أركان إمبراطورية الفيفا تتهاوى
رياضة
08 نوفمبر 2015 , 12:12ص
الدوحة - العرب
دخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مرحلة الفوضى الشاملة، بعد أن انهار الهيكل على أهم رموزه بإيقاف رئيسه المستقيل السويسري جوزيف بلاتر، والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي، والذي كان ينظر له كأبرز المرشحين لخلافته والأمين العام للفيفا جيروم فالك.
وبعد أن أستمع القضاء السويسري إلى بلاتر كمتهم، وبلاتيني كشاهد أواخر الشهر الماضي في قضية الدفع غير المشروع لمبلغ مليوني فرنك سويسري حصل عليها الفرنسي من الفيفا في عام 2011، فإن لجنة الأخلاق المستقلة في الفيفا قررت أمس الخميس إيقاف بلاتر وبلاتيني مؤقتا لمدة 90 يوما عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم على الصعيدين المحلي والدولي؟
كما قررت اللجنة إيقاف الكوري الجنوبي مونج جوون تشونج ست سنوات، والفرنسي جيروم فالك الأمين العام السابق للفيفا لمدة 90 يوما أيضا.
ويتواصل بالتالي مسلسل فضائح الفساد الذي يزلزل الفيفا منذ أواخر مايو الماضي، بعد أن ألقت السلطات السويسرية بناء على طلب القضاء الأميركي القبضَ على عدد من المسؤولين، واتهمت مسؤولين آخرين من أعضاء حاليين وسابقين في الفيفا وشركاء في شركات للتسويق الرياضي بتهم الفساد وتبييض الأموال.
وقال بيان صادر عن الفيفا: «قررت غرفة التحكيم في لجنة الأخلاق التي يرأسها هانز يواكيم إيكرت الإيقاف المؤقت لرئيس الفيفا جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس الفيفا ميشال بلاتيني، وأمين عام الفيفا جيروم فالك (أعفي من منصبه الشهر الماضي) لمدة 90 يوما، قد يتم تمديد فترة الإيقاف لـ45 يوما إضافيا».
وتابع: «كما تم إيقاف نائب رئيس الفيفا سابقا تشونج مونج جوون ست سنوات، وأنزلت به غرامة مقدارها 100 ألف فرنك سويسري».
وأوضح البيان: «خلال فترة العقوبة يمنع على هؤلاء ممارسة أي نشاط كروي على الصعيدين المحلي والدولي، يدخل الإيقاف حيز التنفيذ مباشرة».
وتشتبه وزارة العدل السويسرية بأن بلاتر وقَّع «عقدا (لمنح حقوق نقل مونديالي 2010 و2014) ليس في مصلحة الفيفا» مع الاتحاد الكاريبي للعبة عندما كان الترينيدادي جاك وارنر رئيسا له». وبالنسبة إلى المدعي العام السويسري هناك أيضاً «شك خلال تنفيذ الاتفاق بأن يكون بلاتر تصرف بطريقة لا تخدم مصالح الفيفا منتهكا بذلك واجباته الإدارية».
وأصدر مكتب المحاماة التابع لبلاتر بيانا جاء فيه «يعرب الرئيس بلاتر عن خيبة أمله لعدم اتباع لجنة الأخلاق لقانون الأخلاق وقانون الانضباط»، والتي تسمح للشخص المتهم بإمكانية الاستماع إليه، وبحسب البيان فإن اللجنة بنت قرارها على «تأويل خاطئ» لقرار القضاء السويسري بحق رئيس الفيفا.
زين روفينن يعود للواجهة من جديد
أعلن ميشيل زين روفينن الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قبل أيام وجود اتصالات معه للتقدم بالترشح لرئاسة المنظمة وأنه يدرس الموقف.
وقال السويسري زين روفينن: «ببساطة أدرس الموقف بعد عدة طلبات تلقيتها لكي أترشح للمنصب، سأتابع الموقف وأرى كيف سيتطور في الأيام المقبلة».
ولم يكشف زين روفينن -وهو حكم سابق- عمن طلب منه الترشح، وعمل أمينا عاما للفيفا من 1998 إلى 2002.
ومن المقرر أن يختار الفيفا خليفة لسيب بلاتر في اجتماع غير عادي لجمعيته العمومية يوم 26 فبراير.
وفي ظل تورطه في فضيحة فساد أوقف بلاتر 90 يوما من جانب لجنة القيم في الفيفا بجانب ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في انتظار إجراء تحقيق شامل.
