ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لكأس العالم 2022: مونديال قطر سيرسم صورة جديدة ورائعة للشرق الأوسط

alarab
رياضة 08 نوفمبر 2022 , 12:41ص
الدوحة - العرب

  أوروبا استضافت كأس العالم 11 مرة وترفض إقامتها في دولة عربية
أكثر من مليون مشجع سوف يتحولون إلى سفراء لقطر عندما يعودون لبلادهم 
  الاهتمام بالعمال كان ضمن رؤية قطر واستضافة المونديال سارع في تطبيقها 
  ملاعبنا صديقة للبيئة وتدفئة ملاعب أوروبا تحتاج إلى طاقة أكبر من التبريد 
 

أكد ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لكأس العالم في قطر 2022 أن قطر لم تعر اهتماما للصحف والوسائل الإعلامية المغرضة التي انتقدت قطر منذ اليوم الأول لحصولها على شرف تنظيم كأس العالم 2022. 
جاء ذلك في حديثه لبرنامج “للقصة بقية» الذي أذيع امس على قناة الجزيرة، في حلقة خاصة بتحقيق كشف كواليس حملات التحريض على استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022، ويوثّق بشهادات حصرية الدوافع وراءها مستندا على وثائق تتبعت جذور الحملات والجهات المرتبطة بها وأسباب ارتفاع وتيرتها قبيل انطلاقة البطولة التي تنطلق 20 الجاري. 

 وقال الخاطر في الحوار ان الاتهامات شملت كل شيء وبدأت بالحديث عن المناخ الحار وعن عدم وجود ارث لاستضافة المونديال، وكلها اتهامات غير صحيحة وبدون ادلة، وانطلقت فقط لعدم رضائهم عن استضافة دولة عربية مسلمة لبطولة كأس العالم علما بان أوروبا استضافت المونديال 11 مرة. 
وأضاف: تعاملنا مع هذه الانتقادات وهذه الهجمات المغرضة بالرد تارة إعلاميا وتارة قانونيا، وهناك انتقادات لم نكن نهتم بها اطلاقا ولا نعيرها أي اهتمام.
واستطرد الخاطر قائلا: الأولوية امامنا منذ حصلنا على شرف التنظيم، كانت في كيفية إنجاح البطولة وإخراج المونديال على اكمل وجه وقد تعودنا على الانتقادات والهجوم منذ 12 عاما. 
واعرب عن اسفه لافتقاد صحف كبيرة المصداقية والشفافية وتحولت الى صحف صفراء وهذه الصحف هي التي لم تكن تستحق منا الرد عليها. 
ونفى الخاطر حقيقة وفاة 6500 عامل في الانشاءات الخاصة بمونديال قطر وقال ان الرقم الحقيقي كان وفاة 3 عمال فقط من عمال المونديال، لكن للأسف الإعلام يركز على الاخبار السيئة ولا يركز على الاخبار الإيجابية. 
وأوضح ان صحيفة (الجارديان) اعتذرت عن الرقم الذي نشرته وهو وفاة 6500 عامل، وقال: لقد حصلوا على الاحصائيات الخاصة بجميع الوفيات في قطر وليس الوفيات التي حدثت في انشاءات المونديال. 
وشدد الرئيس التنفيذي لكأس العالم في قطر 2022 على وجود معايير الصحة والسلامة بين العمال وعلى اعلى المستويات.
 
استراتيجية إعلامية
وردا على سؤال حول كيفية بناء الاستراتيجية الإعلامية قال ناصر الخاطر: الحملة ضد قطر كانت شرسة وكانت هناك بعض الاتهامات نقوم بالرد عليها إعلاميا او قانونيا، وهناك اتهامات لم نعرها أي اهتمام، وكانت هناك اتهامات سياسية لان هناك من يرى صعوبة استضافة دولة عربية مسلمة للمونديال.
 وعن الوعي العربي ووعي 450 مليون مواطن عربي بهذه الحملة غير الحقيقية قال: من البداية قلنا ان المونديال يمثل كل العرب، وهذا الوعي للمواطن العربي كان يزيدنا حماسا ويحملنا مسئولية اكبر ورغبة قوية في النجاح نيابة عن كل العرب.
وحول اعتياد العالم على مشاهدة او سماع اخبار سيئة واخبار الحروب في الشرق الأوسط قال الخاطر: الان سيرى العالم، منطقة الشرق الأوسط بمنظور جديد،بعد ان تعود على ان الشرق الأوسط منطقة حرب، لكن مونديال قطر سوف ينسف هذه الصورة، وسيرى العالم صورة جديدة للشرق الأوسط، وهناك اكثر من مليون مشجع سوف يأتون الى قطر لمشاهدة المونديال، وسوف يتحولون الى سفراء لقطر عندما يعودون الى بلدهم وان شاء الله مونديال قطر يغير صورة الشرق الأوسط.
 
