على هدايا، فمثلاً تم شراء 3 درجات هوائية للفائزين بالمراكز الأولى الثلاثة بهدف تشجيع الأطفال على المشاركة، وتحفيزهم على الاستمرار في ممارسة الرياضة من خلال الدراجة الهوائية».
أما عن الأنشطة الخاصة بها، فأوضحت أنها كانت تتمرن لمدة طويلة على رياضة « الزومبا» وهي من أهم الرياضات التي تساهم في حرق دهون الجسم بشكل كبير، وأنها ستقدم تمارين خاصة لشقيقاتها في المنزل من خلال الحفاظ على مساحة التباعد فيما بينهن، وستبدأ ممارسة هذه الأنشطة الرياضية الساعة 7 صباحاً حتى يظل هذا اليوم عالقاً في ذهن الجميع بعد انتهاء أزمة كورونا ليبقى ذكرى.
نجاح أسري
وترى غادة حامد ربة منزل أن أزمة «كورونا» ساهمت بشكل كبير في تغيير نمطها الرياضي للأفضل، مشيرة إلى أنها تسكن في مجمع سكني مساحته كبيرة، وتحرص على ممارسة الرياضة يومياً من خلال المشي داخل المجمع خلال ساعات متأخرة من الليل، حرصاً على عدم تواجد أحد في هذه الفترة والاستمرار على المشي يومياً من ٣٠ – ٤٥ دقيقة مما ساعدها في خسارة وزنها ١٠ كيلو.
ونوّهت بأن اليوم الرياضي هذا العام سيشهد ممارسة حقيقية من عدد كبير؛ لأن أغلب الأسر كانت تشارك في فعاليات اليوم الرياضي تاركين الأطفال للجهات التي تنظم الأنشطة البدنية دون مشاركة الأب أو الأم، أما هذه المرة فسيشارك الآباء أطفالهم بأنشطة من ابتكارهم؛ لأن الجميع سيكون إجازة وسيطالب الأطفال بأنشطة منزلية.
وأكدت أن فرصة اليوم الرياضي هذا العام ستكون انطلاقة لمشاركة الأسرة بعضها البعض التمارين الرياضية في المنزل، ومن الممكن أن يكون هذا اليوم الخطوة الأولى لتشجيع الأبناء على الاستمرارية على ممارسة النشاط البدني من المنزل، خاصة أن الطقس ممتاز الآن.
واعتبرت أن ممارسة أنشطة اليوم الرياضي من المنزل هذا العام له جانب مضيء آخر، وهو عدم توجه الأطفال إلى المطاعم لتناول الوجبات السريعة بعد الانتهاء من ممارسة النشاط الرياضي، كما كان يحدث خلال اليوم الرياضي الأعوام السابقة، وأن بدورها كأم ستكون حريصة كذلك على إعداد وجبات صحية هذا اليوم من باب التشجيع على الاستمرارية. منوهة بأنها ستحرص على مشاركة أبنائها لها في إعداد هذه الوجبات، بهدف إطلاعهم على المكونات الصحية التي يجب أن تكون بطعامهم بشكل دائم.
ألعاب على أنغام موسيقية
وقالت علياء الكواري إن زوجها مدرب رياضي، وهذا ساهم بشكل كبير في مساعدتها على التفكير وتطبيق أفكار تفاعلية داخل المنزل لممارسة أنشطة رياضية خاصة بها، وبالأبناء دون الحاجة للذهاب إلى الصالات الرياضية كما كان في السابق، لافتة إلى أن مع بداية أزمة كورونا تم غلق المجمعات التجارية أمام الأطفال، وكان ذلك سبباً قوياً لتشجيع أبنائها على ممارسة الرياضة بشكل أسبوعي كنوع من التخفيف على أنفسهم قلة الخروج أو المشي واللعب.
وعن نشاطها خلال اليوم الرياضي أكدت أن هناك ممارسات رياضية تجذب الأطفال حتى لو كان في ظاهرها مجرد « قفز على أنغام بعض الأغاني»، مشيرة إلى أن تبسيط النشاط البدني للأطفال أمر ضروري؛ لأن الأطفال عادة ما يعزفون عن الرياضة في حال تم تصديرها لهم بشكل جاف خالٍ من اللعب أو الموسيقى المحفزة، معتبرة أن اللعب ببذل مجهود بدني قوي داخل المنزل يعتبر رياضة، ومن ثم شددت على أهمية فهم الأهل لطبيعة أبنائهم وما يحتاجونه ومشاركتهم في ذلك حتى تصبح الرياضة جزءاً من حياتهم وبالتدريج سيصلون إلى المستوى المطلوب.
وختمت قائلة: «اليوم الرياضي هذا العام سيكون أسرياً بامتياز، ومن ثم سيصنع حالة مختلفة عما تعودنا عليه كل عام من حضور فعاليات خارجية، وأنوي تسجيل هذا اليوم مصوراً فيديو داخل المنزل لمشاهدته العام المقبل بعد أن يختفي الوباء إن شاء الله لتذكير أبنائي بأن كل شيء سيصبح أفضل، وأن لا معاناة تستمر مهما طالت».