استهدف هجوم بمسيّرات، أمس، قاعدة فلامنغو في بورتسودان، أكبر قاعدة بحرية في السودان، بحسب ما أفاد مصدر عسكري، في اليوم الرابع من الهجمات ضدّ المدينة التي تضمّ المقرّ المؤقت للحكومة. وقال المصدر العسكري طالبا عدم نشر اسمه إن «مسيّرات هاجمت قاعدة فلامنغو البحرية والمضادّات الأرضية تتصدّى لها».
وسمع مراسل لوكالة فرانس برس لنحو نصف ساعة دوي مضادّات أرضية وانفجارات متتالية مصدرها شمال مدينة بورتسودان حيث القاعدة البحرية.
ويوم أمس، طالت ضربات نسبها الجيش إلى قوات الدعم السريع مطار بورتسودان، وهو آخر المطارات قيد الخدمة للنقل المدني في البلد وقاعدة عسكرية ومحطة كهرباء ومستودعات وقود.
محور العمليات
وألحقت هذه الضربات أضرارا ببنى تحتية استراتيجية في بورتسودان التي تضم أكبر ميناء في البلد الواقع في الشرق الإفريقي.
وعلى بعد حوالي 600 كيلومتر إلى الجنوب، «استهدفت ثلاث مسيّرات منشآت للمطار» في مدينة كسلا المحسوبة على الجيش بالقرب من الحدود من اريتريا، وفق ما أفاد مصدر أمني الأربعاء.
وتصل إلى بورتسودان الغالبية العظمى من المساعدات الإنسانية إلى السودان الذي أعلنت المجاعة في بعض أجزائه ويعاني نحو 25 مليونا من سكانه من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وتزداد المخاوف من أن يتسببّ قصف المدينة في توقّف تدفّق المساعدات الإنسانية.
وأعرب توم فليتشر، المسؤول عن الشؤون الإنسانية وتنسيق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة، عن «بالغ القلق إزاء الضربات بالمسيّرات في بورتسودان، محور عملياتنا الإنسانية وبوابة دخول أساسية للمساعدات».
رابط حيوي
وتعتبر الأمم المتحدة بورتسودان بمثابة «رابط حيوي للعمليات الإنسانية».
وحذّرت الوكالة الأممية من «معاناة إنسانية جديدة في خضمّ ما هو أصلا أكبر أزمة إنسانية في العالم».
ومنذ خسارة الدعم السريع مواقع عسكرية في الخرطوم ووسط السودان، زاد اعتمادها على الطائرات المسيّرة والمدافع البعيدة المدى. وهي تستخدم طائرات مُسيّرة بدائية الصنع وأخرى متطورة.
ويقضي الهدف من هذه الاستراتيجية بقطع إمدادات الجيش.
وقد قسّمت الحرب السودان بين مناطق في الوسط والشمال والشرق يسيطر عليها الجيش وأخرى في الجنوب تحت قبضة قوات الدعم السريع التي تسيطر على منطقة دارفور (الغرب) بالكامل تقريبا.
وبورتسودان المدينة الشرقية التي تمرّ عبرها المساعدات الإنسانية والتي تضمّ وكالات الأمم المتحدة ونزح إليها آلاف المهجّرين السودانيين، ظلّت نسبيا بمنأى من الحرب. وهي تحتضن المقر المؤقت للحكومة التي جعلتها العاصمة المؤقتة في أعقاب اندلاع الحرب.
لكنّ المدينة تتعرّض بصورة يومية منذ الأحد لهجمات بطائرات مسيرة.
وأوقعت الحرب في السودان عشرات آلاف القتلى وأدّت لتهجير 13 مليون شخص وتسبّبت بـ «أسوأ كارثة إنسانية» في العالم، بحسب الأمم المتحدة.