وكان روفينن قد ندد في تقرير من 21 صفحة بتلاعبات مالية في إدارة بلاتر، واعتبر وقف أعمال لجنة التحقيق الداخلية سنة 2002 من قبل الأخير خرقا لقوانين الفيفا، وكشف عن حالتي رشوة تعتبران في القانون السويسري جنحة جزائية، بالإضافة إلى ستة مواضع أخرى تتعلق بقرارات تمس سمعة الفيفا لكن بلاتر تخلص منه بسرعة مباشرة بعد نهاية مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
تثبيت 26 فبراير موعداً للانتخابات الرئاسية
ثبتت لجنة الإصلاحات التي شكلها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في اجتماعها الثاني في برن موعد انتخابات رئاسة الفيفا المقررة يوم 26 فبراير 2016، بعدما ساد الاعتقاد بإمكانية تأجيلها بعد قرار لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي بإيقاف رئيسه السويسري جوزيف بلاتر والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي المرشح الأقوى لخلافته لمدة 90 يوما بسبب قضايا فساد.
وكانت لجنة الإصلاحات برئاسة السويسري فرانسوا كارار عقدت اجتماعها الأول مطلع الشهر الماضي، وناقشت العديد من الإصلاحات من دون أن تقدم أي مقترحات، على أن تقدمها بعد اجتماعها الثالث في نوفمبر المقبل قبل أن يتم اعتمادها من اللجنة التنفيذية للفيفا قبل نهاية العام الحالي.
نيران الفضائح تصل تلابيب بلاتيني
بعدما كان المرشح الأبرز لرئاسة الفيفا بدلا من السويسري جوزيف بلاتر أصبح الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مهددا بالخروج من عالم كرة القدم إثر إيقافه لمدة ثلاثة أشهر من قبل لجنة الأخلاق بالفيفا في خطوة مفاجئة باتت تهدد ترشيحه لإدارة إمبراطورية كرة القدم العالمية.
ويخضع بلاتيني للتحقيق بشأن مبلغ مليوني فرنك سويسري (2.06 مليون دولار) دفعه الفيفا لبلاتيني سنة 2011 بعد تسعة أعوام من عمله كمستشار لرئيس الفيفا كما تحقق السلطات السويسرية أيضا في الأموال التي حصل عليها بلاتيني من الفيفا، وما زاد الشكوك بشأن هذه الأموال، هو أن بلاتيني حصل عليها قبل ثلاثة أشهر من انتخابات رئاسة الفيفا، حيث قرر نجم منتخب فرنسا السابق بعدها عدم ترشحه في مواجهة بلاتر. لكن بلاتيني أكد أن كل الأمور فوق مستوى الشبهات، قائلاً: «لدي الإحساس بأنني فارس من القرون الوسطى أمام القلعة، أحاول الدخول من أجل إعادة كرة القدم لكن عوضا عن ذلك تم إلقاء الزيت المغلي على رأسي».
بلاتيني قلل من تأثير الإيقاف عليه مؤكداً أنه ما زال يعتقد أنه الأنسب لإدارة الفيفا في المرحلة المقبلة مضيفا في تصريحات صحافية نقلتها وكالات الأنباء خلال الأيام الماضية: «الناس يرغبون في منعي من الترشح لأنهم يعرفون أنني أمتلك الفرصة الأقوى في الفوز لدي انطباع بأنهم لا يريدون لاعبا سابقا يدير الفيفا.. لأنهم لا يرغبون في إعادة كرة القدم للاعبين. لكني الوحيد الذي يمتلك رؤية في كرة القدم».
وتابع: «أنا بكل تواضع أفضل شخص يدير كرة القدم في العالم».
وردا عن سؤال بخصوص توصله بالأموال متأخرة وفي وقت حساس تزامن مع انسحابه من سباق الترشح للفيفا قال نجم منتخب الديوك السابق: «لا أريد أن أؤمن بنظرية المؤامرة، نعم لقد انتظرت فترة طويلة للحصول على مستحقاتي، لكن الخطأ الوحيد أنني أهملت الأمر لعدة سنوات».
وإذا كان بلاتيني يعتبر من حلفاء بلاتر لسنوات فإن الأحداث المتسارعة في الشهور الأخيرة غيرت مجرى الأمور بشكل كبير بعدما دخل الطرفان في صراع يحاول كل طرف الخروج منها سالما بتوريط الطرف الثاني (حليف الأمس) وفي هذا الإطار حاول بلاتر تلطيخ سمعة بلاتيني عندما صرح مؤخرا لوكالة الأنباء الروسية «تاس» قائلا: «كان هناك اتفاق في 2010 على إقامة المونديال في روسيا وأوروبا الشرقية التي لم تحظ بهذا الشرف من قبل وأن نقيم مونديال 2022 في الولايات المتحدة الأميركية.. بتلك الطريقة كنا سنقيم بطولتين لكأس العالم في الدولتين صاحبتي النفوذ الأكبر سياسيا. لكن بعد الاجتماع الذي عقد مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي تغير مسار الأمور».
أما بلاتيني فرد على حليفه قائلا: «أصبحت علاقتي مع بلاتر متوترة عندما تراجع في 2015 عن الوعد الذي قطعه على نفسه في 2011، لقد أراد إعداد نفسه لإعادة الانتخاب لرئاسة الفيفا. سأتخذ كل الإجراءات الرياضية والقانونية للدفاع عن نفسي».