تقنية التبريد 
وحول اعتبار إقامة مونديال 2022 في قطر سيكون سببا في اكتشاف أراض جديدة للمونديال قال ناصر الخاطر: الاتهامات التي كانت توجه لقطر في البداية كانت بسبب المناخ وعن استخدام تقنية التبريد عندما يقام المونديال في الشتاء، علما بان أوروبا في الشتاء تقوم بتدفئة الملاعب، وعملية التدفئة تحتاج الى طاقة اكبر واكثر من عملية التبريد.
وتابع: مونديال قطر سيقام في الشتاء للمرة الأولى وربما كان ذلك سبب في تغييرات جرت على الروزنامة لكنها لم تؤثر على اللعبة، ولذلك سنرى في المستقبل بطولات تقام في الشتاء بعد ان كانت تقام في الصيف. 
ورفض الخاطر اعتبار تقنية التبريد كارثة كما وصفتها بعض الدول والصحف الأوروبية وقال: ملاعب مونديال قطر كلها صديقة للبئية وخالية من الكربون وقد دشنت قطر اول تبريد بالطاقة الشمسية وهو ما يعود بالفائدة على قطر لاستغلال الطاقة الشمسية، ومن هنا فان قطر سوف تعتمد مستقبلا على 20% من حاجتها من الطاقة الشمسية.
 
حقوق العمال 
وكشف الرئيس التنفيذي لكأس العالم 2022 ان قطر سباقة في نظام العمل بالمنطقة والكفالة ونظام الأجور وصندوق التعويضات وقال: كانت هناك فرق للتفتيش منذ 2016 قامت بحوالي 10 الاف حملة تفيتشية. 
واستطرد: يقولون ان قطر قامت بإصلاحات عمالية من اجل مونديال 2022، وهذا امر خاطئ لان رؤية قطر التي تم الكشف عنها قبل استضافة المونديال تضمنت حقوق العمال وقلنا نستخدم استضافة المونديال للتقدم في ملف العمال ويمكن القول فقط ان استضافة قطر تسببت في الإسراع بتحقيق إصلاحات وحقوق العمال وفق رؤية 2030.

أرقام الوفيات خاطئة وجزافية
استطاع البرنامج توثيق شهادات حصرية لشخصيات أممية وحقوقية أوروبية زارت قطر في إطار تقصّي حقيقة الادّعاءات التي نشرتها وسائل إعلام غربية وكان على رأسها تقرير صحيفة «الغارديان» البريطانية فيما يتعلق بوفاة 6500 من عمّال منشآت المونديال في قطر خلال عشر سنوات، وأكّدت «شاران بورو» الأمينة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمّال في تصريح حصريّ لبرنامج للقصة بقية أنّ أعداد وفيات عمّال كأس العالم في قطر الذي نشرته «الغارديان» كانت خاطئة وجزافية.

أشرس هجمة
في تحقيق مستقل أجرته هيئة مراقبة أخلاق ولوائح الفيفا أكّدت انه لا توجد أدلة تدعم الادّعاء بوفاة 6500 عامل في مواقع كأس العالم في قطر، وكانت لدى الهيئة أسئلة مهمة لم تتلق إجابات واضحة عليها حول كيفية توصّل الصحيفة للرقم.
وتُقدّر الهيئة أن التعداد كان شاملًا للوفيات بين العاملين الوافدين بأكمله في قطر على مدار السنوات العشر الماضية بالإضافة إلى كون سجّلات الوفاة لم تكن مصنفة بحسب المهنة أو مكان العمل.
ووفق تحقيق مراقبة أخلاق ولوائح الفيفا فإنّ قطر تعرضت لهجمة هي الأشرس إعلاميًا، بالمقارنة مع دول كبرى لا سيما الصين وروسيا.
 
