وزير خارجية تونس: قطر وقفت معنا وقت الشدة ولن ننسى لها ذلك

alarab
حول العالم 08 ديسمبر 2014 , 10:19ص
الدوحة - قنا
أكد وزير الشؤون الخارجية التونسي الدكتور المنجي حامدي أهمية القمة الخليجية التي تنعقد في قطر يومي 9 و 10 ديسمبر الجاري ، وقال إنها " قفزة نوعية للعلاقات الخليجية " .
وعبر الوزير التونسي عن سعادة بلاده بـ"الانفراج" في العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، ووصف علاقات تونس بدولة قطر بانها " تكاد تكون استراتيجية"، وأشاد بالمواقف والمساعدات القطرية الداعمة للشعب التونسي، كما وجه التهنئة لدولة قطر بمناسبة احتفالاتها باليوم الوطني ، وقال إن دولة قطر حققت قفزات تنموية نوعية مذهلة".
وقال في حديث الى وكالة الأنباء القطرية عن زيارته الأخيرة الى قطر خلال الأيام الماضية إنها "تأتي في اطار التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة كدولة قطر، حيث تم مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام
المشترك ، مع معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وسعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية "... كما أكد أن تونس على موقفها الثابت من الأزمة الليبية وهو أن حل الأزمة لا يكون الا من خلال حل سياسي ، وذلك بتشجيع كل الفرقاء الليبيين
لاجراء حوار وتحقيق مصالحة وطنية تؤدي لتسوية سلمية للأزمة الليبية ".
وشدد على أن وجهات النظر القطرية والتونسية متطابقة في هذا الشأن و" هناك نظرة واحدة تجاه الأزمة الليبية وكيفية حلها"، وقال إن " المسؤولين القطريين يؤمنون بأهمية الحل السلمي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الليبية".
وعن العلاقات الثنائية بين البلدين ، قال إن "علاقات دولة قطر وتونس هي على أعلى مستوى في المجالات كافة، تكاد تكون علاقات استراتيجية ، دولة قطر كانت سباقة لمساعدة تونس منذ بداية الثورة (التونسية) ، و قطر قدمت المساعدات لتونس على كل المستويات الاقتصادية والمالية والأمنية، هناك تواصل مستمر في الميادين كافة ، كما ان هناك تعاونا فنيا بين البلدين ، وهناك طلبات قطرية لعاملين في مجال الحرف التونسية ونحن مستعدون لمساعدة قطر بامدادها بعاملين في هذا المجال.
واضاف أن دولة قطر كانت في صدارة الدول التي ساعدت تونس بعد الثورة التونسية ( التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي)، وقد قدمت لنا مساعدات فعلية، وقد ساعدت الاقتصاد التونسي حتى يخرج من أزمته، منوها بعمق العلاقة بين تونس ودولة قطر ، وهي علاقة اخوة وصداقة وتعاون ، " وأؤكد أننا سنسعى لمزيد من العمل لتعزيز هذه العلاقة حتى تبقى استراتيجية المستوى".
وعن أسباب قوة العلاقات القطرية التونسية ، قال وزير الشؤون الخارجية التونسي إن " تونس بدأت مرحلة جديدة في تاريخها ، وعندما يمر البلد بمرحلة جيدة ينظر الانسان الى أصدقائه في وقت الشدة ،
ونحن رأينا كيف وقفت دولة قطر معنا وقفة تاريخية، ولن ينسى الشعب التونسي وقفة دولة قطر معنا في هذه المرحلة التاريخية من تاريخ تونس الحديث، ونحن شاكرون لدولة قطر ، وعلاقاتنا على أعلى مستوى من التعاون ، وبغض النظر عن الاتجاهات السياسية والأحزاب في تونس فان التعامل هو بين دولتين وليس بين أحزاب ، وتعاون دولة قطر مع تونس ثابت بغض النظر عن تبدل الحكومات ( في
تونس) وتغير الأنظمة".
وبشأن نظرة تونس الى القمة الخليجية التي تنعقد في قطر قال سعادته " نحن في تونس سعدنا بانفراج الأزمة بين قطر ودول خليجية أخرى، رحبنا بهذا، ونحن كنا نتوقع حدوث ذلك، وكنا نعتبر ما
حدث في فترة سابقة سحابة ستمر وأن العلاقات بين الأخوة الخليجيين ستعود الى طبيعتها، وأنا متأكد أن العلاقات ستتطور من حسن الى أحسن، و القمة الخليجية في الدوحة تعزز العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، خاصة على مستوى القادة الذين يتمتعون بالحكمة والرصانة، ما
يؤهلهم لتحسين العلاقات وجمع الشمل".
