دشن سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات «منصة تسمو» رسميا في حفل أقيم، أمس الأربعاء، برعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وحضور معالي الدكتورة رنا عبدالله الفارس وزير الأشغال العامة ووزير الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدولة الكويت الشقيقة، وعدد من أصحاب السعادة الوزراء، وكبار المسؤولين، وممثلي شركات التكنولوجيا، فضلا عن عديد المشاركين والمتابعين عبر البث الافتراضي للفعالية.
وأقيمت بهذه المناسبة فعالية عبر تقنية الاتصال المرئي حضرتها «العرب» تم فيها الإعلان عن التدشين الرسمي للمنصة وأهم أهدافها في الابتكار والتطوير التكنولوجي بما يساهم في تمكين المؤسسات والشركات وأفراد المجتمع من تحقيق أقصى طموحاتهم وأهدافهم.
وتهدف «منصة تسمو» إلى تسخير التكنولوجيا المتطورة والابتكار وتوفير حلول وتطبيقات ذكية في القطاعات الخمسة ذات الأولوية: المواصلات والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والبيئة والرياضة. وقد صممت المنصة لتعزيز جمع وتبادل المعلومات واستثمارها في عملية صنع القرار، والتخطيط المستقبلي من خلال ربط وتشغيل جميع القطاعات والحلول الذكية والخدمات الرقمية في قطر لدعم التنوع الاقتصادي المستدام، ومواجهة التحديات الوطنية الرئيسية، ودعم الابتكار والبحث العلمي والتقني وريادة الأعمال والشركات في دولة قطر.
وفي كلمته الافتتاحية، قال سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات إن الحكومة الرشيدة لدولة قطر قد أدركت منذ سنوات أهمية الاستثمار في التقنيات الحديثة، وإمكانات الابتكار والإبداع لدفع عجلة التنمية المستدامة، والاقتصاد الوطني، وأن وزارة المواصلات والاتصالات قد سعت لترجمة هذه الرؤية إلى واقع يسهم في نقل دولة قطر نحو مستقبل مشرق، آخذين على عاتقنا توفير البنية التحتية الرقمية، والأرضية التقنية الصلبة التي تمكن كافة القطاعات من مواكبة التطور العالمي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لدخول عصر الابتكار الرقمي بخطى واثقة».
وأضاف سعادته «نجتمع اليوم لنشهد معا تحقيق إنجاز جديد لبرنامج تسمو في الطريق نحو بناء دولة قطر الذكية، وتعزيز الاقتصاد الرقمي في قطر والمنطقة، ألا وهو إطلاق «منصة تسمو»، التي تم تطويرها بالتعاون مع تحالف من شركات التقنية العالمية بقيادة شركة أريد؛ حيث تعد هذه المنصة من أكثر الحلول الرقمية تطورا في العالم، بما توفره من مميزات الحوسبة السحابية، والأمن السيبراني، وتقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة وتحليل البيانات الضخمة».
وأوضح سعادته أن «منصة تسمو» ستشكل القلب النابض لقطر الذكية الذي يجمع بين المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة العاملة في القطاعات ذات الأولوية، لتنسيق جهودها، وتوحيد أهدافها، لتمكينها من تطوير حلول شاملة لتوفير كافة الخدمات التي يحتاجها المستخدمون في مكان واحد، كما ستشكل «منصة تسمو» مصدرا وطنيا للمعلومات يقدم قراءة دقيقة وتحليلا شاملا لواقع كل قطاع من القطاعات بما يدعم عملية صنع القرار، ويسهم في تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد، وفي توجيه الاستثمارات لتحقيق أفضل العوائد الاقتصادية والمجتمعية.
وأكد سعادته حرص الوزارة على تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ورفع كفاءة خدمات شبكة الإنترنت، وتوفير كافة الاحتياجات التقنية اللازمة لتطوير خدمات الحكومة الإلكترونية، حتى باتت قطر تحتل المرتبة الأولى عالميا في مجال انتشار شبكة الإنترنت بواقع 99% من إجمالي السكان، كما تم تصنيفها في المرتبة الثانية بين دول المنطقة في مجال تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية، فضلا عن أن دولة قطر كانت من أوائل دول العالم التي تشغل شبكة الجيل الخامس بتغطية تصل إلى ما يقارب نصف مساحة الدولة حتى اليوم.
