90 مدرسة حكومية بالمبادرة والمعرض الخيري.. وزيرة التعليم: «تحدي أجيال...صُناع الأثر» مبادرة رائدة في تحويل القيم إلى واقع

alarab
محليات 08 مايو 2025 , 01:22ص
حامد سليمان

تجسيدًا لقيم العطاء والعمل الإنساني، اختتمت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وقطر الخيرية مبادرة «تحدي أجيال.. صنّاع الأثر» والمعرض الخيري المصاحب لها، بمشاركة 90 مدرسة حكومية جمعت تبرعات لبناء مدرسة في سوريا. شهد الحفل رعاية وحضور سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، والسيّد يوسف بن أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية، حيث قاما بتكريم المدارس الفائزة في تحدي المبادرة، وافتتحا معرضًا للأشغال اليدوية واللوحات الفنية لطلاب المدارس المشاركة، كما عرضت الجهات الشريكة أجنحتها في الحفل.

.واستهدفت النسخة الأولى من مبادرة «تحدي أجيال.. صُناع الأثر»، التي انطلقت في أكتوبر الماضي، إلى تعزيز العمل الإنساني في المجتمع المدرسي. وقد نجحت المبادرة في تمويل بناء مدرسة للنازحين في سوريا عبر جمع التبرعات والتوعية بالقضايا الإنسانية من خلال أنشطة مبتكرة.
وفي كلمة لها في الحفل قالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي: يسرني اليوم أن نحتفي معا بختام مبادرة تربوية وإنسانية ملهمة، جمعت بين سمو الهدف وحيوية التنفيذ، وهي مبادرة تحدي أجيال صناع الأثر»، التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالتعاون مع قطر الخيرية، ضمن رؤيتنا التربوية الهادفة إلى غرس القيم الإنسانية، وتعزيز روح المواطنة الفاعلة والمسؤولية المجتمعية لدى طلبتنا.
وأكدت سعادتها أن المبادرة شاركت فيها تسعون مدرسة حكومية، خلال الفترة من أكتوبر 2024 حتى أبريل الماضي ضمن حملة تكاملت فيها الجهود التربوية والخيرية، من خلال توزيع صناديق التبرع، وتنظيم المعارض والماراثونات والأنشطة الإبداعية، في إطار مسعى مشترك لدعم بناء مدارس في سوريا الشقيقة.
ونوهت بأن المبادرة شهدت توزيع أكثر من 35 ألف حصالة، وتفعيل منصة إلكترونية لجمع التبرعات عبر قطر الخيرية، إلى جانب تنفيذ 85 ورشة توعوية، بهدف ترسيخ قيم التطوع والتكافل والتعاضد لدى أبنائنا وبناتنا، والتي تعد في صميم ثقافتنا القطرية والعربية والإسلامية.
وأضافت: مثلت هذه المبادرة نموذجا تربويا رائدا في تحويل القيم المجردة إلى ممارسات واقعية، وأسهمت في تنمية الوعي المجتمعي لدى الطلبة، وأكدت على دور العمل التطوعي في بناء الأجيال، فضلا عن دور المدرسة في تنشئة الإنسان القادر على المبادرة وإحداث التأثير.
وتابعت سعادتها: طلابنا وطالباتنا الأعزاء، إن ما قدمتموه خلال هذه المبادرة لا يقتصر على المساهمة في مشروع خيري بل يعكس نضجا تربويا مبكرا، يبشر به ظهور جيل يدرك أن بناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان وأن الإنسان يبنى بالعلم، كما يبنى بالقيم، وبالضمير، وبالإحساس بالآخر.
ونوهت إلى أن الحفل لا يقتصر على تكريم الطلبة والمدارس المشاركة، بل هو مناسبة للاحتفاء بما قدموه من معارض فنية، وأعمال إبداعية، وعروض مسرحية، شكلت جميعها تجسيدا صادقا لقيم العطاء والانتماء والمسؤولية، مقدمة الشكر لكل يد أسهمت في إنجاح هذه المبادرة، ولكل معلم ومشرف وولي أمر كان شريكا في هذا الجهد النبيل، ولكل من وقف خلف التخطيط والتنفيذ، مضيفة: والشكر موصول لقطر الخيرية، التي قدمت نموذجا مميزا للتعاون المثمر، في إطار شراكة نفتخر بها، ونتطلع إلى البناء عليها لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تخدم مجتمعنا.

أثر إيجابي
وأعرب السيد يوسف بن أحمد الكواري، الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية، عن سعادته بالإقبال الكبير الذي شهدته مبادرة قطر الخيرية من 90 مدرسة حكومية شملت جميع المراحل الدراسية بنين وبنات في دولة قطر، بالإضافة إلى مشاركة الأُسر والكوادر التدريسية والإدارية، حيث كان للمبادرة أثر إيجابي تجلى في تعزيز وعي الطلاب بقيمتي العطاء والمسؤولية المجتمعية، وتشجيعهم على العمل الخيري المشترك، الأمر الذي أفضى إلى تمويل مدرسة لأطفال سوريا المتضررين من الأزمة.
تضمن الحفل فقرات متنوعة، أبرزها أوبريت فني قدمه طلاب المدارس المشاركة، كما تم عرض فيديو سلط الضوء على إنجازات المدارس خلال المبادرة، والتي شملت تنفيذ 85 ورشة عمل توعوية لتعزيز العمل الخيري، بالإضافة إلى أكثر من 60 نشاطًا ثقافيًا وفنيًا ورياضيًا نفذها الطلاب دعمًا للمبادرة.
وفي ختام مراسم الاحتفال، تفضلت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، بتسليم الجوائز للمدارس الفائزة. وقد استحقت مدرسة وروضة البيان الأولى الابتدائية للبنات لقب المدرسة الأعلى إيرادًا في التبرعات «من خلال الحصالات والرابط الإلكتروني للتبرع»، بينما تم تكريم مدرستي: الشيماء الثانوية للبنات، والدوحة الإعدادية للبنين عن فئة أفضل فعالية توعوية خلال المبادرة. وحازت مدرستا: الخور الإعدادية للبنات وقطر الابتدائية للبنين على جائزة المدرسة الأفضل أداءً في مجال التقارير والمتابعة الشهرية.

تدشين المعرض
عقب الحفل، افتتحت سعادة وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، والرئيس التنفيذي لقطر الخيرية المعرض المصاحب، وبرفقتهما عدد من المسؤولين. واطلعوا على أجنحة المدارس والجهات الشريكة، وأثنت سعادتها على إبداعات الطلاب مؤكدة على أهمية تعزيز العمل الإنساني عبر الفنون والأنشطة التفاعلية والتوعوية.
واحتوى المعرض على 20 جناحًا عرضت فيها المدارس أعمالًا يدوية، بالإضافة إلى معرض فني تضمن لوحات إبداعية للطلاب متاحة للبيع، حيث سيُخصص ريعها للأعمال الخيرية.
كما شاركت جهات أخرى في المعرض بأجنحة توعوية في مجالات العمل الخيري وخدمة المجتمع، منها: وزارة الرياضة والشباب، وزارة العدل، مجموعة دكاكين، أستوديوهات لوسيل، مركز تربية، وشركة FMM، وأتيح للحضور والجمهور فرصة زيارة المعرض من الساعة الخامسة وحتى التاسعة مساء.
الجدير بالذكر أن مبادرة «تحدي الأجيال.. صنّاع الأثر» تهدف إلى دعم التنمية الاجتماعية لرؤية قطر 2030 من خلال تعزيز التفاعل العالمي وتنمية مهارات الطلبة في العمل الإنساني والمجتمعي.