انطلقت رسميا مساء اليوم فعاليات "درب الساعي" المقامة ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر ، ويقام هذا العام تحت شعار "مطوعين الصعايب".
واستمتع الحضور بالأغاني الوطنية التي صاحبت رفع العلم الوطني على أرض الدرب إيذانا بانطلاق الفعاليات التي تستمر حتى يوم 20 ديسمبر الجاري.
كما أقيم مسير درب الساعي مساء اليوم، وشاركت فيه الخيول العربية الأصيلة والهجن.
وتم انطلاق فعاليات الدرب بطريقة غير مسبوقة، وذلك من خلال حافلتين مدرسيتين يقودهما الفنانان القطريان القديران صلاح الملا وغانم السليطي، الأولى قديمة، والثانية حديثة ـ في دلالة على التعليم قديما وحديثا، ويلتقيان عند ساحة العلم، حيث يهبط طلبة كلتا المدرستين ويشكلان صفين متوازيين ليشاركوا في مراسم رفع العلم.
ويرجع إطلاق هذا الاسم على الفعالية نسبة إلى "درب الساعي"، وهو الطريق الذي استخدمه المناديب الذين ائتمنهم المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (طيب الله ثراه)، على رسائله وتوجيهاته الداخلية والخارجية، وقد تميز هؤلاء الرجال بالولاء والطاعة والشجاعة والفطنة للقيام بهذا الدور الهام، في أصعب الأوقات وأخطرها.
وتهدف فعاليات درب الساعي إلى تعريف الجيل الحالي بالمواصفات غير العادية للنديب الذي اُختير لأداء هذه المهمة الخاصة التي تتوقف عليها أمور جليلة وقرارات هامة، فالنديب يتحلى بالشجاعة والصبر والجلد والقوة والقدرة على التعامل مع الظروف الشاقة في الصحراء، وضرورة التحرك بسرعة لإيصال الرسائل في الوقت المناسب، وهذه الظروف دفعته ألا يحمل الكثير من الزاد، ويستعيض عن ذلك بقدراته على الصيد، فضلا عن المهارة في ركوب الخيل والهجن ومعرفة طبيعة الدرب الذي يسير فيه، إذ إن الفراسة وتحليل الآثار والأصوات وفهم حركة الرياح والغيوم وغيرها من الظواهر الطبيعية، قد تكون عوامل تزيد من حظوظ أدائه لمهامه بأكبر قدر ممكن من النجاح والفاعلية، كاختيار مطيته أو دابته والإحسان في تربيتها.
وتعد فعاليات درب الساعي فرصة للتعريف بالتراث القطري؛ لما يقدمه من تجسيد حي لحياة الأجداد في كثير من جوانبها، حيث يتعرف زوار الدرب على طبيعة الحياة في البادية، كما يوجد ركن خاص للأكلات الشعبية والمتوارثة جيلاً بعد جيل، والتي كانت جزءاً من حياة الأجداد في قطر قديما.
وفي ذات السياق، يضم درب الساعي، العديد من الفعاليات والأنشطة التراثية، في إطار الاحتفالات باليوم الوطني، إحياء للتراث القطري، وتشارك فيها قطاعات حكومية وغير حكومية ومنها: المقطر؛ (الفريج)، (البدع)، (الشقب)، (النصع)، (الليوان)، (سوق واقف)، (الميز)، (المسير)، (الريل)، (رفع العلم)، (خدمة الوطن)، (جرايد)، (العزبة)، (الدوحة)، (مؤسسة قطر)، (وزارة الصحة)، (مرور قطر)، (الدفاع المدني)، و(وزارة البلدية والبيئة).
وتم اختيار أسماء معظم الفعاليات من الموروث القطري القديم، لما لها من دلالات خاصة تربط الماضي بالحاضر.

م . م