

محمد بن همام العبدالله: الخبرة العملية والثقافة أهم معايير المرشح الأكفأ
مريم ياسين الحمادي: نعوّل على جيل الشباب في المجلس المنتخب
أكد المشاركون في برنامج انتخابات مجلس الشورى على تلفزيون قطر، أمس، أهمية الثقافة القانونية المستمدة من الدستور القطري الذي رسم حدود العلاقة بين حقوق المواطنين وواجباتهم.. مؤكدين في هذا السياق أن قانون الانتخاب جاء موضحاً لتنظيم العملية الانتخابية منذ المرحلة الأولى وحتى فرز الأصوات وإعلان النتائج، وفتحَ الأبواب مشرّعة للترشح والانتخاب ومنح الفرصة للتظلم والاعتراض على جداول قيد الناخبين وفق المسار الذي حدد مداه القانون.

وقال سعادة السيد محمد بن همام العبدالله العضو السابق في مجلس الشورى إن الخبرة العملية والثقافة العامة بما فيها الإلمام بآلية العمل التشريعي من المعايير في تحديد مدى كفاءة المرشح وأهليته لعضوية مجلس الشورى، لافتا إلى أنه في حال عدم التسلح بالخبرة والمعرفة اللازمتين أن يجتهد المرشح في الاطلاع على الأبحاث المتعلقة بالمواضيع المطروحة وتنمية قدراته الذاتية ومعارفه الشخصية لضمان الأداء الجيد في العمل التشريعي داخل مجلس الشورى.
وأكد العبدالله أن المجلس المنتخب كان بمثابة أُمنية يتطلع إليها المجتمع القطري ويترقب تحقيقها للمشاركة في عملية صنع القرار وتكريس الدور الرقابي للسلطة التشريعية على أداء الحكومة.. والآن وقد أصبح المجلس المنتخب حقا مكتسبا علينا أن نسعى إلى إنجاحه واعتبار هذا النجاح مهمة وطنية للحفاظ على المكتسبات الوطنية وتعزيزها.
مشاركة شعبية
وأكد انه يقع على الناخبين دور كبير في اختيار أعضاء يمثلون الوطن ونحن على مقربة من أولى خطوات النجاح نحو المشاركة الشعبية، مشيرا إلى انه يتعين على جمهور الناخبين تحري الدقة في اختيار المرشح المناسب بناء على معايير موضوعية مثل الخلق الحسن والكفاء العلمية والسيرة الطيبة والخبرة في القضايا المجتمعية والقدرة على وضع الحلول.
ولفت إلى أن عضو الشورى يجب أن يكون صاحب رسالة وطنية وليس صاحب وجاهة اجتماعية، ودعا المواطنين إلى التجرد من الأسماء والمناطق والقبائل عند التصويت للمرشح لضمان وصول أصحاب الكفاءة المؤهلين لتحقيق تطلعاتهم في مستقبل مشرق.
وأكد أن صلة الناخب تنقطع بالمرشح عند وصوله للمجلس وبدء تأدية مهامه الوظيفية كنائب عن الشعب وممثلا لأبناء الوطن بأكمله وليس ممثلا لأبناء دائرته فقط، لذلك أحث الناخب على التصويت للشخص الأكفأ.
وأشار العبدالله إلى أن ملف الرياضة يجب أن يتواجد على جدول أعمال الدورة القادمة لمجلس الشورى المنتخب والنظر في التشريعات الخاصة بالرياضة لارتباطها بتشريعات كافة المهن الأخرى.