ولفت وزير الشؤون الخارجية التونسي في هذا السياق الى وجود تحديات خارجية تواجه المنطقة ، مشيرا الى "الأزمة في سوريا، ومشكلة " داعش" والأزمة في ليبيا ، واليمن ، ومن شأن كل
ذلك أن يوحد الخليجيين لمواجهة التحديات بنظرة واحدة".
واستطرد قائلا" نحن نشجع التعاون الخليجي ، والتقارب وتعزيز اللحمة بين كل دول الخليج، وفي قوتهم قوة لنا، نحن نستمد منهم القوة، وإن دول مجلس التعاون تعطي دائما المثل في مستوى تعاملها مع بعضها البعض، ونحن ننظر لدول الخليج من هذا المنظور ، ونسأل الله ان يوفقهم"، وشدد على أن " عقد القمة الخليجية في الدوحة سيعطي قفزة نوعية جديدة للعلاقات الخليجية الخليجية، وان شاء الله ايضا للعلاقات الخليجية التونسية".
وبشأن رؤيته لما حققته دولة قطر في ضوء احتفالاتها بذكرى اليوم الوطني قال وزير الشؤون الخارجية التونسي" زرت قطر للمرة الأولى في التسعينات ثم  زرتها مرات عدة، فرأيت قفزة نوعية مذهلة للنمو الاقتصادي وفي البنية التحتية ، في الحقيقة ما حققته دولة قطر يكاد يكون معجزة اقتصادية ، وصحيح
أن الموارد موجودة، لكن الموارد وحدها لا تفعل شيئا ، لابد أن تكون وراءها حكمة وسياسة رشيدة لترشيد الموارد ووضعها وتوظيفها واستثمارها في المكان المناسب ".
وأضاف " أن دولة قطر دولة مثالية، لديها امكانات ولديها رجال وقادة وسياسة حكيمة ونحن في تونس نتمنى لدولة قطر المزيد من النمو والازدهار والرقي ، واتوجه بالتهنئة لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا ،
وان شاء الله نواصل التعاون مع دولة قطر حتى نرتقي بالعلاقات التونسية القطرية الى آفاق أرحب ".
وعن المرحلة الحالية في تونس في ضوء مشهد الانتخابات الرئاسية ، قال " اننا في المرحلة الاخيرة من مرحلة تسمى بالانتقال الديمقراطي ، انا أعتبر ان الانتقال لا يتمثل فقط بالانتخابات ،هناك سنوات أخرى للانتقال، لكن الانتخابات تشكل مرحلة تاريخية للتونسيين، وهي انتخابات شفافة ونزيهة والشعب التونسي قال كلمته في الانتخابات التشريعية ويقول كلمته في الانتخابات الرئاسية، وان شاء الله تضع نتائج الانتخابات تونس على الطريق الصحيح للثورة الحقيقية ، وهي ثورة التنمية ، وثورة محو الفقر وتشغيل الشباب وتحسين الحياة اليومية للشعب التونسي واللتحاق بالدول المتقدمة، وان شاء تكون الثورة التونسية هي ثورة تنمية".
وبشأن مستوى علاقات تونس الخارجية مع دول العالم وخاصة الدول العربية ، قال سعادته " عندما جئنا الى وزارة الخارجية عملنا عددا من المرتكزات و الاولويات الاساسية فركزنا على الدبلوماسية الاقتصادية ، وذلك لدعم النمو الاقتصادي لتونس بتشجيع المستثمرين لكي يستثمروا في تونس، وجاءات زياراتي العديدة الى دول الخليج في هذا الاطار ، ولدينا ايضا الدبلوماسية الامنية ،ونتعاون مع دول الجوار في مكافحة الارهاب والجريمة ، ولدينا مبدأ ينطلق من قاعدة أن تكون لتونس علاقات متينة وقوية مع كل
البلدان الشقيقة والصديقة في اطار المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، واليوم علاقتنا مع كل دول العالم هي علاقة متميزة وممتازة ، لدينا " صفر مشاكل" مع كل دول العالم، هذه هي سياستنا".