وأشار سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات إلى أهمية الابتكار وتنمية المواهب وتعزيز الفرص للشركات الناشئة، حيث تم توجيه اهتمام كبير لتطوير بيئة الابتكار الرقمي من خلال مجموعة من المبادرات مثل وادي تسمو الرقمي، ومختبر تسمو للابتكار، وحاضنة الأعمال الرقمية التي قدمت الدعم لأكثر من مائة مشروع ناشئ في قطر حتى اليوم.
ناصر بن حمد: ملتزمون بدعم التحول الرقمي
بدوره قال الشيخ ناصر بن حمد بن ناصر آل ثاني رئيس الشؤون التجارية فيOoredoo، الشريك الرئيسي في التحالف الذي حصل على عقد تطوير منصة تسمو «نعتز بإطلاق منصة «تسمو» والمباشرة بالعمل في برنامج «تسمو» الذي سيقرب دولتنا من تحقيق هدفها في أن تصبح في مصاف الأمم الذكية عالمياً.
وأضاف خلال كلمته بمناسبة تدشين المنصة: «انطلاقاً من كون Ooredoo مشغلاً رائداً لخدمات الاتصالات، ونضع الابتكار بمكانة راسخة في قلب استراتيجيتنا، ونعمل بالاشتراك مع عدد من أفضل الشركات التي تتميز بابتكاراتها التكنولوجية، فنحن ملتزمون بدعم رؤية قطر الوطنية 2030 وبمسيرة التحول الرقمي لدولتنا الحبيبة. كما نعتز أيضاً بالاضطلاع بدور مركزي في هذا البرنامج الرائد إلى جانب شركائنا. ولا يسعنا هنا إلا أن نعرب عن امتناننا لحكومة قطر الرشيدة لثقتها في Ooredoo وتكليفها بإنجاز منصة «تسمو».
وستكون منصة تسمو القلب النابض لتطوير الحلول الذكية في قطر، ويعد تدشينها حدثاً تاريخياً لا يفوت، حيث ستساهم منصة تسمو في الارتقاء بمستوى الحياة في قطر وستدعم الابتكار وتعزيز القيمة بالنسبة للشركات والجهات الحكومية والأوساط الأكاديمية.
ريم المنصوري: تشجيع الابتكار وخلق مجالات عمل ووظائف جديدة
أكدت السيدة ريم محمد المنصوري وكيل الوزارة المساعد لشؤون تنمية المجتمع الرقمي أن منصة تسمو هي أساس البنية التحتية الرقمية لقطر الذكية، والتي ستسمح بجمع وتحليل المعلومات على المستوى الوطني لتطوير حلولٍ ذكيةٍ مشتركةٍ تُسهم في تحسين حياتنا اليومية.
وأوضحت أن عمل منصة تسمو يرتكز على تقنية الحوسبة السحابية، لتوفير خدماتٍ على المستوى الوطني لكافة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمطورين، لتخزين البيانات الضخمة، وتحليلها، وربطها بمجموعةٍ من الحلول التقنية الشاملة كأنظمة الدفع الإلكترونيّة، ونظام المعلومات الجغرافية، وأنظمة مراقبة حالة الطقس والسير، إلى جانب تمكينهم من الاستفادة من إمكانيات تقنية الجيل الخامس، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وغيرها، لتكون بذلك القلب النابض ليس فقط لبرنامج تسمو ولكن لجميع الخدمات والحلول الذكية المقدمة في دولة قطر.
وقالت: إن «منصة تسمو» تؤدي 3 وظائف غاية في الأهمية؛ أولاها هو دورها في تعزيز التواصل المباشر بين المؤسسات الحكومية والشركات والأفراد العاملين في مختلف القطاعات والمواءمة بين جهودهم، وذلك من خلال عملها كوحدةٍ مركزيةٍ لتصميم وتطوير وتسويق كافة الخدمات الذكية المقدمة في قطر، وثانيتها، هو دورها في توفير التقنيات الحديثة للعاملين في القطاعين العام والخاص؛ إذ سيكون بإمكانهم الاعتماد على قدرات المنصة وخدماتها لتطوير حلولهم وتطبيقاتهم الذكية، ما سيُسهم في تسريع إنجاز مشاريع الدولة الذكية، وينعكس إيجاباً على نمو الاستثمارات التقنية في دولة قطر؛ أما الوظيفة الثالثة فهي تخزين وتحليل البيانات على المستوى الوطني وتحويلها إلى ملخصاتٍ معلوماتية تُقدم قراءة دقيقة وشاملة، تُسهم في ترشيد عملية صنع القرار وإدارة الموارد في كافة المؤسسات في قطر.