وعي مجتمعي
من جانبها، قالت السيدة مريم ياسين الحمادي، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والرياضة، إن تأسيس مبدأ الانتخاب في الدولة بدأ منذ القدم وما نراه اليوم من وعي مجتمعي رافق العملية الانتخابية في مراحلها الأولى يعكس حصيلة هذه التجربة الانتخابية وحصاد سنوات سابقة.
وأكدت مريم الحمادي أهمية تقييم المرشحين من حيث الخبرة والثقافة والقدرة على ممارسة العمل التشريعي من خلال النظر إلى عقلية المرشح والخبرة التراكمية التي اكتسبها وكيف سيوظفها في خدمة قضايا المجتمع، مشيرة إلى مسؤولية الناخب في البحث عن المرشح الذي يتوسم فيه القدرة على خدمة مجتمعه واحترام منظومة القيم التي تربت عليها أجيال من المجتمع القطري، بما فيها احترام الرأي الآخر والحفاظ على الكرامة الإنسانية واحترام حق إشراك الجميع وتعزيز المشاركة الشعبية والمجتمعية وهو ما يميز النظام الانتخابي في دولة قطر وفق الدستور الدائم، لافتة إلى تعزيز ثقافة إشراك المواطنين في إدارة شؤون الوطن من خلال تعزيز مبدأ الشورى في المجتمع الذي يعد عن فكرة أصيلة في الدين الإسلامي الحنيف فكرا وممارسة.
دور نسائي
واستعرضت تطور دور المرأة في المجتمع من خلال تقلد المناصب القيادية في عدد من القطاعات المهمة، مشيرة إلى أن المرأة القطرية أثبتت كفاءتها في عدد من الأدوار الحيوية التي أدتها والمناصب الإدارية التي تقلدتها بما في ذلك عضوية مجلس الشورى ونجاحها الآن في أداء هذه المهمة.. لافتة إلى أهمية وعي الناخبين بترشيح الأفضل سواء كان رجلاً أو امرأة.
وقالت الحمادي: إننا نعول على جيل الشباب في المجلس المنتخب ولكن لتحقيق التوازن بين الطموح والخبرة فلابد من تواجد أصحاب الخبرة من فئة الكبار لما يمثلونه من إضافة للعمل التشريعي والمساهمة في اقتراح تشريعات قادرة على تلبية الاحتياجات الآنية والمستقبلية للمواطنين وكل من يعيش على أرض قطر وتراعي جميع الأطر التي يجب مراعاتها.
فرص متساوية في المنصة الإعلامية
ثمن المشاركون في البرنامج الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة حتى لإنجاح انتخابات مجلس الشورى المقبل، بما فيها توجيهات معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، بتدشين منصة إعلامية تتيح للمرشحين الظهور الإعلامي عبر منابر متعددة وبفرص متساوية.. وهو ما يساعد المرشحين على تقديم أنفسهم وإبراز برامجهم لجمهور الناخبين في الدوائر الانتخابية عبر المؤسسة القطرية للإعلام.. وهي المبادرة التي تساهم في تحقيق مبادئ العدالة والمساواة بإتاحة فرصة عادلة في التغطية الإعلامية لكل مرشح، وإثراء الحملات الانتخابية وتعزيز المشاركة الشعبية.
وتشمل خدمات المنصة الإعلامية التي شهدت حتى الآن اهتمام العديد من المرشحين “التصوير الشخصي، تصوير فيديو تعريفي بالمرشح وبرنامجه الانتخابي، وتسجيلا صوتيا، وتصميم جرافيك، ولقاء تلفزيونيا، ولقاء إذاعيا”.
وتقدم المنصة دليلا تعريفيا كاملا عن القوانين والتشريعات في دولة قطر، وقانون انتخابات مجلس الشورى، ومرسوم الدوائر الانتخابية، وكيفية ممارسة الحق الانتخابي.
كما تعرض المنصة عبر موقعها دليلا للناخب عن الشروط الواجب توافرها فيه، وإجراءات القيد في جداول الناخبين، وكل ما يختص بتقديم الاعتراضات والطعون وشروطهما، وأماكن ومواعيد وإجراءات التقديم.
كما تعرّف المنصة جمهورها أيضا بكل ما يخص شروط الترشيح، وإجراءاته، وتقديم الدعاية والطعون من المشرحين، وشروطهما وأماكن ومواعيد التقديم، والدعاية الانتخابية والقواعد المنظمة لها، وأحكام عامة عن جميع المسائل المتعلقة بعملية وبطاقة الانتخاب، وإعلان النتائج النهائية المعتمدة.
وتم تدشين المنصة في إطار جهود المؤسسة القطرية للإعلام تجاه خدمة المجتمع ككل في توفير كل ما هو متاح لتعريف المواطنين بالمرشحين وبرامجهم، ما يؤكد التزامها ومؤسساتها بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع، وتقديم مساهمة فعّالة وعملية منها لإنجاح انتخابات مجلس الشورى المقبل، وتعزيز المشاركة الشعبية.