كسب العنابي بالحلة الجديدة، نصف الرهان في النسخة الخامسة والعشرين من كأس الخليج، بعد الاستهلال المثالي عقب الانتصار المستحق على المنتخب الكويتي بهدفين دون رد ضمن من منافسات المجموعة الثانية من البطولة التي تستضيفها مدينة البصرة العراقية وتستمر حتى 19 الشهر الجاري.
وقد بدد الظهور المقنع للتوليفة الشابة التي اختارها المدرب برونو ميغيل بينيرو لخوض غمار البطولة، الكثير من المخاوف التي انتابت المراقبين والمتابعين قبل المنافسة خصوصا بجزئية الانسجام والتناغم بين العناصر المختارة في ظل اختلاف الأجيال بين لاعبين شباب وآخرين من عناصر أولمبية، مع بعض أصحاب التجارب الكبيرة ممن تواجدوا في قوائم المنتخب الأول خلال رحلة التحضير المطولة لنهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، فكان أن ظهر المزيج بصورة راقية خصوصا من النواحي التكتيكية، ما يؤكد النضج الذي أضحى يعيشه اللاعب القطري بشكل عام، من خلال ما توفره القاعدة الصلبة من التكوين، والتي كرست مبدأ الحفاظ على إرث التطور اللافت جيلا بعد جيل.
ولعل ما يثلج الصدر من خلال رصد ما قدمه اللاعبون في المباراة الأولى، ذلك الحضور القوي لعناصر ربما لم تخضع لاختبارات كبيرة في سابق المواعيد، فلم يرهبها الظهور الأول في بطولة يعرف القاصي والداني مدى الخصوصية الكبيرة التي تحظى بها وتفردها عن غيرها من البطولات كونها ترفض التكهنات المسبقة ما يجعلها دائما حبلى بالمفاجآت، فكان التعامل التكتيكي مع التفاصيل الصغيرة التي تخص المواجهة الأولى، راقيا جدا من قبل عناصر شبابية على غرار عمرو سراج الذي نصّب نفسه نجما للمباراة وأفضل لاعب فيها عن جدارة بمستوى مبهر قدمه اللاعب، هذا إلى جانب الدور الكبير الذي قام به زملاؤه الشباب أيضا مثل تميم منصور مفتاح وجاسم جابر ومحمد وعد، في حين كان أصحاب التجربة، مركز ثقل في الخطوط الثلاثة، كما فعل أحمد علاء في الهجوم وعاصم مادبو في منطقة العمليات وطارق سلمان في الخط الخلفي ومشعل برشم في حراسة المرمى، علما بأن هؤلاء كسبوا الخبرة من كثرة التجارب الكبيرة في سن صغيرة، هذا إلى جانب الثبات الذي كان عليه البدلاء الشباب أيضا أمثال مصطفى طارق وهاشم علي ويوسف عبد الرزاق وخالد منير والبقية.
علي أسد: نطمح بالمواصلة
أعرب علي أسد نجم العنابي عن سعادته الكبيرة بالمستوى الذي قدمه المنتخب في بداية مشوار النسخة الخامسة والعشرين من كأس الخليج، مشيرا إلى أن الانتصار على المنتخب الكويتي كان مستحقا بعدما قدم اللاعبون مستوى راقيا طيلة المواجهة وخرجوا بالنقاط الثلاث التي ستمهد الطريق نحو قادم أفضل.
وقال علي أسد: الحمد لله حققنا فوزا مستحقا في مباراة افتتاحية عادة ما تحظى بالخصوصية سيما في بطولة مثل كأس الخليج، وبالتالي المهمة لم تكن سهلة، لكننا بذلنا جهدا كبيرا وقدمنا المستوى المأمول وحققنا النقاط الثلاث، والآن بتنا نطمح بالمزيد، ونضع نصب أعيننا الوصول إلى المباراة النهائية بإذن الله.
محمد وعد: بداية مهمة
أكد محمد وعد لاعب العنابي أن النقاط الثلاث التي تحققت في بداية مشوار خليجي 25 بالفوز على المنتخب الكويتي، تعتبر في غاية الأهمية، مشددا على أن الانتصار سيشكل دافعا نحو القادم إن شاء الله.
وقال وعد: حققنا ثلاث نقاط مهمة لأن الاستهلال دائما يكون مهما، ذلك أن الانتصار يبعدك عن الضغوط ويمنحك دفعة معنوية كبيرة نحو القادم، قدمنا مستوى كبيرا في المباراة، وسيّرنا المجريات وفق ما أردنا، واستثمرنا الفرص وسجلنا هدفين وكان بالإمكان أن نسجل أهدافا أكثر من خلال الفرص الكثيرة التي خلقناها، لكننا لم نوفق.
أسـلـوب جــديـد
جملة من التحديات عاشها العنابي الجديد قبل البطولة، أبرزها مسألة الانصهار في مجموعة واحدة في ظل وقت تحضيري ضيق منذ أن تم اتخاذ قرار النأي بجل العناصر الأساسية في المنتخب الأول عن القائمة، هذا إلى جانب تطبيق أفكار تكتيكية جديدة جاء بها المدرب برونو ميغيل، تبدو مغايرة تماما عن تلك التي ظل يتبناها المدرب السابق للعنابي وهو الإسباني فليكيس سانشيز، فقد بدا واضحا أن بينيرو ينتهج جرأة هجومية أكبر بمنح اللاعبين حرية أكبر في الانطلاق نحو مناطق المنافس، دون المبالغة في التحفظ، وقد أكد ذلك، النهج الذي لعب به المنتخب أمام الكويت من خلال رسم 4 /3/3 في الناحية الهجومية، و4 /4/2 في الناحية الدفاعية، قبل الاعتماد على سرعة التحولات التي شكلت عنصر المفاجأة للأزرق الذي وجد نفسه متأخرا مرتين قبل أن يكتمل النصف الأول من المواجهة.
ويمكن القول إن الصورة التي قدمها العنابي أمام الكويت، جعلته تحت مجهر رصد كل المدربين خصوصا في المجموعة الثانية، فلن يكون مجهولا بعد الآن، ما يجعل المهمة المقبلة بدءا من المواجهة الثانية أمام المنتخب البحريني، صعبة وتحتاج إلى المزيد من التركيز والجهد للخروج بالنتيجة الإيجابية التي تمهد طريق تحقيق الهدف الأول والمتمثل بتأمين مقعد الدور نصف النهائي، حسبما أكد المدرب في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، عندما شدد على أن الطموح كبير، لكن التعامل سيكون مع المباريات بالقطعة كي تكون كل مواجهة على حدة.
لسنا بصدد بث نوع من فرط الثقة عطفا على مهمة لم تنجز بعد، وبالتالي فإن الانتصار على الكويت وضمان صدارة المجموعة /بفارق الأهداف عن البحرين/ لا يعدو كونه خطوة، وجب أن تتبعها خطوات أخرى.