بعد تألق أسود الأطلس وتأهلهم لربع النهائي.. مونديال 2022 يعيد كتابة تاريخ كأس العالم

alarab
رياضة 08 ديسمبر 2022 , 12:30ص
الدوحة - العرب

يوماً بعد يوم يؤكد مونديال قطر 2022، أنه بدأ في إعادة كتابة تاريخ ومستقبل الكرة العالمية، بعد أن شهد نتائج، وبعد أن شهد مستويات أثارت العالم، وأثارت الجماهير، وفجرت العديد من المفاجآت غير المتوقعة بالمرة. 
ولعل تأهل المغرب كأول منتخب عربي إلى دور ربع النهائي، دليل على التغيير القادم لمستقبل الكرة العالمية، إلى جانب تصدر أسود الأطلس لمجموعتهم بالدور الأول للمرة الأولى، ووجود 4 منتخبات أخرى للمرة الأولى في دور الـ 16 وهي السنغال وكوريا الجنوبية وأستراليا واليابان.
ولعل أيضا النتائج التي قدمتها منتخبات السعودية وتونس والكاميرون واليابان وكوريا الجنوبية ضد الأرجنتين وألمانيا وإسبانيا والبرتغال والبرازيل، مؤشر على التغيير المنتظر في مستقبل اللعبة، لكن الأهم من كل ذلك وأهم من النتائج أيضا، هو المستويات التي قدمتها المنتخبات العربية والآسيوية، فلم يكن انتصارها وليد الصدفة، ولم يكن أداؤها متواضعاً، أو دفاعياً من أجل الخروج بالنقطة وبالتعادل، بل كان أداء فنيا راقيا تفوقوا فيه على الحرس القديم للكرة العالمية 
لذلك لن نستبعد أن نرى نجاحا أكبر وتفوقا أفضل للمنتخبات العربية والآسيوية والإفريقية في مونديال 2026، بعد الدفعة المعنوية الكبيرة التي حصلت عليها هذه المنتخبات في مونديال 2022 والذي سيذكر التاريخ أنه كان سببا رئيسيا في تغيير خريطة الكرة العالمية. 
فالفرق التي تألقت في مونديال قطر سوف تعمل على المزيد من التطور من أجل المزيد من التألق، والفرق العربية التي لم تنل شرف الوصول إلى مونديال 2022، لن تكتفى بمضاعفة جهدها للوصول إلى مونديال 2026 بل ستحاول الاستفادة من النتائج العربية والإفريقية والآسيوية التي تحققت خلاله
في نفس الوقت وبغض النظر عن مستويات بعض منتخبات القمة، كانت هناك منتخبات كبيرة، قدمت مستويات متواضعة لا تتناسب مع اسمها وتاريخها مثل ألمانيا والدنمارك وبلجيكا. 
وحتى بعض منتخبات القمة التي واصلت مشوارها وتأهلت إلى دور ربع النهائي، لم تكن مقنعة وفي مقدمتها المنتخب الهولندي الذي لم يُرضِ الجماهير حتى الآن ولم يُظهر مستواه المعروف والكرة الشاملة التي يقدمها، وفاز وتأهل حتى الآن بفضل عامل الخبرة فقط، بجانب صربيا وأوروغواي وغيرهما من بعض المنتخبات التي لاتزال متواجدة في قلب المونديال ولم تقنع الجماهير بمستواها المعروف.

الملاعب القطرية
هناك أسباب أدت إلى هذا التغيير الذي قد يؤدي إلى تغيير أكبر في مستقبل اللعبة، وفي النسخ القادمة لكأس العالم، ولعل أول وأهم هذه الأسباب إقامة مونديال 2022 على الملاعب القطرية، حيث شعرت الفرق العربية والآسيوية أنها للمرة الأولى في كأس العالم وكأنها تلعب على ملعبها وبين جماهيرها التي زحفت بسهولة ويسر إلى الدوحة عاصمة الرياضة في الشرق الأوسط، ووجدت تسهيلات خيالية في الإقامة وفي التنقل وفي دخول المباريات، وكلها أمور لم تكن متوفرة في النسخ السابقة للمونديال، حيث المسافات البعيدة بين الدول العربية وبين البرازيل التي احتضنت مونديال 2014، أو روسيا 2018 .
الجماهير العربية زحفت خلف منتخباتها في النسخ السابقة من كأس العالم، لكنها لم تزحف لقرب المسافة ولكل هذه التسهيلات، مثلما زحفت في مونديال قطر، ولاتزال تزحف بعد الإعلان عن استمرار زحف الجماهير السعودية على سبيل المثال لمشاهدة باقي المباريات.
كان من السهل على جماهير السعودية وتونس والمغرب، وأيضاً المنتخبات الآسيوية والإفريقية، الوصول إلى الدوحة بأعداد غير عادية بالمرة، وهو ما ساهم في رفع الروح المعنوية للاعبيها، وأزال من نفوسهم الرهبة، ودفعهم للتألق والإبداع أمام أفضل المنتخبات في العالم.

التفوق الفني 
لم تكن الملاعب القطرية السبب الوحيد لكنها السبب الأهم، لأن اللاعب عندما يجد الدعم والمساندة الجماهيرية يبدع ويتألق، وهناك أسباب أخرى مهمة أيضا أهمها الأسباب الفنية والتي تؤكد على أن المنتخبات العربية والآسيوية والإفريقية تطورت بشكل كبير من خلال مباريات هذه المنتخبات وبنسبة كبيرة، كان هناك تفوق ملحوظ في مواجهات الفرق الكبيرة والمنتخبات الأخرى.