رعاية صحية فائقة 
كشف «أليستير تومسون» مسؤول مكتب مراقبة أخلاق ولوائح الفيفا في لندن في لقاء لبرنامج «للقصة بقية» أنّهم أجروا مقارنة بين أعداد العاملين في مواقع كأس العالم، وبين العاملين في مواقع الإنشاءات الإسكانية والتجارية في المملكة المتحدة ووجدوا أرقامًا متماثلة من الحوادث. 
وقد عاين تومسون بنفسه عددًا من مساكن العمال الوافدين للنظر في ظروف الإقامة وشروط الرعاية الصحية ووجد بالدراسة أنّ الرعاية الصحية المقدمة للعاملين يمكن مقارنتها بما هو في المملكة المتحدة.
 
هجوم دانماركي لتسويق الملابس الرياضية

كشف البرنامج عن حقيقة الهجمة التي قادتها شركة الملابس الرياضية الدنماركية Hummel International والاتحاد الدنماركي لكرة القدم، حيث تبيّن أنّ شركة Hummel تعتمد في 93% من إنتاجها على عمالة في دول تم الإبلاغ فيها عن مخاوف بشأن حقوق الإنسان وقوانين العمل، ومنها دول تمارس العمل القسري على الأقليات لديها للعمل في شركات ألبسة كبرى. 
ووفقًا لتقرير رويترز واجه تصميم الشركة الرفض من جهات رأت فيه حيلة تسويقية لزيادة مبيعاتها، كون الفريق الدنماركي هو الوحيد الذي تعاقد مع Hummel كمصنع للأطقم الخاصة بهم لكأس العالم 2022، في حين حصلت شركات الألبسة الرياضية الأخرى على عقود مع فرق عدة.

ممارسات عنصرية بالدانمارك
من خلال رصد البرنامج لملف الاتحاد الدنماركي لكرة القدم وجد أنّ اتهامات بالعنصرية تلاحقه ليس بدءًا بانتقاص حقوق المنتخب الدنماركي لكرة القدم للسيدات برفض الاتحاد مساواةَ أجورهِن المتدنية بأجور اللاعبين الذكور، علاوة على المعاملة السيئة لهن، والاستعداد الرديء لبطولات السيدات، ولا انتهاءً بالشعارات العنصرية التي تُرفع في مدرجات الملاعب الدنماركية حتى تجاه الأوروبيِّ غيرِ الدنماركي. 
وأكّد « أوغموندور يوناسون» عضو المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب الذي أعّد تقريرا في 44 صفحة نُشر في يونيو 2022 تتبع فيه على مدار عامين الممارسات العنصرية في الدنمارك، أنّ المصطلحات القانونية المشرّعة في القانون الدنماركي وفي الحديث السياسيّ في الدولة، تحتوي في ذاتها على التمييز العنصريّ، فعلى سبيل المثال، مصطلح (غيتو Guehto) يستخدم لوصف المجتمعات، أو أجزاء من المدن والبلدات التي يشكل غالبيتَها أناسٌ غير غربيين، وهو مصطلح قانوني في الدنمارك اُستبدل مؤخرا بمصطلح آخر وهو (المجتمع الموازي).

كراهية فرنسية لإقامة المونديال ببلد مسلم 
في فرنسا التي اختارت سياسة الشاشات السوداء لمقاطعة عرض مباريات المونديال في الأماكن العامة بدعاوى حماية البيئة وحقوق العمّال، توصّل برنامج ( للقصة بقية)، وبالاعتماد على الوثائق وشهادات خبراء متخصصين أن دعوات المقاطعة تأتي في الغالب من أشخاص لا يهتمون كثيرًا بكرة القدم وأن هواة كرة القدم غالبًا ليسوا في وارد دعوات المقاطعة هذه وفق فريدريك ليغات مؤرخ متخصص في المصالح الجيوسياسية لكرة القدم.
 أما باسكال بونيفاس مؤسس ومدير معهد العلاقات الدولية الاستراتيجية فأكّد لبرنامج «للقصة بقية» أن من بين من يدعون للمقاطعة من لا يحبذون رؤية بلد مسلم ينظم بطولة كأس العالم، وأن دعوات المقاطعة الحالية في فرنسا يمكن وصف البعض منها بسلوك القطيع حيث يحتج البعض ويتبعه الآخرون كالقطعان. كما عرّج البرنامج على تحقيق تناول تأثير شركات فرنسية مدفوعة من جهات إقليمية ساهمت في التجييش على استضافة قطر للمونديال.