ونوهت المنصوري خلال كلمتها بأن هذه الوظائف الثلاث تدعم تحقيق الأهداف طويلة المدى لبرنامج قطر الذكية «تسمو» الذي أطلقته وزارة المواصلات والاتصالات، كاستجابة رقمية لرؤية قطر الوطنية 2030، فهي تُسهم في تطوير الأداء الحكوميّ، ودعم العمل المشترك بين القطاعات المختلفة، ورفع جودة المنتجات، والحفاظ على استدامة الموارد، وتقديم تجربة متكاملة للمستخدمين لتبسيط أداء المهام وتسهيل الوصول للخدمات وتذليل العقبات لضمان توفير حياةٍ أفضل للفرد والمجتمع.
وتابعت: «كما ستعمل منصة تسمو كمنصة مركزية تجمع مختلف أنواع الخدمات الرقمية التي يحتاجها قطاع الأعمال مثل بوابة الدفع الإلكتروني، والأمن السيبرانيّ، وستكون هذه الخدمات مقترنةً بطيف واسع من الحلول التقنية المتطورة مثل تحليل البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، التي ستوفر كل المتطلبات التي تحتاجها الشركات لطرح خدماتها في قطر وتوسيعها إقليمياً وعالمياً، ما يمنحها فرصةً ثمينةً لتطوير أعمالها والمنافسة بقوة في سوق التطبيقات الرقمية». وحول دور المنصة في خلق وظائف جديدة، قالت: «على نطاقٍ أوسع، سيكون لمنصة تسمو أثر بارز في مجال تعزيز نمو الاقتصاد الرقمي في قطر، وذلك من خلال تشجيع الابتكار، وخلق مجالات عمل ووظائف جديدة، ويُمكن لنا أن نتصور حجم الأثر الذي يُمكن لمنصة تسمو أن تُحدثه إذا ما عرفنا أن حجم قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر من المتوقع أن يصل إلى 32 مليار ريال بحلول عام 2024، فيما يتوقع أن يصل حجم الفرص الاقتصادية والعائدات التي ستوجدها تقنيات المدن الذكية حول العالم إلى 5 تريليونات دولار أمريكي». وأوضحت وكيل الوزارة المساعد لشؤون تنمية المجتمع الرقمي أن منصة تسمو هي استثمار للمستقبل، لتجهيز البنية التحتية في دولة قطر للاستفادة من التقنيات الحديثة، وهي أداةٌ لتمكين المجتمع، وتخفيض الكلفة وتحقيق أفضل استثمار للجهد والوقت، ونجاحها يعتمد علينا جميعاً، فكلما زاد عدد الجهات المشاركة وحجم المعلومات التي يُمكن للمنصة توفيرها لمستخدميها زادت فعاليتها وقدرتها على تقديم قيمة مضافة. ووجهت المنصوري الدعوة لكافة المؤسسات والهيئات الحكومية للبدء منذ اليوم باستخدام منصة تسمو والاستفادة من الخدمات التي تقدمها لهم، لتخفيض التكاليف، والمساهمة في توفير المعلومات والبيانات لتطوير حلول ذكية تقدم تجارب شاملة للمستخدمين، وأتوجه بالشكر لكل المؤسسات التي تقود القطاعات ذات الأولوية على المستوى الوطني والتي بدأت بتطوير منصاتها القطاعية بالتكامل مع منصة تسمو.
«تسمو» منصة متعددة التطبيقات والحلول الذكية
تستضيف منصة «تسمو» بالفعل عدداً من التطبيقات والحلول الذكية وسوف تستضيف حل «الاستشارات الافتراضية»، الذي تم تطويره بالشراكة مع وزارة الصحة العامة لتوفير خدمات الرعاية الطبية لأفراد المجتمع عن بُعد، وقد تم تسريع تطبيق هذا الحل مع بداية جائحة كوفيد - 19 لتمكين أفراد المجتمع من الحصول على المشورة الطبية وعلى الوصفات الطبية من منازلهم حفاظاً على سلامتهم.
كما تستضيف المنصة بالفعل «منصة مجتمع المزارعين الرقمي»، وهو حل ذكي في قطاع البيئة تم تطويرها بالتعاون مع إدارة الأمن الغذائي بوزارة البلدية والبيئة»، ويستخدم هذا الحل الأنظمة المرتبطة بمنصة تسمو كنظام مراقبة الطقس ونظام تحديد المواقع الجغرافية لتمكين المزارعين من مراقبة محاصيلهم وأراضيهم بشكل يومي ومباشر من خلال مستشعرات تستخدم تقنيات إنترنت الأشياء لتُرسل للمزارعين تحديثات فورية حول أحوال محاصيلهم، كما تُساعدهم في بناء مجتمع متخصص لمشاركة المعارف والخبرات في المجال الزراعي لإرشادهم حول أفضل الممارسات وطريق العناية بالمحاصيل وتخطيط الإنتاج، والتحكم في الآفات والأمراض الزراعية.
