أسبوع حاسم لمستقبل أوكرانيا مع استئناف مفاوضات السلام
حول العالم
08 ديسمبر 2014 , 04:17م
أوكرانيا - أ ف ب
يبدأ الاثنين أسبوع حاسم لمستقبل أوكرانيا مع أول مفاوضات سلام منذ ثلاثة أشهر بين المتمردين وموفدي كييف ودخول هدنة حيز التنفيذ في شرق البلاد الموالي للروس حيث قتل 11 مدنيا في نهاية الأسبوع الماضي.
وفي سياق عملية التنازع بين روسيا والغربيين، شنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هجوما على موسكو واتهمتها "بالتسبب بصعوبات"لجيرانها وفي مقدمتهم أوكرانيا التي تواجه منذ ثمانية أشهر حركة تمرد مسلحة مواليةللروس قالت كييف والدول الغربية إن روسيا تدعمها عسكريا.
وميركل التي تعتبر بالتأكيد المسؤول الأوروبي الذي يحظى بأكبر احترام لدى فلاديمير بوتين، دافعتعن العقوبات الغربية على روسيا، معتبرة أنها الحل "الصائب" على الرغم من الأضرار الجانبية التي لحقت بالاقتصادات الأوروبية.
وتتحرك المستشارة وهي في مقدمة من يبذل الجهود الدبلوماسية الأوروبية في الملف الأوكراني، بالتشاور مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي قام بمحاولة السبت أثناء زيارته إلى موسكو لاستئناف الحوار مع الرئيس الروسي.
والرئيس الفرنسي، وهو أول رئيس غربي يزور روسيا منذ بداية الأزمة الأوكرانية التي أثارت أخطر التوترات في العلاقات بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، ذكر نظيره الروسي بأن الوقت يضيق وبات الوضع يتطلب "نتائج" لا مجرد أحراز "تقدم" في الملف.
ولاحت بوادر أمل في حل النزاع السبت بعد إعلان الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو اتفاقاً مبدئياً حول مفاوضات سلام جديدة الثلاثاء في مينسك، تتزامن مع بداية تطبيق هدنة مفاجئة في الشرق أكدها المعسكران.
ووعد القادة المتمردون باحترام الهدنة الجديدة، لكن شكوكاً لا تزال تحوم حول موعد استئناف المفاوضات في مينسك لأن البعض تحدث عن الثلاثاء، والبعض الآخر عن موعد لاحق خلال الأسبوع.
وتهدف هذه المباحثات إلى تحريك عملية السلام التي بدات في سبتمبر الماضى في عاصمة بيلاروسيا بمشاركة قادة حركة التمرد وممثلي روسياومسؤولي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وأدت إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي لم يلق احتراماً كافياً في نهاية المطاف وأصبح مجرد حبر على روق.
وقال بوروشنكو إن ذلك الاتفاق سيكون "قاعدة لتسوية سلمية" للنزاع. ودعا أيضا إلى اجتماع مجموعة الاتصال حول أوكرانيا "في أقرب وقت ممكن" لتطبيق وقف إطلاق النار الجديد.
وإذا احترمت الهدنة الجديدة التي قررها الطرفان، فأنه يتعين على المعسكرين لاحقاً التموضع وراء خط تماس في مهلة ثلاثين يوما قبل سحب أسلحتهم الثقيلة من الجبهة.
ويجب النظر إلى هذا المبادرات التي ليست الأولى، بحذر لأن الطرفين اعتادا على انتهاك الهدنة بسرعة فور التوقيع عليها حتى أن المعارك بين المتمردين والجيش الأوكراني لم تتراجع حدتها خلال نهاية الاسبوع مخلفة 11 قتيلا مدنياً على الأقل.
وفي دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا، استمر القصف حتى مساء الأحد قبل أن يسود الهدوء ليلا وصباح الاثنين. وما زال مطار دونيتسك الذي أصبح اليوم خرابا، النقطة الأكثر سخونة في المعارك.
ولم يقتصر النزاع المسلح في الشرق على الخسائر البشرية فقط، لكنه نال أيضا من اقتصاد أوكرانيا التي أصبحت تواجه، إضافة إلى الأزمة الخطيرة، تدهور سعر صرف عملتها وفسادا مزمناً.
ويصل وفد من صندوق النقد الدولي، وهو أكبر الجهات الدائنة لأوكرانيا، الثلاثاء إلى كييف ليناقش مع الحكومة الجديدة تطبيق إجراءات واسعة لإعادة الهيكلة الاقتصادية.
والصندوق الذي وعد السلطات بمساعدة مالية قيمتها 27 مليار دولار، يطالب أوكرانيا خصوصا باتخاذ إجراءات تثير الإستياء الشعبي مثل زيادة سعر الطاقة وخفض النفقات الاجتماعية.
ووعد وزيرا الاقتصاد والمالية الجديدان الليتواني ايفاراس ابرومافيسيوس والأميركية ناتالي جاريسكو منذ الآن ب"أكثر الوسائل تشددا" من أجل انجاز هذا العمل.