زيارة بريطانيا .. حلم السيسي الذي تحول إلى كابوس
حول العالم
08 نوفمبر 2015 , 07:28م
وكالات
تحولت زيارة عبد الفتاح السيسي، رئيس النظام المصري، إلى بريطانيا من حلم كان يعمل طوال الشهور الماضية على تحقيقه، إلى كابوس بات يتمنى لو أنه تجنب حدوثه، حيث انتهت الزيارة بفشل ذريع وغادر دون أن يتم الإعلان عن أي إنجاز أو مكسب.
وواجه السيسي - الذي وصل إلى لندن الأربعاء الماضي - احتجاجات واسعة؛ فيما التقى مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمدة ساعة واحدة فقط، واعتبر العديد من المعلقين المصريين وكتاب الأعمدة والمقالات أن الزيارة كانت مجرد "إهانة" تلقاها السيسي، الذي وصل إلى لندن بالتزامن مع قرار وقف الرحلات السياحية إلى شرم الشيخ وسحب السياح البريطانيين من هناك.
ورصد موقع "عربي.21" - نقلا عن محلل سياسي -: "قائمة الإخفاقات التي مني بها السيسي خلال زيارته إلى لندن، مشيرا إلى أن أول هذه الخسائر يتمثل في الجانب الإعلامي؛ حيث كانت زيارة السيسي مناسبة بالنسبة لوسائل الإعلام البريطانية لفتح ملف حقوق الإنسان في مصر، وحظيت سيدة محكومة بالإعدام في مصر لأول مرة بظهور إعلامي نادر على وسائل الإعلام البريطانية، لتشرح وتكشف تفاصيل الانتهاكات التي يقوم بها العسكر في مصر".
ويقول المحلل الذي طلب عدم نشر اسمه، إن الخسارة السياسية للسيسي كانت هي الأخرى كبيرة من الزيارة؛ حيث - لأول مرة - اتفق الحزبان الأكبر في المعارضة بالبرلمان البريطاني على رفض الزيارة، وصرح - لأول مرة - زعيم حزب العمال ورئيس حكومة الظل بأن "السيسي انقلابي، وأن زيارته تمثل تهديدا للأمن القومي البريطاني". ووقعت 55 شخصية من كبار السياسيين والحزبيين في بريطانيا على رسالة طالبوا فيها بطرد السيسي، وهو ما يمثل موقفا سياسيا مهما لأكبر وأهم الأحزاب في بريطانيا.
ويلفت المحلل النظر إلى اللطمة القانونية التي تلقاها السيسي على وجهه، حيث تم الكشف لأول مرة عن أن الشرطة البريطانية تقوم فعلا بالتحقيق في جرائم حرب ارتكبها السيسي ورموز نظامه، وتبين لأول مرة أن لدى الشرطة قائمة تضم 43 اسما لكبار رجال الدولة ووزراء وقيادات في الجيش والأمن، ولأول مرة أبدت الشرطة استعدادها لاعتقال أي منهم.
وأمام الخسائر الإعلامية والسياسية والقانونية التي مني بها السيسي ووفده في بريطانيا، فإن لندن اتخذت قرارها بوقف الرحلات إلى شرم الشيخ وسحب السياح من هناك، في يوم وصول السيسي، وهو ما دفع الكثيرين للاستنتاج بأن كاميرون لم يُقِمْ أي اعتبار للسيسي، حيث كان بمقدوره تأجيل اتخاذ القرار ليوم واحد فقط، حتى يتم تمرير الزيارة لكنه لم يفعل ذلك، بل أعلن أمام السيسي أن الطائرة الروسية سقطت بفعل انفجار مدبر، في الوقت الذي كان فيه النظام المصري يجهد نفسه في نفي فرضية التفجير المدبر.
//إ.م /أ.ع