وتستضيف المنصة كذلك «منصة تحليل الأمن الغذائي الوطني» التي تسمح بتشارك المعلومات بين الجهات الحكومية وتجار الأغذية والمزارعين، لتضمن أن تعمل هذه الجهات فيما بينها بتناغم تام لضمان توفير الاحتياجات المحلية والمخزون الاستراتيجي من الأغذية الأساسية كالقمح والسكر وغيرها، دون وجود فائض يتسبب بالخسارة أو الكساد أو نقص في المعروض يتسبب بارتفاع الأسعار أو شح الأغذية في الأسواق.
وللمساهمة في تطوير اقتصاد دولة قطر وتحسين جودة الحياة فيها، تهدف «منصة تسمو» إلى تنسيق عمل المنظومة الرقمية في قطر من خلال عملها كوحدةٍ مركزيةٍ تُزيل الحواجز بين القطاعات التي تحظى بالأولوية والهيئات الحكومية والأفراد. وقد صممت المنصة بحيث يسهل الوصول إليها في أي وقتٍ ومن أي مكان. وتستند المنصة إلى خدمة Azure Cloud، وتوفر عدداً لا يحصى من البرمجيات كخدمة، والمنصات كخدمة، والبنية التحتية كخدمة. وباستثمار قدرات مكوناتها الرئيسية ستمكن المنصة الهيئات العامة والخاصة من الوصول إلى مساحات التخزين الكبيرة الموجودة على السحابة والتي توفر قدرات حوسبة كبيرة للمساهمة في طرح الحلول الذكية في السوق بمساعدة الخدمات المختلفة التي توفرها المنصة مثل بوابات الدفع، وأدوات تحليل البيانات والفيديو، وإنترنت الأشياء، وتعليم الآلة والذكاء الاصطناعي.
وستمكن الخدمات التي توفرها «منصة تسمو» التحول الرقمي الشامل في الدولة، في الوقت الذي تطمح فيه المنصة لتلبية جانبٍ مهمٍ من أهداف رؤية قطر الوطنية 2030. ويتضمن تدشين المنصة توفير 37 خدمة ومنتجاً متوافقة مع القيمة التي توفرها «تسمو»، وتتوزع تلك الخدمات والمنتجات في خمسة محاور رئيسية هي: طرح وإدارة أجهزة إنترنت الأشياء، وعوامل التمكين والتسريع، وإضافة القيمة للمدن الذكية، وتحقيق الإيرادات، وتوفير الدعم للمنصة.
وتتضمن «منصة تسمو» بالإضافة إلى ذلك عدداً من أفضل قدرات البيانات في العالم، مثل إدخال البيانات ومعالجتها وتكاملها وغير ذلك، مدعومة بنموذج حوكمة قوي صمم لتشجيع التشاركية وتبادل البيانات بين مختلف القطاعات، مع الحرص على ضمان خصوصية وأمن البيانات. وسيمكن ذلك من تطوير حلول ذكية للمدن الحكومية الذكية على نطاق واسع، من خلال الربط البيني للبيانات، والاستفادة من المنتجات الرئيسية المتطورة مثل قدرات منصة نظام المعلومات الجغرافية التي تغذيها تكنولوجيا التصوير المبتكرة عبر الأقمار الاصطناعية.
وبالإضافة إلى ذلك، فستوفر المنصة للشركات الصغيرة والمتوسطة فرصاً للاستفادة من الخدمات المدارة والأدوات التحليلية المتطورة، إلى جانب توفير مراكز العمليات الأمنية ومراكز عمليات الشبكة المهمة للمساعدة في العمليات والأمن. وستتمكن الشركات من بناء ونشر وتحديث حلولها بسرعة وفي أي مكان، مما سيساعد في سرعة تطوير منظومة قطر الرقمية. فمنصة «تسمو» تهدف كذلك إلى إطلاق أكثر من 200 حل ذكي خلال العقد القادم، وذلك لإيجاد مجتمع ذكي ومستدام ويتمتع بالحيوية من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والمبتكرة. وتساعد «منصة تسمو» بشكل عام في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.