تزامناً مع تحركات دولية للاعتراف بفلسطين.. الشارع العالمي ينتفض لغزة

alarab
حول العالم 08 سبتمبر 2025 , 01:23ص
هشام يس

 

شهدت عواصم ومدن كبرى حول العالم خلال الأسبوع الماضي موجة احتجاجات غير مسبوقة، نزل خلالها مئات الآلاف إلى الشوارع للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في غزة ورفضهم للعدوان الإسرائيلي المستمر.  اتسمت هذه المظاهرات بالزخم والاتساع، وتزامنت مع أجواء دبلوماسية متوترة داخل أروقة الأمم المتحدة، حيث تدرس مجموعة من الدول الإعلان رسمياً عن اعترافها بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة المرتقبة، وسط تهديدات من الكيان الإسرائيلي لتلك الدول. وفي لندن، تحولت الاحتجاجات إلى واحدة من أضخم المسيرات المؤيدة لفلسطين منذ اندلاع العدوان الأخير على غزة يوم 7 أكتوبر عام 2023.
وحمل عشرات الآلاف الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تدعو إلى وقف الدعم العسكري للاحتلال الإسرائيلي، فيما واجهت الشرطة البريطانية المظاهرات بحملة اعتقالات واسعة طالت المئات. 
هذه التطورات جاءت بعد قرار الحكومة إدراج جماعة «Palestine Action» ضمن قائمة «الإرهاب»، وهو ما وصفه ناشطون بأنه محاولة لإسكات الأصوات المناصرة للقضية الفلسطينية.
أما في باريس وبرلين وعدد من المدن الأوروبية الأخرى، فقد امتلأت الشوارع بحشود طالبت بوقف القصف ورفع الحصار عن غزة، في حين نادت منظمات حقوقية بضرورة إعادة النظر في السياسات الأوروبية الداعمة للاحتلال.
أما في الولايات المتحدة فشهدت نيويورك وواشنطن وشيكاغو تظاهرات حاشدة طالبت الإدارة الأمريكية بوقف الدعم العسكري للاحتلال. وفي كندا، خرج الآلاف في مونتريال وتورونتو، بدعوة من اتحادات طلابية ومنظمات مدنية، مطالبين بفرض حظر على تصدير السلاح وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفي إسطنبول، تواصلت الاحتجاجات الشعبية التي رددت شعارات تدعو إلى محاسبة المجتمع الدولي لسلطات الاحتلال الإسرائيلي على «الجرائم في غزة»، فيما شهدت عمان والقاهرة وقفات تضامنية وبيانات سياسية أكدت دعم الحقوق الفلسطينية.
أما في الهند وعدد من دول جنوب آسيا، فقد خرجت مسيرات تضامنية رغم القيود الأمنية، لكن السلطات تعاملت معها بتشدد وصل إلى فتح بلاغات قضائية بحق بعض المنظمين، في مشهد يعكس حساسية الموقف الداخلي.
الشارع والدبلوماسية
وتكتسب هذه الموجة الاحتجاجية أهمية خاصة كونها جاءت متزامنة مع إعلان عدة دول في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا عزمها دعم الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر.  ويرى مراقبون أن مشاهد التضامن التي اجتاحت عواصم العالم، والتغطية الإعلامية الواسعة للمسيرات، قد تشكل عاملا مؤثرا في دفع الحكومات المترددة إلى تبني مواقف أكثر وضوحا.
ويعتبر الاعتراف المرتقب خطوة رمزية مهمة تعزز البعد القانوني والسياسي للقضية الفلسطينية، في وقت يطالب فيه الشارع العالمي بقرارات جريئة تضع حدا للحصار والعدوان.
وتلتقي موجة الغضب الشعبي مع الحراك الدبلوماسي في مشهد نادر يعكس تصاعد التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية، وتصاعد كذلك الضغوط على الحكومات لتغيير سياساتها تجاه الصراع. 
وبينما يترقب العالم ما ستسفر عنه جلسات الأمم المتحدة، تبدو صور الحشود في شوارع لندن وباريس ونيويورك وإسطنبول وغيرها كرسالة مباشرة لا يمكن تجاهلها، بأن قضية فلسطين لم تعد معزولة، بل باتت حاضرة بقوة في وجدان الرأي العام العالمي وفي أروقة القرار الدولي.